بسم الله الرحمن الرحيم

(مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)، صدق الله العظيم.

بقلوبٍ مؤمنةٍ بقضاء الله وقدره، وببالغِ الحزنِ وعميقِ الأسى، ينعى إعلام حركة "فتح" - إقليم لبنان إلى شعبنا المناضل في الوطن والشتات وإلى جماهير أُمّتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم رئيسَ المجلس الوطني الفلسطيني السابق، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، وأحد مؤسّسي حركتنا الرائدة، القائد الوطني الكبير الشهيد سليم الزعنون "أبو الأديب" الذي توفاه الله يوم أمس الأربعاء في العاصمة الأردنية عمّان، بعد مسيرةٍ نضاليةٍ مشرّفةٍ ومفعَمةٍ بالكفاح والتضحيات والعطاء الوطني اللامتناهي.

تفتقدُ فلسطين وحركة "فتح" اليوم قائدًا فلسطينيًّا وطنيًّا كبيرًا وفتحويًّا أصيلاً تركَ بصمةً وإرثًا مشرّفًا وخالدًا في سجلِ كفاح شعبنا، وكانَ نموذجًا للعطاء والتفاني والحرص على تعزيز الوحدة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" والثورة الفلسطينية ومؤسّساتها ومن خلال مختلف الميادين النضالية والتنظيمية والقانونية التي خاض غمارها مُفنِيًا حياته في سبيل الدفاع عن عدالة قضيتنا وحقوق شعبنا المشروعة وقرارنا الوطني المستقل. 

 فقد انضوى الشهيد القائد سليم الزعنون في صفوف الثورة الفلسطينية منذ بداياتها الأولى، وكان من المؤسسين الأوائل لحركة "فتح" التي آمنَ بأدبّياتها ومنطلَقاتها وأهدافها والثوابت الوطنية التي انطلقت من أجلها، وحملها أمانةً عبر مختلف المهمات والمسؤوليات التي تولّاها خلال مسيرته النضالية الحركية، حيثُ انضمَّ لعضوية اللجنة المركزية لحركة "فتح"، وأصبح معتمدَها في الكويت والخليج، وأُعيد انتخابه عضوًا في لجنتها المركزية عام ٢٠٠٩.

كما شغل "أبو الأديب" منصب نائب رئيس المجلس الوطني الفلسطيني عام ١٩٦٩، ثُم رئيس المجلس بالوكالة في ١٩٩٣-١٩٩٦، حيث انتُخب بالإجماع رئيسًا للمجلس في الدورة الحادية والعشرين التي عُقدت بمدينة غزة عام ١٩٩٦.

وإذ نتقدَّم بالتعازي لسيادة الرئيس محمود عبّاس واللجنة المركزية لحركة "فتح" وأبناء الحركة كافةً ومنظمة التحرير الفلسطينية ومجلسها الوطني، ولعائلة الفقيد القائد سليم الزعنون "أبو الأديب" وعموم عائلة الزعنون الكريمة ورفاق دربه ومُحبّيه، ندعو المولى عزَّ وجلَّ أن يتغمَّدَ فقيدنا بواسع رحمته، ويُلهم عائلته الصبر والسلوان، ويشمله بعظيم عفوه ومغفرته ورضوانه، ويسكنه فسيح جنّاته مع الشهداء والصّدِّيقين والأنبياء وحَسُن أولئك رفيقا.

المجد والخلود لشهدائنا الأبرار

وإنّها لثورةٌ حتّى النّصر والعودة

إعلام حركة "فتح" - إقليم لبنان