من بين كل التهديدات الكثيرة التي دأب رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتيناهو على إطلاقها في الفترة الأخيرة بعد حصوله على لقبي الفساد من الشرطة الإسرائيلية والكذاب من الإدارة الأمريكية ، فانه لم ينفذ شيئا سوى العدوان على قطاع غزة ، حين ذهبت طائراته وقذائف مدافعه باتجاه مدينة رفح جنوب القطاع وقتلت المواطنين الفلسطينيين أبو شيخه وأبو غيث ، اللذين سقطا شهيدين يرحمهما الله ولهما في أكرة شعبهما المجد والخلود ،وقد حملت الحكومة الفلسطينية إسرائيل المسئولية الكاملة عن هذا التصعيد.
نتيناهو يذهب إلى التصعيد في قطاع غزة ،ويتوسل ويستدرج العنف في القطاع ،لان الجهات الأخرى التي يهددها تغيرت معها قواعد الاشتباك سواء حزب الله في لبنان ،أو الجيش السوري ،أو إيران الذي رد وزير خارجيتها ظريف على تهديدات نتيناهو في مؤتمر موينخ ضد إيران بأنها تشبه سيرك هزلي ، أما سوريا فكان ردها ابلغ حين أسقطت دفاعاتها الجوية طائرة ال اف ستة عشر الإسرائيلية وقالت القيادة العسكرية السورية أن إسرائيل أذا واصلت اعتداءاتها ستواجه فماجات أخرى مذهلة ،وهكذا لم يجد نتيناهو في يده شيء يعمله للنهوض ، من حفرة الموت التي وقع فيها مؤخرا سوى أن يذهب إلى قطاع غزة الذي يتوهم انه حديقته الخلفية يلقي فيها بكل قاذوراته !!!!! وفي الوقت الذي يتبرا وزير دفاعه ايفغدور ليبرمان من أي مسئولية عن الوضع شبه المنهار في قطاع نتيجة الحصار الإسرائيلي والحروب الإسرائيلية الثلاثة ، والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ، فان نتنياهو يذهب إلى التصعيد ،والاعتداءات ،مع أن وزير الدفاع ورئيسه نتيناهو يعلمون علم اليقين أن قطاع غزة قادر على أن يلقنهم دروسا قاسية ،و إنهم في إسرائيل بعد إعلان ترمب المشئوم لم يعودوا أسياد اللعبة كما يتوهمون ، فالعالم لم يتنازل عن مواقفه ،وقطاع غزة قادر على أن يضيف لارتباكهم ارتباك شديد ،ولذلك فهم يركزون إسماعهم على ما يقوله الزعيم الفلسطيني الرئيس أبو مازن اليوم الثلاثاء في مجلس الأمن ، فهو الآن يضع القواعد والمعايير أما نتنياهو فلا يبحث إلا عن خلاصه الفردي من تهم الفساد والأكاذيب التي صنعها بنفسه.