بسام أبو الرب

قبل نحو أربع سنوات كان المواطن صابر بني فضل، يقضي غالبية وقته في أراضي خربة الطويل التابعة لبلدة عقربا جنوب نابلس، يركب حصانه ويعدو به بين سهولها الشاسعة، رغم ما تشهده من تدريبات عسكرية لجيش الاحتلال في الكثير من الأحيان.

تواجد المستوطنون بين الحين والآخر في المنطقة، ومحاولتهم الاستيلاء على أكثر من 400 دونم من الأراضي قد شكل نقطة تحول للمواطن بني فضل وللكثير من الأهالي، الذين حرموا من دخولها، وزراعتها، حيث كانت آخر مرة زار فيها المكان كان قبل نحو عام.

قبل أسبوع شرع مستوطنون بحراثة وتجريف مساحات شاسعة من اراضي بلدتي عقربا ومجدل بني فاضل جنوب نابلس، حسب ما أكده رئيس بلدية عقربا صلاح جابر.

وقال جابر في حديث: إن آلاف الدونمات جرى الاستيلاء عليها من أراضي بلدة عقربا، لصالح أعمال التوسعة لمستوطنة " جتيت" المقامة على أراضي خربة الطويل، منذ تسعينيات القرن الماضي.

وأضاف "رغم التوجه للقضاء واثبات ملكية الأراضي التي يتم تجريفها وحراثتها، إلا أن المستوطنين وبحماية من جيش الاحتلال يزرعونها ويجنون المحاصيل منها، في حين أصحاب الأرض لا يستطيعون الوصول اليها".

وأكد جابر أن الاستيلاء على المزيد من الأراضي ينعكس سلبا على الانتاج السنوي للمحاصيل الزراعية، خاصة القمح منها، ويقلص المناطق الرعوية المخصصة للمواشي، عدا عن سياسة الملاحقة والاعتداءات الدائمة من قبل المستوطنين في المنطقة.

وقال "إن بلدة عقربا تملك ما يقارب 30% من عدد المواشي في محافظة نابلس، إلا ان هذه النسبة تراجعت بسبب قلة المساحات الرعوية بعد الاستيلاء على الأراضي، اضافة الى الاخطارات بإزالة "البركسات" المخصصة لها في المنطقة، وما تشهده من تدريبات عسكرية لجيش الاحتلال".

وأشار إلى أن هناك مخططا للاستيلاء على أراضٍ تقع بين مجدل بني فاضل وعقربا، عدا عن آلاف الدونمات التي جرى الاستيلاء عليها من خربة يانون التابعة لأراضي البلدة".

والمشهد لا يختلف كثيرا في بلدة دوما جنوب نابلس، التي أصبحت أراضيها مهددة من جميع الجهات؛ بحجة أنها تقع ضمن المناطق المصنفة "ج"، التي يمنع البناء فيها، ليهدم مؤخرا منزلا ومنشآت زراعية.

رئيس مجلس قروي دوما سليمان دوابشة، أكد أنه خلال العامين الماضيين جرى اخطار ما يقارب 150 منزلا ومنشأة بالهدم ووقف البناء، اضافة الى الاخطار بتدمير طرق في البلدة.

وقال دوابشة "ان الاحتلال يستهدف البلدة من الجهات كافة، وقبل فترة استولى على أراضٍ عند مدخل البلدة، التي جرى زراعتها من قبل المستوطنين، في حين تمنع المواطنين الذين يمتلكون هذه الأراضي من الاستثمار فيها".

وأضاف "ان الاحتلال أخطر بتجريف وتدمير طريق النهضة بطول 2.5 كم، وطريق الجهرة بطول 2 كم، وهي معدة بالكامل بالبنية التحتية؛ وجرى تهديدنا مرات كثيرة من قبل الاحتلال بأن العمل بهذه المناطق يهدد أمن اسرائيل".

وتابع دوابشة "ان هذه السياسة تنعكس سلبا على حياة المواطنين في البلدة؛ من حيث العزوف عن الاستثمار في هذه المناطق المستهدفة، والتوسع العمراني، وتخفيض القيمة الشرائية لهذه الأراضي".

يذكر ان سلطات الاحتلال تفرض قيودا على قرى جنوب نابلس، الذي يضم أكبر التجمعات الاستيطانية، من اغلاق متكرر لعدد من مداخلها، بالسواتر الترابية، كما تشهده بلدة حوارة، عدا عن اعتداءات المستوطنين المتكررة التي تستهدف المواطنين، وممتلكاتهم.

يذكر أن عدد المستوطنات المقامة على أراضي محافظة نابلس بلغ 13 مستوطنة و39 بؤرة استيطانية.