حسن بكير|

في الـثاني عشر من شهر شباط العام 2008 امتدَّت يدُ الغدر الإسرائيلية لتغتالَ رمزًا من رموز المقاومة الفلسطينية واللبنانية. القائد عماد فايز مغنية، سقط شهيدًا على يد عملاء الموساد الإسرائيلي، عبر تفخيخ سيارته في حي كفرسوسة في دمشق، ممَّا أثلجَ قلب الكيان الصهيوني، حيث استدعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت مدير الموساد إلى بيت إجازته بالجليل، وكان ذلك في اليوم الذي دُفِن فيه مغنية، أي اليوم الثالث عشر من شباط، وقالت مصادر مُطَّلِعة آنذاك أنَّه أثنى عليه، ووعدَهُ بأن يحتفظ بمنصبه حتى نهاية العام 2009.

عشر سنوات مضَت على اغتيال هذا القائد الذي أرعب كيان الاحتلال الصهيوني، والمسيرة النضالية للمقاومة اللبنانية استمرَّت وبعنفوان أكبر وأشد، فالمقاومة نهجٌ وإرادةٌ، وقائد يهوي ينهض ألف قائد، ولا تتأثَّر بسقوط قائد هُنا أو هناك.

في الذكرى العاشرة لاستشهاد القائد عماد مغنية، وذكرى شهداء المقاومة الذين سقطوا دفاعًا عن لبنان والأرض العربية الفلسطينية المحتلة، واستذكارًا لمآثرهم وبطولاتهم، قام وفدٌ من قيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني" فتح" في بيروت بوضع إكليلٍ من الورد على ضريح الشهيد مغنية.

وكان في انتظار الوفد الفلسطيني نائب مسؤول الملف الفلسطيني في "حزب الله" الشيخ عطالله حمود، ووفدٌ من علاقات "حزب الله" في منطقة بيروت.

وبعد قراءة سورة الفاتحة المباركة، كان لأمين سر حركة "فتح" في بيروت العميد سمير أبو عفش تصريحٌ، ممَّا جاء فيه: "البوصلة ستبقى باتّجاه فلسطين، وباتّجاه القدس، مهما حاول الكثيرون حرفَها بهذا الاتجاه أو ذاك. لسنا نحن مَن يُغيِّر البوصلة. إنَّ الاستهداف الذي تتعرَّض له القضية الفلسطينية الآن عبر صفقة القرن لن تمر؛ وبوحدة شعبنا؛ وبدعم مباشر من قِبَل قوى المقاومة وفي مقدَّمها حزب الله صديقنا وحليفنا. دماؤنا اختلطت بدمائه؛ نتشارك في الأفراح والأتراح".

وأضاف: "نُعاهدُ الجميع، نُعاهدُ لبنان من هُنا من مثوى الشهداء الأكرم منّا جميعًا بأنَّنا سنكون أوفياء للبنان الذي استضاف شعبنا على مدى سبعين عامًا؛ ولن نكون إلّا رافعةً للسلم الأهلي اللبناني. فلسطين تحتاج إلى لبنان قوي؛ ليكون خير داعم لفلسطين. نحن واثقون بأنَّ النّصر قادم، واثقون بأنَّ هذا الشعب، وهذه المقاومة التي تُسطر أروع ملاحم البطولة والصمود والتصدي، وتخلق حالة رعب متوازن مع الكيان الصهيوني، وبصمود شعبنا وبوجود الشهداء أمثال أبو ثريا مبتور القدمين، والذي تحدَّى الكيان الصهيوني وقافلة الشهداء الطويلة؛ قافلة الأسرى والموقف القيادي للقيادة الفلسطينية، وفي مقدَّمها الرئيس أبو مازن الذي قال لأمريكا لا في أكثر من ١٣ مناسبة؛ وبالتفاف الشعب الفلسطيني ووحدته ننال حقوقنا ونُحقِّق حلم العودة".

بدوره، شكرَ الشيخ عطالله حمود وفد حركة "فتح"، وقال: "في ذكرى شهداء القادة؛ الشهيد أمين عام "حزب الله" السيّد عبّاس الموسوي، والشهيد راغب حرب، وقائد الانتصارين الشهيد عماد مغنية، نُرحِّب بالإخوة في قيادة "م.ت.ف" وحركة "فتح" في بيروت، ونقول من على ضريح الشهيد عماد مغنية؛ عماد فلسطين؛ حاج فلسطين؛ شهيد فلسطين، ونؤكِّد أنَّ البوصلة ما زالت هي البوصلة؛ وطريقنا إلى فلسطين معمَّدٌ بالدم؛ وبالشهداء؛ وبالنّصر أيضًا".

وأردف: "من ضريح الشهيد عماد مغنية نعاهد أهلنا في القدس وفي الضفة الغربية والقطاع بأنَّنا سنبقى أوفياء على طريق فلسطين مع الانتفاضة المباركة؛ مع المقاومة الباسلة التي دحرت الاحتلال، والتي قالت بالفم الملآن إنَّ القدس هي عاصمة لفلسطين كلّ فلسطين من بحرها إلى نهرها أهلاً وسهلاً بالإخوة رفاق الدرب رفاق السّلاح إخوتي في حركة "فتح" وفصائل المقاومة الفلسطينية".

14 شباط 2005 كان الاغتيال الزلزال الذي هزَّ لبنان والعالم. اغتيال رئيس وزراء لبنان الرئيس رفيق الحريري، رجل الإنماء والإعمار وإعادة بناء البشر والحجر. والتي اتَّسمت علاقته بحزب الله في الفترة ما قبل اغتياله بسنتين بالحميمية والتناغم حول أغلب القضايا، سواء في موضوع العداء للكيان الصهيوني والنظرة للمقاومة كعامل أساسي يحفظ لبنان، وهو صاحب نظرية "المواءمة بين نموذج البناء والمقاومة" وعدم التناقض بينهما.

وتخليدًا لذكرى الرئيس الشهيد رفيق الحريري وإحياءً للذكرى الثانية عشرة لاستشهاده، قام وفد قيادة حركة "فتح" في بيروت يتقدَّمه أمين سر حركة "فتح" و"م.ت.ف" في بيروت العميد سمير أبو عفش بوضع إكليل من الورد على ضريح الرئيس الشهيد في وسط بيروت، ظهر الأربعاء 14/2/2018، وقرؤوا الفاتحة لروحه ولأرواح رفاقه الـ21 الذين قضوا معه في انفجار الغدر قرب مسبح السان جورج.