إسرائيل في عهد بينيت هي صورة طبق الأصل من إسرائيل في عهد نتنياهو أي العجز الكامل عن الإتيان بشيء جديد سوى تكرار المقولات التي انكشف زيفها، وتكرار القول والفعل بأنها تستطيع الحياة بدون إرادة الشعب الذي صنعت مأساته قبل قرابة 74عامًا، وهو الشعب الفلسطيني، وكل ما اخترعته إسرائيل وحلفاؤها في دول الصهيونية المسيحية، لم يجد نفعاً في ادعاءات إسرائيل بأنها تستطيع العيش باستقرار وطمأنينة دون الاعتراف الكامل بهذا الشعب الفلسطيني.

فقانون القومية الذي أقرته إسرائيل مؤخرًا، واطمأنت كاذبة بأنها تخلصت من الفلسطينيين كان مجرد ادعاء بائس وكاذب، ففي المحاولات التي بذلها نتنياهو لتشكيل الحكومة وباءت جميعها بالفشل، لأن فلسطينيي القائمة المشتركة رفضوا بوعي شديد أن يعطوه أصواتهم، واليوم تكرر إسرائيل لعبة النطنطة على الحبال، ولكن الذي أسقط اللعبة بكاملها هو صوت النائبة الفلسطينية عن كتلة ميريتس غيداء الزعبي فقد قدمت استقالتها من الائتلاف الذي يشكل الحكومة التي ماتت، مع أن يائير لبيد وزير الخارجية يقول إنه من المبكر تقديم العزاء.

إسرائيل كلها على موعد يوم الأربعاء القادم لأن نتنياهو يريد للحكومة الإسرائيلية اعترافًا صريحًا بموتها، وعندما يحدث ذلك ستعود إسرائيل كلها إلى لعبة الانتخابات المتكررة بلا نتيجة، وهذا برهان قاطع على أن حياة إسرائيل هي بكل تأكيد في يد الفلسطينيين، وعندما وصلت إسرائيل إلى حد الإنكار الكامل لهذه الحقيقة، فإنها فقدت القدرة على إيجاد طريقة لاستمرار الحياة، وجهودنا الفلسطينية ترتكز أساسًا على توصيل هذه الفكرة للأميركيين، وهي أنه بدون فلسطين دولة مستقلة وقابلة للحياة، فإن فكرة وجود إسرائيل تبدو فكرة حمقاء من أساسها، والإسرائيليون اليوم يعانون من الخوف الاستراتيجي من هذا الخصم الفلسطيني الذي في مفاوضاته مع الإسرائيليين برعاية أميركية، أثبت أنه قادر على التعامل مع الحقائق القاسية، ولكن الإسرائيليين أثبتوا أنهم غير قادرين إلا على التعامل مع الخرافات، خرافاتهم، حتى أنهم يحسبون الحسابات كيف أن الرئيس الأميركي جو بايدن الذي تحدث عن إمكانية زيارتهم، وصلت به طائرته إلى كوريا الجنوبية ولم يزر إسرائيل، والمخاوف الإسرائيلية تغذيها الإخفاقات فالوضع السياسي في إسرائيل غير مستقر، والوضع الأمني يعاني من تقوية رئيسية، والمأزق الداخلي يتمدد بمزيد من الخطورة.

ثباتنا في أرضنا رغم كل التحديات، وتمتين وحدتنا الوطنية رغم جمل الكلام البلاغية التي لا يجيد البعض غيرها، هما الأساس في قوتنا واستمرارنا في مقدمة المشهد.

المصدر: الحياة الجديدة