ماذا قُلت.. ماذا فَعَلْت، حتى سارع المُتمردون على القانون الدولي لرمي شخصك بسهام مسممة؟!.

شاهدوا رئيس السَّلام الإنسان محمود عباس، وهو يُقنع عقول وضمائر ممثلي دول العالم بالحق التَّاريخي والطبيعي للشَّعب الفلسطيني بأرض وطنه فلسطين، سمعوا منطق المناضل والقائد الوطني، ورأوا موقف الأحرار في العالم، ولمسوا استجابة الضمائر الإنسانيَّة لنداء السَّلام من على منبر أعلى هيئة عالميَّة تملك صلاحية تحقيق السلم والاستقرار وضمان الأمن في العالم، وتطبيق قرارات الشَّرعية الدوليَّة بدون تمييز، لتأمين وحفظ العلاقات السلميَّة بين الدول.

أرادوا بك شرًا، لكنهم لم يقدروا على أكثر من منحك شهادات لست بحاجة إليها، ولا نحن كشعب نطلبها منهم، فنحن مؤمنون بإخلاصك وصدقك وصبرك وقوتك وثباتك على الحق، لكنهم من فرط عدائيتهم، وحماقة الظالم الفائضة عند توأم المستعمرين مندوب دولة الاحتلال (إسرائيل) ومندوبة الولايات المتحدة الأميركية، قد أفرغوا ما في جعابهم من كلام مسموم، وأطلقوه عشوائيًا، تمامًا كما يطلقون قذائفهم وصواريخهم ورصاصهم على صدور ورؤوس شبابنا وأطفالنا، فإذا بهم وهم في خضم محاولة اغتيالك سياسيًا أمام العالم، وأنت على كرسي مجلس الأمن الدولي تنطق بحق شعبك، وتتلو كتاب السَّلام، ورغم ما ملكوا من الحيلة وأساليب التَّحايل والخداع والكذب والتَّضليل، فإن أي عاقل في هذا العالم سيفسر كلامهم كما فسرناه نحن حسب لغتنا الوطنية وأبجديتنا التحررية.

فهمنا واستخلصنا من كلامهم بعد أن أحرجهم خطابك الإنساني، وفككت شبكة العدائية التي تنعكس عليها نظرتهم لنا وللعالم، والتي تعكس الحقائق إلى أدمغة مجتمعاتهم مقلوبة ومزورة ومزيفة، ذلك أنك رفضت باسم الشَّعب الفلسطيني الخضوع والاستسلام، فالسَّلام الذي تحدثوا عنه نقرأه كما عرفناه من لغتهم ومنهجهم ووثَّقته جرائمهم، هو الاستسلام، هو الصورة الأصلية لجبروتهم واستكبارهم وعنصريتهم، ومنطق المحتل المستعمر الاستيطاني، والشروط التي يمليها ويفرضها الغزاة العنصريون على أهل البلاد الأصليين.

قالوا أنك تمنح الأسرى وعائلات الشُّهداء الفلسطينيين مخصصات ورواتب شهرية، واعتبروا إصرارك على هذا الأمر بمثابة دعم للإرهاب، وعندما بلغ كلامهم هذا أسماع الأسرى وذويهم وعائلات الشُّهداء وأرواح الذين خطوا لنا درب الحرية بدمائهم وأرواحهم، نزل على قلوب المؤمنين الصابرين الصادقين المناضلين، على وعي الملايين من شعبك، كنزول الطمأنينة، ما يعني أنهم يدركون حجم إصرارك وثباتك على موقفك الوطني من الاستمرار بالوفاء للشُّهداء والأسرى، فهم قد صدقوا على تمسكك بهذا الأمر دونما قصد، وهذا ليس غريبًا على مندوب دولة الاحتلال، ومندوبة ترامب، اللذين يجمع بينهما قاسم مشترك أنهما يمثلان دولتين حاولتا إبادة الشَّعب الأصلي في فلسطين، ومن قبل الهنود الحمر في أميركا، وقاسمهما المشترك التَّمرد على القوانين الدولية والخروج عليها والاستهتار بمنظومة الأمن والسَّلام في العالم التي تمثلها الأمم المتَّحدة ومجلس الأمن أيضًا.

أوقعتهم يا قائد حركة التَّحرر الوطنيَّة الفلسطينيَّة في شباك مبادرتك وخطة السَّلام التي أسمعتها للعالم وحملته المسؤولية أيضًا أن لم يستجب لها ويعمل على تطبيقها، فأربكت مندوب صاحب صفعة القرن، ومندوب نتنياهو الكذاب والفاسد رقم واحد في دولة الفاسدين ومجرمي الحرب في هذا القرن!!. فعاثوا فسادًا في مجلس ما كان إلا ليسمع لغة المنطق والحق والبيانات، فإذا بهم (كالبلطجية والزعران) قد نضحوا بما يحويه إناء منهجهم الأخلاقي والسياسي، حيث ثبت للعالم فراغه من أية قيمة أو مبدأ.

قالوا أنك تستقبل "حماس" بالأحضان، وتستقبلهم بالقبضات، وهذه شهادة حبذا لو قرأها قادة "حماس" بلغتنا الوطنية ليعلموا مبلغ الحقد والكراهيَّة والعدائيَّة التي يكنها لك المستعمر الإسرائيلي وسيده الأميركي، لأنَّك تتعامل مع هذا الجزء من الشَّعب الفلسطيني وفق عقيدتك الوطنيَّة، ومبادئ وقيم الوحدة الوطنيَّة.

قلت وبجملة قصيرة في آخر الخطاب (عين الكلام) ومقصد الرسالة، إن السَّلام القائم على الحق المشروع والمقرر في مئات القرارات الصادرة عن الأمم المتَّحدة ومجلس الأمن سيحمي الجميع ويحمي العالم، فالسَّلام الذي ننشده ليس لصالح شعبنا وحسب بل لصالح ومصلحة العالم، وأبلغت العالم أن من يسعى لتفجير دروب السَّلام، إنما يسعى لتدمير العالم ودفعه نحو هاوية لا نرضى السقوط فيها ولا ترضى الإنسانية أبدًا أن يكون مآلها في قاعها.