جرحى التفجير الإجرامي الذي استهدف موكب رئيس حكومة الوفاق الوطني الدكتور رامي الحمدالله، واللواء ماجد فرج، جميعهم من الحرس الرئاسي، فلابد إذن من السؤال هنا، وماذا عن عناصر الأمن الحمساوي، امن الأمر الواقع، الذين كانوا برفقة الموكب ..؟؟ هذا سؤال الحقيقة التي تفجرت على نحو عنيف، قرب معبر بيت حانون، لتقول شظاياها بمنتهى الوضوح، إن أمن الأمر الواقع الحمساوي، لا علاقة له بالأمن..!! وانما بالهيمنة والتسلط، ولا يسعى لغير حماياته الخاصة، الشخصية والحزبية، أكثر من ذلك تتكشف الآن، ودونما أدنى شك أن ما تقوله حماس عن سلاح أجهزتها الأمنية، ومليشياتها، بأنه سلاح المقاومة(..!!) ليس إلا ذرائع وحجج واهية، لا تريد من ورائها غير تعطيل مسيرة المصالحة الوطنية، بل ونسفها تماما خدمة للانقسام البغيض، وتكريسا له، لعل حدود الدويلة المؤقتة تترسم في القطاع المكلوم ..!!!
لن يصدق احد أن حركة حماس غير مسؤولة عن هذا التفجير الإجرامي، سواء كان لها القرار الذي وضع العبوات الناسفة، أو إنها على دراية بمن وضعها، من عملاء الاحتلال، وخدام المال السياسي الحرام، أو أن الاختراقات الإسرائيلية بين صفوفها قد بلغت مواقع قرار من هذا النوع الخطير، وهذا ما يعرضها لمساءلة أهم، وما يجعل مسؤوليتها اكبر..!! وإن لم يكن كل ذلك واقعا، فانه من البديهي أن من له سلطة الأمن في غزة، هو المسؤول تاليا عن أي خرق امني فيها، ولا امن في غزة غير امن الأمر الواقع الحمساوي، الذي اعتقل على الفور مصور تلفزيون فلسطين الذي نقل صورة الانفجار وصادر كاميراته، فثمة وجوه على ما يبدو لا يريد لها أن تظهر ..!!
ولابد من ملاحظة هنا في غاية الأهمية أن رئيس حكومة الوفاق الوطني، كان في مهمة بناء في غزة، لافتتاح محطة لتنقية مياه الصرف الصحي، لمعالجة التلوث في مياه الشرب، الذي يعاني منه أهلنا في المحافظات الجنوبية، وهذا يعني أن التفجير الإجرامي استهدف مهمة البناء الوطنية، بل والخطط الحكومية ومشاريعها لتسوية مختلف معضلات القطاع المكلوم، وهذا يعني تاليا انه استهدف نسف التمكين الحكومي من أساسه ..!! ابعد من ذلك واخطر أن التفجير الإجرامي اعتداء وقح وسافر على وحدة شعبنا الفلسطيني، وعلى مستقبله وتطلعاته المشروعة، ويخدم بمنتهى الخسة والعمالة، مخططات الإدارة الأميركية، الرامية إلى التسلق على " مشاكل " غزة واستثمارها باتجاه تمرير ما يسمى صفقة القرن، بل أن تزامنه مع اجتماع واشنطن بهذا الشأن، يؤكد علاقاته المباشرة بهذا الاجتماع .
قطاع غزة مع انفجار الحقيقة، قطاع مختطف بالانقسام البغيض، ولابد من استرداده بفرض المصالحة الوطنية فرضا، بقوة الصبر الوطني وروح المسؤولية الوطنية، ولن تمنعنا عبوات التآمر والضغينة، من تحقيق هذا الهدف الوطني الكبير.
وكما أعلن رئيس الحكومة الدكتور رامي الحمدالله " لقد فجروا بنا 3 سيارات، لكن هذا لن يمنعنا من استكمال مسيرة الخلاص من الانقسام المرير، وسأعود مجددا إلى غزة رغم هذا الذي حدث " هذا هو قرار فلسطين الوطن والقيادة والشعب .
الحمد لله على سلامة رئيس الحكومة، واللواء ماجد فرج، والشفاء العاجل لبواسل الحرس الرئاسي، وغزة لدولة فلسطين، من رفح حتى جنين، ولن تكون لغيرها أبدا، يبقى أن نشير إلى تصريحات الناطقين باسم حماس عن هذا التفجير الإجرامي، لنوضح بأنه لا يصح أي توصيف مع هذه التصريحات غير ما يقوله المثل الشعبي " اللي على راسو بطحة بيحسس عليها " أو "كاد المريب أن يقول خذوني" ..!!