أصدر الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين اليوم الإثنين بيانًا يستذكر فيه ملحن الأغنية الثورية الفلسطينية؛ المناضل مهدي سردانة، في الذكرى السادسة لرحيله.

وقال الاتحاد في بيانه: "بقى اللحن الرمح أعلى من ضباب التغييب الحزين، وروحك في العلياء تضرب على حناء الأغنية وتر الناي الشدي، لعصر النكبة كقطعة حجر بين فكي الصمود، وأنت هناك بعد ست سنوات من الغياب الفيزيائي، تبقى هنا في أبدية الذاكرة، تشد وثاق كل من سمع ألحانك في الثابت المعاند والإصرار الكابح لجماح كل متهالكٍ غواص في وحل التطبيع والتضييع، فأنت أستاذ الشعلة المتقدة في الأغنية الثائرة، وكعبها الشهب، ومنها بيادر الهتاف الشجاع في وجه زيوف العدو وفبركاته، فلا ينفع معك نسيانٌ ولا تليق بك الهوامش، أيها المهدي بحضورك السرمدي".

يعتبر سردانة من أشهر ملحني أغاني النضال الفلسطيني، ولد في 15/10/1940 في قرية الفالوجة الواقعة بين مدينتي الخليل وغزة، التي كانت تتبع مدينة غزة. شهد النكبة ولم يكن يكمل من العمر تسع سنوات، فانتقل لاجئاً إلى الأردن، ثم عاد إلى غزة، والتحق بصفوف المقاومة الفلسطينية مبكرا.

وفي عام 1958 استقر به المقام في مصر، حيث عمل في إذاعة «صوت العرب» القاهرية، وكان بصحبة كل من فؤاد ياسين (مؤسس صوت العاصفة) في ما بعد، والفنان أبو عرب وكامل عليوة. وبدأ مسيرته الفنية مؤديا لألحان كبار الملحنين المصريين من أمثال بليغ حمدي ورياض السنباطي، واشترك في أداء مع آخرين الأوبرا المصرية «مهر العروسة»، ومسرحيات غنائية أخرى.

ثم انتقل بعدها إلى إذاعة (صوت العاصفة) التي كانت تبث من القاهرة ومخصصة لتكون ناطقة باسم الثورة الفلسطينية، والتقى هناك بالشعراء صلاح الحسيني ومحمد حسيب القاضي، فقد شكّلوا معا ما يشبه الرابطة لإنتاج الأناشيد الثورية وتلحينها ونشرها عبر أثير صوت العاصفة، التي أصبح اسمها (صوت فلسطين).

ولم يقتصر الإرث الموسيقي لمهدي أبو سردانة على ألحان أناشيد الثورة الفلسطينية، بل كان مغنيا، وكاتبا لبعض النصوص، كما أنه لحن مسرحيتين شعريتين للأطفال من تأليف الشاعر صلاح الحسيني أبو الصادق، وهما: «طاق طاق طاقية» و»حارسة النبع».

تم تكريم مهدي حسين أبو سردانة عام 2011، فقد منحه السيد  الرئيس محمود عباس وسام الاستحقاق والتميز «تقديرا لدوره الوطني في حقل الإبداع الفني والثقافي».