انطلقت صباح اليوم الأحد 18-2-2018 أعمالُ المؤتمر الرابع لحركة "فتح"-إقليم لبنان "مؤتمر شهداء القدس"، في مقرِّ سفارة دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية في بيروت، بحضور عضوَي اللجنة المركزية لحركة "فتح": المشرف العام على الساحة اللبنانية عزّام الأحمد، ومفوَّض الأقاليم الخارجية د.سمير الرفاعي؛ وأعضاء المجلس الثوري لحركة فتح": سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانيّة أشرف دبور، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في لبنان فتحي أبو العردات، ومسؤولة "الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية" – فرع لبنان آمنة سليمان؛ إلى جانب لفيفٍ من أعضاء قيادة حركة "فتح" وكوادرها وممثِّلي فصائل "م.ت.ف" والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية.

كما حضرَ المؤتمرَ النائب اللبناني السابق بهاء الدين عيتاني، وممثِّلون عن حركة "أمل"، و"الحزب التقدمي الاشتراكي"، و"تيار المستقبل"، و"حزب الاتحاد"، و"الحزب الديمقراطي اللبناني"، و"حزب الوفاء"، و"الحملة الأهلية لنُصرة فلسطين وقضايا الأمّة"، وعدد من الشخصيّات.

وقد بدأ المؤتمر بالوقوف دقيقةَ صمتٍ لأرواح شهداء فلسطين والأُمَّتين العربية والإسلامية، ثُمَ عُزفَ النشيدان الوطنيّان اللبناني والفلسطيني ونشيد حركة "فتح".

وفي كلمةٍ له خلال الجلسة الافتتاحية نقلَ عزَّام الأحمد تحّيات السيّد الرئيس محمود عبّاس وأعضاء اللجنة المركزية لحركة "فتح" وتمنيّاتهم بنجاح انعقاد المؤتمر الرابع لإقليم لبنان مؤتمر "شهداء القدس" مؤكِّدًا أنَّ القدس هي عنوان عِزّتنا واستراتيجيّتنا ونضالنا.

وعبَّر الأحمد عن تقديره الكبير لسفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور لاستمراره في تقديم التسهيلات لكافة الفصائل الفلسطينية من أجل انعقاد الفعاليات والمؤتمرات الوطنية في مبنى سفارة دولة فلسطين "بيت الشعب الفلسطيني".

وأكَّد أنَّ القدس هي عنوان النّضال منذ بدأت الثورة الفلسطينية وبدأت تظهر الأطماع في فلسطين، وشدَّد على أنَّ الهدف من إعلان ترامب المشؤوم تصفية القضية الفلسطينية مؤكِّدًا أنَّ القرار لن تكون له أيّ قيمة قانونية في مجرى النضال والصراع، ومعلِّقًا: "إذا ذهبت القدس ستنتهي القضية الفلسطينية والمصالح الوطنية الفلسطينية كلّها."

وأشار الأحمد إلى تحذير الرئيس الفرنسي من قرار ترامب وما يُراد به من تصفيةٍ للقضية الفلسطينية، مؤكِّدًا وقوف فرنسا والاتحاد الأوروبي إلى جانب فلسطين في التصدّي لهذا القرار والتمسُّك بحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلّة.

ونوَّه بالموقف والإجماع اللبناني الداعم والمساند لقضية القدس والدفاع عن عروبتها، ورأى أنَّ احتضان الشعب اللبناني الشقيق للثورة الفلسطينية ساهم في استمرار القضية الفلسطينية حتى اليوم.

ودعا الأحمد إلى أخذ العِبَر والدروس لنبذ الانقسام البغيض وتغليب المصلحة الوطنية العُليا على المصالح الأخرى، وطالبَ بتخطي المعوقات والقضايا الثانوية والتشكيك وتبرير السياسات الخاطئة، والتوحُّد والتضامن من أجل القدس وعدم إبقائها تنزف على يد الاحتلال الإسرائيلي مُشدِّدًا على أنَّ الرد الأول على ترامب يكون من خلال تعزيز وحدتنا الفلسطينية، وتجاوز خلافاتنا مهما كان الثمن، للتصدي لخداع نتنياهو الذي يريد المفاوضات من أجل المفاوضات.

وأكَّد الأحمد أنَّ حركة "فتح" مستمرّةٌ في النضال رغم ما تتعرَّض له من هجماتٍ ومؤامراتٍ من هنا وهناك، ورغم ما تعرَّضت له عبر تاريخها النضالي الطويل منذ انطلاقتها في العام 1965، وأشار إلى أنَّ "تدمير "فتح" يعني تدمير المشروع الوطني الفلسطيني والثورة الفلسطينية".

وقال الأحمد: "الرئيس الشهيد ياسر عرفات أدرك منذ البدايات أنَّ الطريق إلى فلسطين صعب وشائك ومليء بالألغام والأشواك، ولكنّه أصرَّ على إكمال المسيرة والثورة والوصول إلى فلسطين عبر الأجيال الفلسطينية المتعاقبة حتى استشهاده دفاعًا عن القدس واللاجئين."

وأكَّد أنَّ السيّد الرئيس محمود عبّاس يقف صامدًا صلبًا مُتمسِّكًا بحقوقنا الثابتة في وجه التهديدات الأمريكية الصهيونية رافضًا كلَّ أنواع الترغيب والترهيب، واستذكرَ خطابه في القمّة الإسلامية في اسطنبول حين قال: (لم يُخلَق بعد مَن يتنازل عن ذرة من القدس وفلسطين).

ولفتَ إلى أنَّ خطاب الرئيس عبّاس القادم في مجلس الأمن سيؤكِّد المواقف الفلسطينية الثابتة ورفضَ كلِّ الإملاءات والتهديدات، والتمسُّك بدعم أسرانا وشهدائنا الذين يمثِّلون سرَّ استمرارنا وبقائنا.

وجدَّد الأحمد التمسُّكَ بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثِّل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، داعيًا الفصائل الفلسطينية كافّةً إلى التوحُّد والعمل في إطارها وتطويرها دفاعًا عن ثوابتنا الوطنية في وجه الاحتلال الإسرائيلي ومَن يدعمه.

وتمنَّى الأحمد النجاح لأعمال المؤتمر، وأشادَ بالحراك التنظيمي الفاعل في لبنان الهادف لتقوية وتصليب حركة "فتح" لتكون إلى جانب كلِّ فصائل العمل الفلسطيني من أجل المحافظة على حقوقنا التاريخيّة وإنهاء الاحتلال وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلّة وعاصمتها القدس.

ووجَّه الأحمد التحيّة لأيقونة فلسطين عهد التميمي، وأضاف: "نُعاهدكم بأن نكون أوفياء لكفِّها الذي صفعت به الجندي الإسرائيلي، وهذه أمانة في أعناقنا، ولن نخونَ العهدَ الذي تربَّت عليه، وسنستمرُّ للنهاية حتى النّصر."

ثُمَّ استأنف المؤتمر أعمالَهُ بعد انتهاء الجلسة الافتتاحية بإشراف مفوّض الأقاليم الخارجية د.سمير الرفاعي، وتمَّ تثبيت العضوية والتأكُّد من النّصاب القانوني بحضور 126 عضوًا، وأُقرَّ جدول الأعمال الذي بدأ بانتخاب أعضاء رئاسة المؤتمر، ثُمَّ مناقشة التقرير السياسي والتنظيمي للجنة الإقليم، والاستماع لمداخلات عدد من أعضاء المؤتمر.

واختتمَ المؤتمرُ أعمالَهُ بانتخاب 15 عضوًا من أصل 35 مُرشَّحًا، وهُم: (عاطف عبدالعال، د.رياض أبو العينين، منذر حمزة، زهرة الربيع، أبو إياد الشعلان، حسين فيّاض، علي خليفة، آمال الشهابي، د.سرحان سرحان، أبو أحمد زيداني، د.محمد داوود، غسّان عبدالغني، محمود سعيد، أكرم بكّار، يوسف زمزم).