شجبًا لجرائم الاحتلال الصهيوني واستنكارًا لتماديه ببطشه في مخيم جنين، وتضامنًا مع أهالي ضحايا قارب الموت بعد الفاجعة الأليمة  التي ألمَّت بمخيم نهر البارد، وبدعوة من حركة "فتح"- منطقة الشمال، انطلقت مسيرة غضب جماهيرية حاشدة في مخيّم البداوي لمطالبة العالم بكفِّ يد الاحتلال عن شعبنا، اليوم الجمعة الموافق ٣٠-٩-٢٠٢٢. 

وقد تقدّم المسيرة أمين سرّ فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح" في الشمال الأخ مصطفى أبو حرب، ومدير مستشفى صفد د. علي وهبة، وأعضاء قيادة المنطقة، وأمناء سرّ وأعضاء الشعب التنظيمية، وقوات الأمن الوطني الفلسطيني، وبمشاركة الفصائل، واللجان الشعبية الفلسطينية، وقوى لبنانية، إضافةً إلى كوكبةٍ من الفعاليات والوجهاء، وحشودٍ غفيرةٍ من أبناء المخيم والجوار. 

كما شاركت طوابير الكشّافة، والأشبال والزّهرات وحمَلَة الرايات، وتشكيلات للمكاتب الطّلابية والشّبابيّة والنّسائيّة الحركيّة والفرق الإعلامية. 

هذا وقد انطلقت الجماهير من أمام مقر قيادة حركة "فتح"، حيثُ جابت المسيرة شوارع المخيَّم على وقع الأغاني الثورية، والهتافات الوطنية، وصولاً إلى كلمة لفظ الجلالة "الله". 

ورحَّب الأخ أحمد الأعرج بالجماهير المشاركة، متوجهًا بالتحيّة إلى الشعب الفلسطينيّ المناضل في الداخل والشتات وإلى أهالي ضحايا قارب الموت في نهر البارد، ودعا الحاضرين لقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء شعبنا الفلسطيني. 

وقد ألقى الأخ مصطفى أبو حرب كلمة توجه فيها بالتحية من مخيمات اللجوء إلى أهلنا الصامدين المرابطين في باحات المسجد الأقصى وفي كل قرية ومدينة ومخيم، وإلى أهلنا في مخيم جنين، مخاطبًا إياهم "اصبروا وصابروا.. إن النصر صبر ساعة".
وتابع: "أنتم كنتم ولا زلتم عنوان الصمود والتحدي والمواجهة للعدو الصهيوني الغاصب.. أليس فيكم ومنكم القائد أبو جندل والشهيد البطل رعد حازم، وكل شهيد حيّ لا زال يقبض على زناد البندقية ويتحدى العدو الصهيوني بأن يطأ أرض هذا المخيم؟". 
ثم أكَّد أنَّ كلّ فلسطين بترابها وهوائها ومائها لنا، ففي نابلس وطولكرم والخليل يقدمون الشهيد تلو الشهيد، ولن ينضب الدم المتفجر فوق أرض فلسطين، ولن يجف عنبر الشهادة. 
وتوجه أبو حرب بالتحية إلى سيادة الرئيس أبو مازن، مشيرًا إلى خطابه الأخير في الأمم المتحدة، حيث أعلن سيادته للعالم أجمع بأن فلسطين والقدس لنا، والأرض والسماء والماء لنا، وسنعود يومًا إلى كل قرية ومدينة أُخرجنا منها، كما أعلن بأن هذا العدو الغاصب الذي يهدر دماء أبنائنا ويقتل الأطفال والنساء بدعم من الشيطان الأكبر الأمريكي، وأعرب عن استيائه وهو يخاطب الأمم المتحدة: أيّ قرار نفذتموه بحق العدو الصهيوني الغاصب الذي ارتكب ما يزيد عن ٦٠ مجزرة بحق شعبنا منذ احتلاله للأرض الفلسطينية، ولغاية معركة غزة "الساحات الموحدة".
وأضاف أبو حرب: "لن نألو جهدًا ولن نبخل بالدماء، كلمات قالها والد الشهيد عبدالرحمن "فتحي حازم" القائد في قوات الأمن الوطني الفلسطيني، الذي قدم منذ أشهر فلذة كبده "رعد" شهيدًا من أجل فلسطين، وبالأمس ودع ابنه الآخر "عبدالرحمن" شهيدًا. 

ثم تحدث أبو حرب عن الفاجعة الأليمة التي ألمّت بأهلنا في مخيم نهر البارد، حيث قال: "يا من قدمتم فلذات الأكباد بالأمس شهداء على طريق الحرية والحياة الكريمة وصون الكرامة، لقد خرجوا من شاطئ مخيم نهر البارد يتوقون إلى حياة أفضل".
وتابع: "منذ خمسة عشر عامًا لا زال أهلنا مشردين في المخيمات، فمنهم من لم يعد إلى منزله بعد، ومنهم من يستأجر بيتا في المخيم كي تبقى عيونه ترقب العودة إلى البيت الذي ولد وتربى فيه.. شهداء قضوا ولو أتيحت لهم الفرصة لتمنوا الشهادة هناك على أرض جنين وفلسطين، ولكنه القدر الذي ساقهم إلى موت محتم في بحر بات أحمرًا وليس أزرقًا".
وأردف: "١٠ شهداء دفناهم،  ولا زال ١٢ مفقودًا من أبنائنا لا نعلم عنهم شيئا، ونتمنى لهم العودة السالمة.. فلولا مرارة العيش والظروف الضاغطة في لبنان التي أرخت بثقلها على كل واحد منا، لما باعوا ما يملكون من بيت وأثاث وخرجوا يمتطون البحر كي يصلوا إلى بر آمن". 
وأشار أبو حرب إلى دور وعمل خلية الأزمة التي تشكلت منذ اللحظات الأولى للفاجعة بتكليف من الأخ سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور يوم الجمعة ٢٣-٩-٢٠٢٢، حيث تركوا المنطقة وعبروا إلى سوريا والتقوا الجرحى ووقفوا عند احتياجاتهم، ونظروا إلى كل جثمان أخرج من البحر، واطمأنوا على سير العملية الإنقاذية، ثم عادوا بعد يومين بتقرير كامل، وكان التنسيق الكامل مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لنقل الجثامين ودفنها بشكل لائق، والمشاركة بالتشييع إلى أن انتهى الأمر بنا إلى دفن ١٠ من الشهداء. 
وقد تمنى أبو حرب للمفقودين السلامة والعودة الآمنة لهم بالقريب العاجل، مؤكدًا متابعته لكل كبيرة وصغيرة بخصوص هذا الملف.