تعمل مجموعة من الفتيات والنساء الفلسطينيات للتدرب على صناعة المشغولات اليدوية بمختلف أصنافها ومكوناتها، بهدف تسويقها، وخلق فرصة عمل، ومصدر دخل يعينهن على توفير متطلبات الحياة اليومية.

وتتشارك النساء في الورشات التدريبية المتواصلة، التي يعقدها مشروع "طاولة فن"، داخل مقره وسط مدينة غزة، والمختص بتدريب الفتيات والسيدات على الحِرف اليدوية، وفي الوقت ذاته بيع مُنتجاتهن، داخل المتجر المُخصص لعرض المشغولات اليدوية المتنوعة.

ويضم المشروع العديد من الزوايا التدريبية، ومن أبرزها التدريب على عمل الإكسسوارات، و"المكرميات" التي يتم فيها صنع الأشكال الفنية بالخيطان والمسامير، كذلك الرسم على الزجاج، ورسم وتصميم الأزياء، والقطع الفضية، إلى جانب التعلم على صناعة الكروشيه والقطع والدمى الصوفية.

ويضم المشروع متجرا دائما لعرض المنتجات التي يتم التدريب على صنعها، من إكسسوارات مصنوعة من الأحجار الكريمة، والخرز والنسيج، كذلك زخارف المكرميات المستخدمة كمعلقات للأسقف والجدران بألوان ومقاسات متنوعة، والزينة المنزلية، إلى جانب القطع الزجاجية الملونة بالألوان الزاهية، وذلك لمُساعدة السيدات على تسويق منتجاتهن.

وتقول المشتركة أفنان عُمر، وهي خريجة إدارة أعمال، إنها تلقت في مشروع طاولة فن، التدريبات على "النول"، ومن خلاله تتم صناعة إكسسوارات متنوعة، ويتم فيها تشكيل ملامح التراث الفلسطيني، من خلال تطبيق نقلات التطريز، باستخدام حبيبات الخرز.

وتبين عُمر، أنها تلقت كذلك دورات لتصميم المجوهرات، فيما بدأت بصناعة الأسماء والأحرف عبر نحت معدن الفضة، مضيفة "المشروع وفر لنا مساحة للتدريب والصناعة، كذلك لعرض منتجاتنا، ما دفعني إلى ترك البحث عن فرصة عمل في تخصصي الدراسي، والتركيز على الصناعات اليدوية، وتطوير عملي بها".

أما زميلتها نسمة جبر، من مدينة غزة، فتوضح أنها كانت تتابع الصفحة الخاصة بمشروع طاولة فن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومُعجبة بالأشغال اليدوية التي يتم عرضها، إلى أن صادفت اعلانا عن دورة لتعليم النول وصناعة الإكسسوارات اليدوية، ما دفعها إلى الالتحاق بالدورة، وقد باتت تتقن ذلك الفن، إلى جانب اتجاهها إلى تعلم باقي الفنون الحرفية، الخاصة بالمشغولات اليدوية.

وتقول جبر، إنها ستواصل التدريبات، بغرض تطوير قدراتها على صنع افضل المنتجات اليدوية، وتطمح إلى افتتاح مشروعها الخاص، والذي يمكنها من توفير فرصة عمل، تضمن لها الدخل المادي المناسب.

من ناحيتها، توضح هدباء أبو شمالة، من قسم المحاسبة والمبيعات، أن السيدات يُجذبن بشكل كبير للمشغولات اليدوية، والتي تمكنهن من طلب الأشكال أو الألوان التي يرغبن بها، والتي تعكس أذواقهن.

وتبين أبو شمالة أن مجموعة من الفتيات والسيدات، اللواتي تدربن ضمن إطار المشروع، قمن بافتتاح مشاريع خاصة بهن، ولا زلن على تواصل للاستفادة من الخدمات والأفكار والمنتجات التي ينفذها المشروع.

أما مديرة مشروع "طاولة فن" منى الشوا، والحاصلة على بكالوريوس إدارة أعمال، فتقول إن فكرة المشروع الذي تديره برفقة فتاتين، تتمحور حول التدريب على مختلف الأشغال اليدوية، وعرضها داخل معرض ومتجر دائم لبيع المنتج الذي يتم التدريب عليه، وذلك في حالة رغبة السيدة صاحبة المنتج بعرضه داخل المتجر، إذ يمكنها كذلك تسويقه حسب رغبتها.

ويسعى المشروع إلى تمكين المرأة اقتصاديا من خلال خلق حرفة، يمكنها من خلالها أن تخلق فرصة عمل ومصدر دخل، يعينها على الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يمر فيها قطاع غزة المُحاصر من الاحتلال الإسرائيلي منذ ستة عشر عامًا، والذي تسبب بأزمة مالية خانقة لدى شريحة كبيرة من الفلسطينيين والفلسطينيات، حيث تخطت البطالة نسبة 65%، بينما قفز الفقر فوق حاجز 80%.

وتقول الشوا، إن المشروع، الذي افتتح أبوابه العام الماضي، يهدف كذلك إلى التخفيف من ضغوطات الحياة في مكان مريح، يحفز الالهام، والخيال، حيث يوفر المساحة الهادئة لهن، للإبداع واستغلال طاقاتهن في انتاج القطع والمشغولات اليدوية المميزة.

وتحمل الشوا رسالة إلى النساء صاحبات الشغف بالمشغولات اليدوية والإرادة والطموح، بأنّ يتعلمن أي شكل من أشكال المصنوعات التشكيلية، على الطاولة التي تقدم لهن كل ما يُمكنه مساعدتهن على إتمام عملهن، داعية المؤسسات الخاصة، سواء المؤسسات المحلية أو الدولية إلى تشجيع مجال الحِرف والأشغال اليدوية، ومُساندة رياديات الأعمال، وتشجيعهن كي يستطعن تسويق منتجاتهن خارج قطاع غزة، وبأسعار منافسة.