بقلم: ماهر حسين

رافق انعقاد المجلس المركزي الفلسطيني في رام الله الكثير من النقاشات والحوارات عبر وسائل التواصل الاجتماعي مما يؤكِّد أهمية المجلس المركزي الفلسطيني وأهمية الاجتماع .

طبعاً بدأت الأحاديث والنقاشات والجدل بمجرد دعوة الأخوة في "الجهاد الإسلامي" و"حمــــاس" لحضور جلسات المجلس المركزي، وقد أعلنت الجهاد مباشرة عدم رغبتهـــــا بالمشاركة وهذا موقف متوقَّع في ظل مواقف الجهاد الإسلامي المتناغمــة مع قناعاتها، وبغض النَّظر عن قناعاتي بضرورة حضور الجهاد الإسلامي إلا أنَّني أحترم موقفهـــا المفهوم والمبرر والذي يتناسب مع مواقفها السَّابقة، وفي المقابل تأخَّرت "حمــــاس" في الرَّد ومن ثمَّ أعلنت عن عدم مشاركتهـــا في الاجتماع وقد ذكرت مجموعة من الحجج التي أصبحت محل انتقاد شديد من معارضيها ومحل دفاع غير منطقي من مؤيديها.

ليست بوارد الحديث عن مشاركة "حمـــاس" أو غيابها فهذا شأن داخلي تقدره قيادتُها التي نثق بهــا، ولكن في الحقيقية بأنَّ حججها للغياب ضعيفة، فعندما نتحدَّث عن المكان فهذا المكان هو جزء من فلسطين وهو عاصمتنا السياسية الآن، ومن هناك في رام الله تُدار كل معارك الصمود والبناء والتحدي، وإذا تحدَّثنا عن حراب الاحتلال فهذا صحيح نسبياً، ولكن حراب الاحتلال لا تطول فقط رام الله بل تطول غزة التي تٌقيم فيها قيادات "حماس" وعلى كلٍ الاجتماع ليس أقل أماناً من الاجتماع الحاشد الذي حضره مشعل في غزة وألقى به خطاب ناري ضد الاحتلال الذي نسقت معه "حماس" لحضور مشعل وقيادة حمـــاس لغزة !!!!!

أمَّا التجهيزات والتنسيق والترتيب فحمـــاس ومنذ أيام القيادة الوطنية الموحَّدة في الانتفاضة الأولى الكبرى وهي ترفض الانضمام لأيَّ إطار وطني فلسطيني مهما كان الحدث ومهمـــا حصل .

يجب التَّوقف عن استخدام الحجج غير المقبولة فنحن نمتلك الذَّاكرة والمعرفة وكان من الممكن لحمـــاس أن تٌقاطع بدون إبداء حجج .

بكل الأحوال من المهم أن لا يكون غياب حمـــاس مبرَّر لجلدِها ولتوسيع المسافة والفجوة التي بينها وبين مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، خاصة بأن البرنامج السياسي لحمـــاس والذي أطلقه مشعل في الدوحة يكاد يكون متطابق مع البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية .

ونحن نريد المصالحة والوحدة والاتفاق .

وللتوضيح أقول بأنَّ البعض في "حماس" وكما يبدو ما زال يفكر بفكرة البديل، وهذا مشروع لن يمر أبداً، وعلى "حمـــاس" أن تفكر بمنطق الشَّريك لأنَّها غير قادرة على أن تكون بديل لأي مؤسَّسة فلسطينيَّة .

ومن باب التوضيح يجب التذكير بأنَّ..

تجربة "حماس" في المشاركة بانتخابات المجلس التشريعي كانت تحت حراب الاحتلال والمشاركة في اللقاءات الخاصة بالمجلس التشريعي في رام الله كانت تحت حراب الاحتلال.

أمَّا أغرب النقاشات فهو أنَّ بعض من شارك في الاجتماع عبر ممثلي فصيلة دعم مقاطعة "حمـــاس"، فكيف تُشارك وتدعم مقاطعة الغير ويبدو لي بأنَّ الدافع الحقيقي خلف هذا المشهد هو عقدة (التَّنظيم الثَّاني في منظَّمة التَّحرير الفلسطينيَّة) حيث أن مشاركة "حماس" قد تلغي هذه التراتبيَّة الغير واقعيَّة والغير مقبولة في منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها التي بحاجة إلى إصلاح شديد، فلم يعد اليسار المعارض دوماً كما كان فهو بلا تأثير وبلا حضور جماهيري أو عربي أو إقليمي .

بالمختصر من حق "حمـــاس" أن تغيب وقد أعتدنا غيابها ولكن عليها أن تحترم عقولنا في تبرير الغياب ولا نريد لهذا الغياب أن يكون مبرَّر لحرب كلامية أو مبرَّر لتصعيد الخلاف، فنحن كنَّا وما زلنا وسنبقى مع مشاركة "حمـــاس" في منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسسات المنظَّمة باعتبارها شريك في القرار.