تواصلت فعاليات مهرجان فلسطين الوطني للمسرح بدورته الثالثة، الليلة، بعرضيين مسرحيين: "مسرحية يافا وأبوها" لمسرح المنطار /غزة، إخراج وتمثيل سعيد البيطار والممثلة ميسم يعقوب، و"مسرحية الفيل" لمسرح الحرية / جنين، من إخراج أحمد طوباسي.

وتصور مسرحية "يافا وأبوها" حياة الفلسطيني السعيدة ما قبل النكبة، ثم تتوالى لحظات التعاسة والألم والقهر واللجوء بعد احتلال مدينة يافا وباقي المدن الفلسطينية، وتصور أيضا مدى التمزق الذي أصاب النسيج الاجتماعي والتحولات الجذرية في حياة الفلسطيني الفلاح، والصياد (الريف والمدينة)، ولا تقف الأحداث عند مأساة اللجوء وما ترتب عليه من آلام بل تصل حتى حصار غزة وتقطيع الاوصال بين المدينة وباقي فلسطين وبين العائلات.

وتمزج المسرحية ما بين الكوميديا المفرطة بالضحك وسخرية القدر والتراجيديا التي تنتهي بيافا وأبوها في أحد أنفاق غزة الذي يهدم عليهم ويموت الأب وتبقي يافا بالنفق المظلم تستصرخ الناس لإخراجها من العتمة.

أما مسرحية "الفيل" هي مسرحية الشارع المستوحاة من رواية "الفيل يا ملك الزمان" للكاتب السوري سعد الله ونّوس، حيث تتحدث المسرحية عن ملك ظالم له فيل مزعج ضار يرمز للقوة والبطش والجبروت، يشكو منه الناس ولا يجرؤ أحد منهم على الشكوى، ومن ثم يبدأ الناس بالتدرب على ما يجب أن يفعلونه للوصول للملك وجذب انتباهه لتقديم شكواهم عبر الفنون والألعاب ولكن في كل مرة يتغير موقفهم ويسيطر الخوف عليهم لتبدأ مفارقات مضحكة ومبكية في كيفية عرض المشكلة وطرح حلها .

وتم تجسيد العمل مسرحيا بشكل رائع وقدم في عدة مسارح عربية في (سوريا والكويت) وعرض في فلسطين في جولة مفتوحة خلال جائحة كورونا بدعم من وزارة الثقافة في جنين ونابلس وطولكرم.