وأخيرا طرحت حماس في سوق السياسة أهم وأحدث صناعتها الخارقة الحارقة عباءة سحرية، عجيبة غريبة، تحول الخائن فورا إلى وطني عندما يرميها شيخ التضليل (البردويل) على كتفي واحد ما حتى لو كان حسب عقيدة جماعة الإخوان اللامسلمين العميل رقم واحد لإسرائيل، مجرم، قاتل، معذب المجاهدين في السجون، دايتوني.

"محمد دحلان ليس (الخطة ب) وإنما هو من النسيج الفلسطيني الوطني"!! صدقوا أو لا تصدقوا أن هذا قول عضو المكتب السياسي لحماس، صلاح البردويل في أقوى دعاية لتسويق (اختراع الجماعة) الجديد القديم.

يظنون بقدرة اختراعهم على فكفكة مفاصل الوعي الوطني لدى المواطن الفلسطيني، وتذويب عظامه حتى يصبح هلاميا، يتم اللعب بتشكيلاته التي يتم إخراجها لتلائم أهواء وغرائز أباطرة الجماعة الصبيانية!.

تنسج العباءات من خيوط طبيعية أصل بعضها حيواني، والأخرى مركبة صناعيا، لكن أن ينسج قادة حماس خيوط عباءاتهم (الاختراع) من عفن الخيانة، فهذا ما لم يحدث في تاريخ العلوم ليس السياسية وحسب، بل الطبيعية، فالخيانة ورغم كونها مادة فريدة متفردة وذات خلية واحدة، ولا يمكن معالجتها أو دمجها أو تركيبها مع مادة أخلاقية ووطنية أخرى، إلا أن قادة حماس قد جاءوا بمعجزة عندما نسجوا منها العباءة السحرية وألقوها على كتفي بطلهم "الدحلان".

القيادي الاخواني الحمساوي البردويل لم يكتف بإعلان عباءة على مقاس الدحلان وحسب، بل بدأ بإشارة من قادة جماعته بإجازة التعري والعهر السياسي وخلع برقع وخمار وحجاب وجلباب (الشرف والدين) فالذين سبقوه إلى البيت الأبيض بات مؤكدا أنهم قد أتوه بمقاس دونالد ترامب لتفصل له حماس العباءة السحرية إياها، وتزيد على (البيعة) طاقية إخفاء، لتعمي عيون الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين والأحرار في العالم عن جريمة هذا العنصري البلفوري الهتلري الجديد بحق القدس والشعب الفلسطيني وقضيته فيتم التواصل من مفرق الرأس حتى أخمص القدمين وبكل الأوضاع التي لا تخطر على بال إبليس (ولا من شاف ولا من دري)

يعني قول مورد عباءات حماس البدعة البردويل: "مستعدون للحوار مع الإدارة الأميركية لتحقيق أهدافنا الوطنية" أن ترامب لم يقر الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال إسرائيل، ونقل سفارته من تل أبيب إليها، وأن القيادة الوطنية الفلسطينية قد أخطأت في قرارها رفض التعامل مع الإدارة الأميركية بعد هذا القرار كوسيط، وأن ترامب صاحب الوعد الثاني لليهود بعد بلفور، يمكن أن يكون "صوتا عقلانيا!!!" كما أشار في تصريحه (المنسوج من خيوط الضلال)، أما حدود الوطن والتحرير فهي حسب مفهوم حماس قد بانت نهايتها للناس أجمعين حيث تتحجر عند سلك الاحتلال الإسرائيلي المكهرب على حدود قطاع غزة، ويعني قول البردويل جاهزية حماس، كجماعة مهجنة مدجنة، لقبول ما رفضه الأصيل الأصلي الحر ممثل الشعب الفلسطيني الوحيد منظمة التحرير الفلسطينية.