تقرير - نديم علاوي

لم يخيل لعائلة الطفل عمار جاسر زبيدات، من ذوي الاحتياجات الخاصة، أنه سيكون، يوما ما، هدفا لقوات الاحتلال.

يحرص والدي الطفل (12 عاما) الذي يعاني من شحنات كهربائية بالدماغ وإعاقة بالجسد والنطق، إلى إرسال طفلهما إلى المدرسة لدمجه مع الأطفال ومخالطتهم.

ظهر الخميس الماضي، بينما كان الطفل عمار، بالصف الخامس في مدرسة الزبيدات شمال مدينة أريحا على موعد مع الاستراحة المدرسية، اقتحم جنود الاحتلال المدرسة بهدف اعتقاله، غير أن تصدي مدير المدرسة ومعلمين للجنود حال دون ذلك، ليصبح عمار بذلك مطلوبا "خطيرا" للاحتلال.

مع انتهاء اليوم الدراسي، طمأنت الهيئة التدريسية ذوي عمار حول طفلها، لتتفاجأ العائلة لاحقا باعتقاله بينما كان يلهو في محيط المنزل، وذلك بزعم رشق جنود الاحتلال بالحجارة.

منذ ذلك الوقت، وبعد يوم من الإفراج عنه، يحرم عمار عائلته النوم بسبب مخاوف تراوده بالاعتقال.

 "معاناته المستمرة جراء وجود كتله بالدماغ، وشحنات كهربائية، وتشنجات، وصعوبة بالنطق وإعاقة بقدميه، ومشكلات أخرى لم تشفع له ولم تحل دون اعتقاله" قالد جاسر زبيدات والد الطفل.

عمار هو واحد من بين 4 أشقاء يعانون من أمراض غامضة منذ ولادتهم وهم: عمر (13 عاما) والذي يعاني من نقص في الأوكسجين وشحنات كهربائية دماغيه، وجنى (6 أعوام) وتعاني كذلك من وجود شحنات كهربائية بالدماغ ومشاكل بالنطق وإعاقة بالقدمين، وأصغرهم محمد (4 أعوام) ويعاني من شق خلقي في حلقه، وشحنات كهربائية بالدماغ ومشاكل بالنطق.

رب العائلة الذي يعمل في مجال الزراعة بالقرية يوضح أنه ينتظر حصول طفله على تصريح طبي الى مستشفى المقاصد الخيرية بالقدس المحتلة لمعاينة حالته التي ازدادت سوءا عقب اعتقاله، بينما يواصل علاج أقرانه الذين يواجهون ذات المرض بالصبر والتحمل، ذلك أن أمراضهم يصعب تشخصيها في أحيان وعلاجها أحيانا آخر، بحسب اقواله.

الخوف وعدم النوم والانزواء والخشية من الخروج من المنزل واللعب مع اقرانه، "اعراضٌ" باتت تلازم عمار بعد اعتقاله من قبل جنود الاحتلال، يؤكد والده.

اقتحامات جنود الاحتلال لقرية الزبيدات منذ أسابيع، وإجبار أصحاب المحال التجارية على إغلاقها وإجبار السكان على عدم الخروج من منازلهم، باتت مشاهد متكررة، وهي أكثر من ذلك، مصدر رعب للطفل عمار، وهواجس خوف لأهالي قرية الزبيدات التي يقطنها نحو ألفي نسمة جميعهم من عائلة واحدة هجرت من أراضيها عام 1948 في بئر السبع، ومنذ ذلك الحين حتى يومنا يسعى الاحتلال للسيطرة على جزء كبير من أراضيهم كونها منطقة حدودية مع الأردن.

واستشهد منذ بداية العام الجاري أكثر من 40 طفلا بفعل اعتداءات الاحتلال، وفق تقرير لوزارة التربية والتعليم أعلنت عنه السبت الماضي لمناسبة اليوم العالمي للطفل، مبينة أن قوات الاحتلال اعتقلت أكثر من (750) من الاطفال والفتية ممن هم في سن الدراسة، منذ مطلع العام ذاته، ضمنهم جرحى، وأن أكثر من 150 طفلا ما زالوا رهن الاعتقال، منهم طلبة من الثانوية العامة، وثلاث طالبات قاصرات وهن: نفوذ حماد (16 عاما)، وزمزم القواسمة (17 عاما)، وجنات زيدات (16 عاما).

وشددت الوزارة على أن الانتهاكات المتواصلة للاحتلال بحق التعليم وتحديداً في مدارس التجمعات البدوية والمسافر يعيق التحاق الطلبة بمدارسهم، ويتسبب في تسرب الطلبة، ما يحول دون تطبيق أهداف التنمية المستدامة وخاصة الهدف الرابع منها.