الاحتلال الإسرائيلي منذ وجد وساندته دول المسيحية الصهيونية في أوروبا وأميركا، لم يتغير، لم يبتعد لحظة واحدة عن طبيعته العدوانية، ولم يرتقِ مليمتراً واحداً عن سقوطه الأخلاقي وروايته الخرافية الكاذبة التي يتلفح بها، ابتداء من حكومته الأولى بزعامة بن غوريون، ووزير جيشه الأول موشيه دايان وهو على حاله، ضد الشرعية بكل أنواعها، ضد السلام بكل أشكاله والتزاماته، ضد الشعب الفلسطيني من ألفه حتى يائه، بل إن هذا الاحتلال الإسرائيلي، له مقولات سياسية يقدسها أكثر ألف مرة من اليهودية، مثل الادعاء بأنه الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وأنه يعيش في داخله حياة ديمقراطية مزعومة وإلا فهل اللص يعترف بأنه لص أم يغرق الدنيا حجيجا كاذباً عن أهدافه النبيلة؟؟؟

وبالتالي، فإن إسرائيل اعتماداً على أصدقائها التقليديين في أميركا وأوروبا وبعض مواليهم في الشرق الأوسط يلجأون إلى ادعاء دهشتهم من أي ردة فعل متوقعة من الشعب الفلسطيني في نضاله العنيد المتواصل بعد أن سدت في وجهه كل الأبواب لتحقيق سلام عادل، وواصلت إسرائيل وحلفاؤها التقليديون الادعاء بأن الفلسطينيين متمردون على القواعد، والقرارات الدولية، وأكبر مثال على ذلك أن قرار التقسيم رقم 181 الذي أعطى أهل الخرافة وهم الإسرائيليون، تحت زعم أنهم ليسوا محتلين وإنما هم عائدون إلى دولتهم التي كانت، فلماذا يتصدى لهم الفلسطينيون، وبالتالي تحول قرار مجلس الأمن وهو القرار 181، إلى ملهاة وسخرية فاضحة، قرار مجلس الأمن قضى بـ 55% للإسرائيليين، 44% للفلسطينيين، وبدلاً من تصحيح الخطأ، واصلت إسرائيل سياسة العدوان الغاشم، والادعاء الكاذب، والطرد والتهديد والقتل للفلسطينيين إلى أرقام هزلية مبكية،

والأكثر بشاعة أن حلفاء إسرائيل ظلوا على الدوام جاهزين للعبث بالمعادلة، بدعوى أن الفلسطينيين غير مؤهلين للسلام.

في المعركة التي جرت في نابلس واستهدف فيها شبان المواجهة استشهد خمسة فلسطينيين سادس في رام الله، فلسطينياً نحن لا نرى أية مفاجأة في الأمر برغم أن الإسرائيليين قالوا إن وزير الجيش بني غانتس ورئيس الأركان الإسرائيلي هما اللذان أشرفا على تلك العملية، أذكر السادة القراء أن معركة الكرامة التي جرت في آذار عام 1968 كان على رأسها موشيه دايان الذي تبجح قبل وقوعها قائلاً "إن فتح كالبيضة في يدي، أستطيع كسرها وقتما أشاء" الذي انكسر وقتها هو موشيه ديان نفسه، وذهب إلى ذاكرة السقوط، أذكركم فلا تنسوا فإن حبل النضال الفلسطيني طويل، أطول من كل التوقعات.

 

المصدر: الحياة الجديدة