نحسب أن فصائل العمل الوطني، التي تصل وفودها تباعًا إلى الشقيقة الجزائر للبحث مجددًا في سبل تحقيق المصالحة الوطنية، بإنهاء الانقسام البغيض، وعودة غزة إلى بيت الشرعية الفلسطينية، استنادًا إلى المبادرة الجزائرية الكريمة في هذا الإطار، نحسب أنها إذا ما تحدثت مرة أخرى عن طرفي الانقسام (..!!) ورددت الشعارات ذاتها، فعلى المصالحة السلام مرة أخرى، وربما أخيرة...!!

ولأننا اشترينا فيما مضى بهذا الشأن، سمكاً في البحر، وقد ثبت عبث هذا الشراء، حيث لم يكن هناك بحر ولا سمك...!! فإننا اليوم وبناء على ذلك، من الصعب أن نتوقع، وحتى أن نتخيل أن حركة حماس ستغير حقا من خطابها، ومزاعمها، وشعاراتها.

ستردد حماس مقولتها ولا شك عن المقاومة، وسلاحها، هذا الذي ثبت أنه سلاح الاستعراضات الاستهلاكية، وقد تم ضبطه بالتفاهمات الأمنية الشاملة، مع إسرائيل، التفاهمات التي كشف عنها رئيس الحكومة الإسرائيلية "نفتالي بينيت" وبكلمات لا تقبل التأويل، ولا التزوير ..!!

 لعل هناك، برغم هذه الحقيقة، من سيصفق ثانية لشعارات حماس وخطابها، فالأمر إذا ما كان كذلك سيظل إذن هو أمر التمويل الحرام، وقراراته، لا أمر القضية الوطنية، وسبل حمايتها من الضياع والتدمير...!!

ليتنا نكون مخطئين في كل ذلك، والحق أننا نريد دخانا أبيض، يخرج من الجزائر العاصمة، حيث فصائلنا الوطنية هناك، سنقول إن هذه هي أمنيتنا الوطنية في اللحظة الراهنة، فإذا ما تحققت صار بإمكاننا أن نواجه على نحو أجدى الاحتلال الإسرائيلي، لردع تغوله العنيف على شعبنا هنا، في الضفة المحتلة، وهو تغول لا يستهدف في المحصلة، غير تدمير مشروعنا الوطني التحرري.

لا بأس بحسن الظن، ولا بأس في التمني، لكن لا بد من  المواقف الواضحة والحاسمة لتجسيد ما نتمناه وليس هناك سوى طريق واحدة لتحقيق ذلك وهي لاشك طريق الإجراءات العملية المباشرة العاملة على إنهاء الانقسام وعودة غزة إلى بيت الشرعية، وهذا ما يبدو غير ممكن حتى اللحظة، مع الأسف الشديد، ونحن نتابع إعلام حماس على منصاته المختلفة، فلا نقرأ، ولا نسمع منه، سوى التحريض على الفتنة والفوضى...!!

 سيبقى أن نقول ونؤكد، إن الحقيقة التي يعرفها الجميع أننا إن لم نكن موحدين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، والتصدي له، سيتغول أكثر وأكثر في عدوانه الدموي العنيف، على شعبنا، ومشروعه الوطني، فلا وحدة إذن مع الانقسام البغيض، لا وحدة وقطاع غزة يراد له أن يغرد في فضاءات الجماعة الإخونجية وحدها...!! ولا وحدة تعني في المحصلة، صراعاً يطول، ودما غزيرا...!!

المصدر: الحياة الجديدة