نقول للرئيس الاسرائيلي المؤمن بخرافاته ليتوقف هو وكل من يحمل مثل فكره الأخرق.
ليتوقف عن تزوير التاريخ أولاً فالرواية التي يحملها هو لا يعترف بها الكثير من المنتمين للديانة اليهودية ذاتها.
الى الدرجة التي لا يعترف فيها الحاخام يعقوب شابيرا في نيويورك -هذا كمثال من عشرات-بأن "اسرائيل" الحالية "وطن" اليهود قائلاً أن أرض اليهود ووطنهم هو بالايمان وفي التوراة، وليس بالجغرافيا، وليس في دولة "اسرائيل" التي لا يعترف بها دولة يهودية تمثله كيهودي بل هي دولة كغيرها.
وكذلك الأمر ما يقوله العديد من البحاثة العرب واليهود وعلى راسهم "شلومو ساند" في كتابيه الثمينين اختراع "أرض اسرائيل" واختراع "الشعب" اليهودي.
فليكف الرئيس الاسرائيلي الذي أقام كيانه على أرضنا لصيغة استعمارية بحتة عام 1948 فقط كما أفهمه الرئيس الفلسطيني فارتبك وعاد ليتمسك بخرافات التاريخ الذي يراه هو مقدساً.
فليكف هذا الرئيس المؤمن بالخرافات الدينية والتاريخية عن تكرار مناظرة نتنياهو في ذات الموضوع والتي تجاوزها الرئيس أبومازن بالحديث عن البعد الحقيقي للصراع وهو صراع استعماري استغلالي ولا صلة له لا بالدين ولا بحقائق التاريخ التي تلفظ ما يقوله "ريفلن" ومعلمه "نتنياهو" واليمين الاسرائيلي واليمين الامريكي وغيرهم الكثير.
نقول هذا أولاً وبمعنى آخر ليكف عن ابتعاث التاريخ الأسطوري التوراتي وكأنه يعيش في بلادنا اليوم!
أو كأنه ينطبق على جغرافيا فلسطين!أو كانه ينطبق عليه هو غير العربي وغير المنتمي عرقياً لقبيلة بني اسرائيل العربية المنقرضة.
ليكف "ريفلن"عن ترهاته هذه،وليكف في ذيل الموضوع الأول هذا عن ترداد مصطلحات لم توجد تاريخياً مثل "شعب" أو "وطن" أو أمة" قاصداً الايهام ان القبيلة أي "بني اسرائيل" المنقرضين هم كل المنتمين لليهودية في كل أعراق العالم.
ليكف فالخداع لا يستمر طويلا. اما حين يلبس السيد "ريفلن" عمامة الشيخ ويتحدث بالقرآن الكريم؟! فهذا قمة السخرية والإسفاف والكوميديا السوداء، فليترك ما لا يفهم لمن يفهم ويبتعد قليلا عن مقدساتنا .
فما شأنك أنت بالقرآن الكريم، وهو لم يتطرق لك أنت أو رئيس وزرائك وانتم من القوميات الروسية او الاوربية الشرقية فما صلتكم يا سيد "ريفلن" ببني اسرائيل القبيلة العربية المنقرضة المذكورة بالقرآن؟؟؟
وهي القبيلة التي تحدث عنها أيضا كتاب التناخ (التوراة وملحقاتها) وانت وكل الكيان الحالي لم يستطع لا آثارياً ولا علمياً ولا تاريخياً أن يثبت صلة لك أنت او رئيس وزرائك بأي ذرة رمل في فلسطين فأنت من اوروبا وروسيا فانظر لنفسك جيدا؟
ولك أن تعلم أن الصلة الروحية لك -وهذا شأنك- باولئك القبيلة المنقرضين لا تؤهلك للمطالبة بمكان عيشها بالزمن الغابر، كما لا يحق للمنتمي للاسلام من الماليزي او البنغالي مثلا المطالبة بمكة والمدينة.
والى الرئيس الاسرائيلي نقول أيضا: لا تتخذ تشابه الأسماء وخلط المفاهيم مركبة أو قطاراً لتعبر فيها لأذهان البعض المرتبك الذي يستغبي نفسه فيظن أن المنتمي للديانة اليهودية في كل العالم من عشرات القوميات هم ذاتهم تلك القبيلة المنقرضة ما هو وهم.
ذاك وهم ان الديانة والقبيلة (او القومية لاحقاً) واحد، وهم بدده أرثر كوستلر في كتابه القبيلة13، ووهم يكذبه التاريخ.
ووهم يكذبه العلماء والفحص الجيني للشفرة الوراثية فالأثيوبي والروسي والمولدافي والاكراني...الخ المنتمي للديانة اليهودية هو كما هو قوميا، وان انتمى لاي ديانة، فتوقف عن الهبل السياسي وترداد الرواية التي سقطت.
ونعيد القول أن القرآن الكريم تحدث عن قبيلة اسرائيل العربية المنقرضة من التاريخ وانتهى أمرها، وعندما تحدث الذكر الحكيم عن الديانة اليهودية كان يتحدث عن منتمين من قبائل ثم قوميات متعددة لديانة كما تحدث عن الصابئة والمسيحيين والمسلمين وغيرهم.
أما وهم أو خرافة الوراثة (كالابن عن أبيه) او دخول الأرض المباركة أوالتي كتب الله لهم، فهو وهم لا يصمد البتة، لأن الله تعالى خاطب القبيلة الاسرائيلية البائدة-وليس ساكني بلادنا المتسمين الاسرائيليين اليوم- بحدود عصرها وزمنها، الذي انتهى.
والذكر الحكيم أصلا لم يعط تلك القبيلة (او غيرها) أو أؤلئك القدماء-ولا صلة لهم بكم- أرضا أبدا، بل كان مفهوم أن الله "كتب لكم" او "اورثكم" بمعنى لا شك به أبدا وهو اعطاء ومنح وتكليف المؤمنين بالقبيلة بنشر دعوة التوحيد أي اورثهم العلم والعقيدة وكلفهم بنقلها للقبائل الأخرى.
وفي تفسير هام آخر أنه أورثهم النصر والمنة والتفضل عليهم بالتوحيد ومن هنا "فضلهم على العالمين فقط" أي على غير الموحدين حينها بزمنهم، أي فضلهم بمعنى خصهم بذاك الزمن برسالة التوحيد واوجب عليهم الدعوة للتوحيد، ولم يورثهم أرضا او جغرافيا مطلقا بنص القرآن الكريم لا في اليمن ولا فلسطين ولا الارجنتين، فالأرض يرثها بمعنى يعمرها وينشر بها الدعوة العباد الصالحين، ومآلها او ميراثها الحقيقي والنهائي هو لله فقط.