عَيْنِي على القدسِ لا تنفكُّ ساهرة

ما دمتُ حيًّا وفي العينينِ إبصارُ

أنا آبْنُها وسأبقى دائمًا أبدًا

بَرًا بها وسواها لستُ أختارُ

أمشي على رِمشِ عيني في أزقتها

وفِيَّ منها من الإصرارِ إصرارُ

أشْتَمُّ منها عبيرَ الطُّهْرِ منبعثًا

كأنما من ثراها الطُّهر يُشْتارُ

وقفتُ أمسِ بها والحزنُ يملَؤُني

والعقلُ مِمّا يرى "في الكَفِّ" مُحتارُ

والإحتلالُ بها يغتالُ بسمَتَها

في كلِّ يومٍ وركبُ العُمرِ سَيّارُ

ومَنْ تولّوْا أُمورَ النّاسِ في شُغُلٍ

وكلّهم في بروجٍ مِلؤُها العارُ

وبينهم وهمومِ الناسِ أوديةٌ

وبحرُ يافا وشُطئانٌ وأنهارُ

ويفترونَ وكلّ الناسِ تسمعُهم

وبينهم وجدارِ القدس أمتارُ

أنا لا أصدّقُ قولًا منهمُ أبدًا

وهل ستحجِبُ ضوءَ الشّمسِ أسوارُ

وإنّ قنديلَ قدسي اللهُ أوقدهُ

فكيفَ يُطفأُ والمَوْلىَ لهُ جارُ

وصفقةُ القرنِ لا قرنٌ سينقذها

بالشّعبِ لا بِهِمُ حتمًا ستنهارُ

بقلم: عز الدين ابو ميزر