فاطمة إبراهيم

يشتكي أهالي قرى غرب جنين، من تأخر العمل في شارع حيفا، الممتد من المدينة إلى حاجز سالم غربها، على طول 13 كيلو متر، وهو موضوع على خطة تعبيد منذ أكثر من 8 أشهر.

يخدم شارع حيفا 11 تجمعا بلديا وقرويا في محافظة جنين من جهة الغرب، وكان قد أقر العمل في تعبيده بداية العام الجاري لكن لم يتم انهاء العمل فيه، وسط مطالبات من المواطنين بسرعة إنجاز تعبيده، حيث أصبح يشكل عائقا كبيرا للمسافرين من وإلى جنين.

وقال السائق عبد الرحمن الجمال من قرية زبوبا شمال غرب جنين، إن "الشارع محفور بغرض التعبيد والإصلاح منذ ما يقارب ثمانية أشهر دون أن ينجز، تعرضنا بسببه لمشاكل كبيرة، هناك حوادث شبه يوميه، ونضطر لدخول طرق التفافية للوصول إلى مدينة جنين، كما تعرضنا لمشاكل مع العاملين في الشارع نفسه، ناهيك عن التكسير والعطل الذي يلحق في السيارات المارة".

وتابع: "يوم الجمعة الماضي تعرضت 3 سيارات لحوادث ذاتية في نفس الشارع اصطدمت كلها بـ حجر اسمنتي موجود وسط الشارع بارتفاع 15 سم، ما استدعى تواجد الشرطة لإزالته من وسط الشارع".

ويعتبر شارع حيفا أحد أهم مداخل مدينة جنين، ويصنف بأنه ثالث أقوى مدخل لها بعد شارع نابلس وشارع الناصرة من حيث عدد السيارات المارة فيه وعدد المواطنين الداخلين عبره إلى مركز المدينة.

وتقول بلدية جنين إن الشارع يغذي المنطقة الغربية من جنين، ويعد من أهم الشوارع الواصلة إليها، حيث يعبر منه حوالي 1500 سيارة يوميا، خصوصا بعد القرار الأخير بفتح حاجز سالم العسكري.

من جهته قال مدير العلاقات العامة في بلدية جنين بشير مطاحن، إن البلدية تلقت شكاوى عدة من المواطنين والزوار خصوصا أهالنا داخل أرضي الـ48 الذين عبروا عن استيائهم من حال شارع حيفا والتأخر في إنجازه.

وأضاف "نوهنا كثيرا إلى ضرورة الإسراع في انجاز الشارع، تواصلنا مع الأشغال العامة وأطلعناهم على حيوية الشارع بالنسبة للحركة الاقتصادية لجنين".

وأشار إلى أن "التأخر في انجاز الشارع يؤثر على النشاط الاقتصادي في أسواق المدينة، بعض المواطنين يفضلون الاكتفاء بسوقهم المحلي لتجنب المرور من الشارع وهو بهذه الحال من الحفر والتكسير، كما أن حركة الشراء من الجانب الغربي لجنين تتأثر بشكل يومي بهذا التأخير".

ولفت إلى أنه "قبل شهرين تعرض أربع شبان لحادث مروع على شارع حيفا أدى إلى وفيات وإصابات تعرضوا لإعاقات دائمة، لذلك إصلاح الشارع بوقت سريع ضرورة حتمية".

بدوره، قال رئيس مجلس قروي رمانة حسن صبيحات  العمل بشارع حيفا شبه متوقف، رغم المطالبات من قبل المجالس المحلية بضرورة الإسراع بإنجازه لتسهيل حركة الناس وحل المشاكل.

وتابع: "الشارع مجرف ومكسر، وعدنا من الأشغال ببدء تعبيد المقطع الأول من الشارع يوم الثلاثاء القادم ونحن ننتظر، هذا الشارع يخدم 80 ألف مواطن من قرى غرب جنين".

وأضاف صبيحات، "وزارة الأشغال العامة بدأت في حفره بشهر شباط/فبراير الماضي واضطرت لتوقيف العمل لأكثر من شهر بسبب الأحوال الجوية، لكن الشارع المقرر تسليمة بعد عام من تاريخ توقيع اتفاقيه العمل فيه وهي 4-1-2022، لم ينجز منه أي مقطع حتى الآن".

من جهته، رأى رئيس بلدية اليامون نايف خمايسة، أن مشكلة شارع حيفا قديمة جداّ، حيث أنه شارع طويل جدا يخدم 11 تجمعا لقرى وبلدات غرب جنين وهو أشبه بالطريق الزراعي وغير مؤهل لمرور السيارات والمواطنين لافتقاره للشواخص والإشارات الإرشادية كما أنه يخدم قطاعا كبيرا من المزارعين غرب جنين.

وأضاف، "جرى في العام 2006 جمع التبرعات من الأهالي بالتعاون مع الأشغال لاستصلاح الشارع وتم صيانته بشكل مؤقت ومنذ ذلك الوقت لم يتم إعادة تأهيل الشارع بالشكل المطلوب".

وبين خمايسة أن الشارع صمم بطريقة مختلفة لضمان عدم وجود دخلات جانبية فيه لتسببها بالحوادث بشكل كبير، لكن هذا التصميم لم يعتمد الآن هو مصمم بوجود دخلات فرعية تشكل خطرا على المواطنين خصوصا من يريدون قطع الشارع.

وقال: "نحن لا نعرف بالضبط سبب هذا التأخير لكن الواضح أن العمل في الشارع متوقف تماما، جزء كبير من الشارع هو ترابي الآن وهذا يعيق السيارات المارة والمزارعين على حد سواء".

مهندس المشروع في وزارة الأشغال العامة والاسكان خليل نزال: "بدأنا الحفر بتاريخ 17-2 من هذا العام، حفرنا لمدة 10 أيام ثم توقف العمل لمدة شهر بسبب المنخفضات الجوية التي كانت في تلك الفترة، استأنفنا العمل بداية شهر نيسان".

وتابع: "عدنا لحفر الشارع بتاريخ 1-4 لكن فوجئنا بكميات من "البرابيش" الزراعية الموضوعة بكل عشوائي في عمق الشارع والتي تعود للمزارعين في مناطق اليامون والسيلة الحارثية وغيرها، هذه "البرابيش" تسببت بتدفق غزير للمياه على سطح الشارع ما أعاق استمرار الحفر، اضطررنا للبحث عنها وعن أصحابها وكانت كثيرة جدا، عملية تحديد مواقعها وإزالتها وإعادة وضعها بطريقة صحيحة تمنع تسرب المياه منها بعد تزفيت الشارع أخذ الكثير من الوقت والجهد، جهزنا عبّارات لوضع هذه البرابيش بطريقة صحيحة".

وأضاف نزال، "بدأنا العمل في المقطع الأول من الشارع بعد حل المشكلة الأولى وهو بطول 600 متر، قدم المقاول عينات من "البيس كورت" وهي الطبقة الأساسية التي توضع في الشوارع تحت الإسفلت وعند تحويلها للمختبرات لم تتوافق نتائجها المخبرية مع العينات المطلوبة لدى وزارة الأشغال، أعدنا العينة للفحص في مختبر أخر وتأكد أيضا مخالفتها للشروط، لذا اوقفنا العمل وطلبنا من المقاول تغيير المواد كل هذا يسبب تأخير وبطء العمل".

وبين أن العمل في الشارع وفق الاتفاقية ينتهي خلال سنة من البدء فيه، لكن العمل فعليا على أرض الواقع لم يتجاوز الأربع أشهر، وقال: "أنا كمهندس لا أستطيع الموافقة على عينات مخالفة لنتائج المختبر، وزارة الأشغال رفضت العينات وأوصت باستبدالها، وهذا ما حدث، غيرنا مادة البيس كورت بطول 300 متر أي ما يعادل 50 شاحنة، كل هذا يأخذ وقتا كبيرا، أنا أتفهم حاجة الناس للإسراع في الإنجاز لكن لا أقبل بإنجاز عمل مخالف فقط لتسريع عملية تسليم الشارع".

وأكد نزال، "حتى إن تأخرَ العمل في الشارع فواجبي أن أعيد العينات المخالفة لضمان تسليم العمل بطريقة صحيحة، وإلا سنرى دمارا في الشارع بعد شهرين أو 3 او ستة أشهر على أبعد مدى".

واختتم: "يمكنني التأكيد أن العمل بالشارع تأخر أولاّ بسبب الأحوال الجوية السيئة والمنخفضات لكن الحفر بدأ في الشتاء، ثم بسبب أعمال الصيانة في عمق الشارع وتأهيل شبكات المياه الواصلة من خطوط المياه للمزارعين والتي وضعت بشكل عشوائي واخيرا بسبب مخالفة الطبقة الأساسية في الشارع للمواصفات المطلوبة والتي تم ارجاعها وتغيرها، وإذا تم تجهيزها من قبل المقاول كما قال لنا فإن العمل بالمقطع الأول من الشارع بطول 600 متر سيبدأ قبل نهاية الأسبوع الجاري".