قالت منظمة الصحة العالمية إنه من المبكر جدا التوصل لأي استنتاج بشأن نشأة فيروس كورونا المستجد، وذلك في وقت يواصل فريق المنظمة مهمة التحقيق في مدينة ووهان وسط الصين في مهد الجائحة.

من ناحية أخرى، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن النسخة الجديدة المتفشية من الفيروس في بلاده قد تكون أشد فتكا وفقا لبعض الأدلة، في حين اتخذت دول أوروبية إجراءات مشددة لمواجهة السلالة الجديدة للفيروس.

وقال مدير برنامج الطوارئ في منظمة الصحة مايكل رايان في مؤتمر صحفي بمدينة جنيف السويسرية إن "كل الفرضيّات مطروحة على الطاولة. ومن المؤكّد أن من المبكر جدا التوصل بشكل دقيق إلى استنتاج حول مكان ظهور هذا الفيروس، سواء داخل الصين أم خارجها".

وكان فريق من خبراء المنظمة الأممية قد وصل إلى ووهان، التي ظهر فيها الفيروس لأول مرة، في 14 من الشهر الحالي للتحقيق في منشأ الفيروس. وأضاف رايان أن هناك ملاحظات علمية مختلفة من مناطق متعددة من العالم، وجميعها على قدر كبير من الأهمية لأنها تشكل الصورة المتكاملة.

وترى منظمة الصحة أن تحديد مسار انتقال الفيروس من الحيوان إلى الإنسان أمر ضروري لمنع تفشي أوبئة مشابهة في المستقبل، وأن على التحقيق أن يبدأ في المكان الذي اكتشفت فيه أولى الإصابات قبل أكثر من عام.

 

روايات متعددة

وفي حين اتهمت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ودول أخرى الصين بالمسؤولية عن تفشي جائحة كورونا، بدأت بكين في الترويج لفكرة أن الفيروس بدأ خارج الحدود الصينية.

وكانت منظمة الصحة قالت في وقت سابق أمس الجمعة إنها توصلت لاتفاق مع شركة فايزر (Pfizer) الأميركية للحصول على 40 مليون جرعة من لقاحها لفيروس كورونا، وأضافت المنظمة أن الحصول على جرعات اللقاح يَسمح لها ببدء التطعيم الشهر المقبل في البلدان الفقيرة والبلدان ذات الدخل المحدود، ضمن برنامج كوفاكس (Covax).

وأودى الفيروس بحياة أكثر من مليوني شخص في العالم حتى الآن، وأصاب عشرات الملايين، وألحق أضرارا كبيرة بالاقتصاد العالمي.

من ناحية أخرى، صرح رئيس الوزراء البريطاني خلال مؤتمر صحفي في داونينغ ستريت اليوم الجمعة قائلا "تم إبلاغنا اليوم أنه إضافة إلى تفشي الجائحة بوتيرة أسرع، يبدو الآن أيضا أن هناك بعض الأدلة على أن النسخة المتحورة الجديدة من الفيروس التي رصدت أول مرة في لندن وجنوب شرق إنجلترا قد تكون مرتبطة بمعدل أعلى من الوفيات".

وأضاف أن تأثير السلالة الجديدة "وضع هيئة خدمات الصحة الوطنية تحت ضغط شديد بعد تسجيل 40 ألفا و261 إصابة جديدة بالفيروس منذ البارحة، ودخول 38 ألفا و562 من مرضى كورونا المستشفى، وهو ما يفوق بـ 70% عدد المرحلة الأولى من ذروة تفشي الفيروس".

 

إجراءات أوروبية

وأعلنت بلجيكا أمس أنها قررت منع سكانها من السفر غير الضروري عبر الحدود اعتبارا من الأربعاء حتى الأول من مارس/آذار المقبل لوقف وقف انتشار فيروس كورونا المستجد، والنسخ المتحورة منه التي ظهرت في الآونة الأخيرة، وقال رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو "لن نبني جدارا حول بلجيكا، يمكننا التوجه إلى دول أخرى، لكن فقط لأسباب ضرورية".

وصنفت الحكومة الألمانية أكثر من 20 دولة كمناطق عدوى عالية الخطورة لفيروس كورونا اعتبارا من الأحد المقبل نظرا لتزايد الإصابات فيها بكورونا، مما يعني أن القادمين من هذه الدول ستطبق عليهم قواعد دخول أكثر صرامة من القادمين من دول أخرى.

وأعلن معهد روبرت كوخ الألماني أن هذه الإجراءات ستشمل كلا من التشيك المجاورة، والبرتغال المحببة لدى الألمان لقضاء العطلات، وإسبانيا ومصر والولايات المتحدة، إلى جانب دول أخرى.

وكان الاتحاد الأوروبي دعا في ختام قمة لقادة الدول الأعضاء الـ 27 أول أمس الخميس إلى تجنب السفر غير الضروري في مواجهة وضع صحي "خطير جدا"، وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن الوضع الصحي في القارة الأوروبية يظل حرجا، رغم البدء في التلقيح بسبب السلالات الجديدة للفيروس؛ مما يتطلب مزيدا من العمل للسيطرة على انتشار الفيروس.