الشهيد يعقوب عبد الحفيظ سمور أقرع من مواليد قرية (قبلان) قضاء نابلس عام 1953. أنهى دراسته الثانوية عام 1971 وبعدها بعام واحد التحق بجامعة بيروت العربية.

انضم حين وصوله إلى حركة فتح وواصل عمله التنظيمي حتى عام 1976 حيث مارس الفعل التنظيمي داخل الأرض المحتلة أثناء زياراته السنوية.

عام 1976 القي القبض على إحدى المجموعات التي نظمها مما أجبره على المغادرة الفورية إلى بيروت حيث تفرغ كلياً للعمل العسكري ثم التحق بكلية فتح العسكرية عام 1978 وكان قد أنهى دراسته الجامعية وسجل لنيل شهادة الماجستير.

التحق بالكتيبة الطلابية والتي أصبحت فيما بعد كتيبة الجرمق حيث شارك في معارك الدفاع عن الثورة كمقاتل متميز حتى تم تعيينه قائداً عسكرياً لموقع قلعة الشقيف، الموقع الاستراتيجي في جنوب لبنان والتي لا تبعد عن حدود الوطن أكثر من عشرة كيلو مترات.

ترتفع قلعة الشقيف عن سطح البحر بأكثر من 700 م، ولعبت دوراً مهماً جداً في المعارك الحربية إبان العصور الوسطي وتشرف على طرق المواصلات الرئيسية التي تربط ما بين قضاء النبطية وقضاء مرجعيون.

عند بدء الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 كانت قلعة شقيف هي الهدف الأول لقوات الكوماندوز الاسرائيلية بعد قصفها بأطنان المتفجرات من سلاح الجو الاسرائيلي.

كانت كتيبة الجرمق التابعة لقوات القسطل، وكان شباب الكتيبة قد أخذوا على أنفسهم الصمود والمقاومة حتى آخر طلقة، فقد كانوا يعلمون جيداً أن القلعة هدف اسرائيلي استراتيجي لمكانها المرتفع ولقربها من الحدود الفلسطينية حيث كانت هدفاً دائما للاعتداءات ومحاولات السيطرة ولكن أصرار الشباب وصمودهم لم يمكن الجيش الإسرائيلي من ذلك.

قاتل الشباب حتى آخر طلقة واستشهدوا جميعاً بعد أن كبدوا الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة وفي تصريحاتهم قال قادة العدو "كان عددهم 33 فلسطينياً وجميعهم من قوات فتح ولم نتمكن من أسر فدائي واحد منهم لأنهم قاتلوا حتى الموت، ولم يستسلم أحد، لقد دهشنا من ضراوة مقاومة هؤلاء الفلسطينيين".

عندما هبط قائد الهجوم الاسرائيلي بطائرة الهليكوبتر قرب القلعة كان سؤاله الأول عن عدد الأسرى فكان الجواب صادماً: " لم يستسلم أحد لقد قضوا جميعاً ". فما كان منه إلا أن وقف وأدى التحية العسكرية.

كان الشباب يعرفون حجم الهجوم وخطورته لكنهم اخذوا قراراً بالصمود رغم علمهم بالنتائج وكان الشاب الأمير محمد آل سعود متطوعاً في حركة فتح وكان موقعه في القلعة وأصر على البقاء لكن الشهيد أبو جهاد أعطى تعليمات صارمة بضرورة انزاله من القلعة حتى لو اضطر الشباب إلى استخدام القوة لإنزاله من موقع قلعة الشقيف، وحين التقاه في المجلس الوطني الفلسطيني بالجزائر عام 1983، نقل الأمير محمد تحيات أسرته إلى الشهيد أبو جهاد حيث كان ابنهم الوحيد.

كان الصمود أسطورياً واعترف العدو بشراسة المقاومة وسقوط العشرات من جنوده وسجلت قلعة الشقيف صفحة بيضاء جديدة في السجل الكفاحي الفلسطيني.

ترك الشهيد خلفه زوجة (آمنة) وطفل صغير وطفل آخر كان ينمو في أحشائها حين كانت في بيروت طيلة فترة الحصار.