برعاية وحضور معالي الوزير الدكتور عبد الرحيم مراد، وتحت عنوان "القدس قبلتنا، وعاصمة فلسطين الأبدية"، أقام النَّادي الوطني الفلسطيني في الجامعة الدُّولية في بيروت(BIU) حفلاً تضامنياً مع مدينة القدس؛ وتنديداً بقرار ترامب إعلان القدس عاصمة للكيان الصُّهيوني، وبمناسبة انطلاقة الثَّورة الفلسطينية المجيدة؛ وإعلان انطلاقة النادي الوطني الفلسطيني، وذلك في قاعة الاحتفالات، عصر الثلاثاء 9-1-2018.

حضر الحفل إلى جانب الوزير مراد: سعادة سفير دولة فلسطين في لبنان أشرف دبور، وأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة "فتح" في لبنان فتحي أبو العردات، وقيادة حركة "فتح" في بيروت، وممثل حركة الناصريين المستقلين محمد قليلات، وممثلو الأحزاب اللُّبنانية والفلسطينية، وممثلو مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، وحشد من الطلبة الفلسطينيين.

بدأ الاحتفال بالنشيدين الوطنيين اللُّبناني والفلسطيني، ثمَّ تلاهما عرض فيلم عن انطلاقة الثَّورة الفلسطينية والأسيرة الفلسطينية عهد التميمي.

وكانت كلمة للوزير مراد إذ قال: "فلسطين الأعز على قلوبنا، والقدس عروس عروبتنا، من لا يعتقد ذلك، ومن لا يؤمن بذلك، لا يمكن أن يكون عربياً أو إسلامياً، ولا مسيحياً ولا وطنياً ولا إنسانياً. آملين أن لا تُنسى القدس، وأن يبقى همنا الأساسي تحريرها وتحرير كل شبر من الأرض الفلسطينية، وإذا لم نستطع نحن كجيل، لا يجوز أن نصادر حق أجيالنا القادمة في عملية التحرير، وأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وإذا لم نستطع نحن أن نغير ما بأنفسنا، نراهن عليكم أيُّها الشَّباب الأبطال وعلى هذه الفتاة العظيمة التي تحدَّت الكيان الصهيوني بجبروتها وقوتها، كذلك لا نستغرب الموقف الأمريكي الذي صدر عن ترامب مؤخراً بموضوع نقل السفارة إلى القدس، وإعلانها عاصمة للعدو الصُّهيوني، لأنَّه كما نعلم جميعاً لا نستطيع أن نفرق كثيراً بين الموقف الإسرائيلي والموقف الأمريكي فكلاهما وجهان لعملة واحدة، لأن اللُّوبي الصُّهيوني داخل الولايات المتَّحدة الأمريكية هو الذي يحرك السياسة الأمريكية للأسف الشديد، لكننا نستغرب موقف الأنظمة العربية والموقف العربي بشكل عام، خاصة عندما نشاهد أبطال الانتفاضة في فلسطين يتصدون للكيان الصُّهيوني والجيش الإسرائيلي باللَّحم الحي، بينما الوضع العربي يقف متفرجاً على هذه الانتفاضة، دون تقديم الدعم الكافي، ودون التأييد، حتى دون أن تتحرك الجماهير العربية كما اعتدنا أن تتحرك دائماً بشكل كافٍ، لتقديم الحد الأدنى للتأييد الجماهيري لهذه الانتفاضة، أو لتشجيع هذه الانتفاضة على الاستمرار، كذلك نتطلع بعد هذا الجرح الجديد الذي حصل من الموقف الأمريكي أن يكون هناك المزيد من الدعوة لوحدة الصف الفلسطيني ليس في داخل فلسطين، وإنما أيضاً في لبنان وفي كل مكان، فيجب أن يكون هناك موقف موحد فلسطينياً يطالب بحقوقه المشروعة، ولا يجوز بأي شكل من الأشكال أن يستمر هذا الوضع وهذا الظلم على المؤسسات الفلسطينية وعلى المواطن الفلسطيني".

واستطرد الوزير مراد قائلاً: "نحن كعرب وفي المرحلة السابقة قدمنا الكثير من الهدايا المجانية للعدو الصهيوني، وهو لم يقدم أي شي، لأننا تنازلنا، وكل مرة نتنازل يأخذ العدو الصهيوني ما يريد، ثم يطالب المزيد والمزيد، نأمل أن نتعلم من هذا الدرس لأنه لا يمكن التعاطي مع العدو الإسرائيلي، وخير دليل على هذا قول القائد جمال عبد الناصر "إن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة"، نحن نحيي أبطالنا في فلسطين في السجون الإسرائيلية والشهداء وجميع المناضلين في الأرض المحتلة، وعلى رأس هؤلاء البطلة عهد التميمي التي أعطت درساً للرجال، وللأمة العربية".

وأردف: "هناك مقولة "من عاش لنفسه ما استحق أن يعيش"، لا يجوز أن ننسى قضايانا، وننسى أمتنا، وننسى واجبنا اتجاه مجتمعنا وقضيتنا، وخاصة القضية الفلسطينية ليس على الصعيد الفلسطيني، بل على الصعيد العربي، وكل عربي مسؤول كما هو الفلسطيني مسؤول، وأقول أيضاً حديث عن رسولنا "سيأتي يوم القابض على دينه كالقابض على الجمر، سيأتي قوم القابض على قضيته كالقابض على الجمر، وسيأتي يوم الفلسطيني كالقابض على الجمر ".

وألقى السفير أشرف دبور كلمة جاء فيها: "اسمحوا لي باسم الرئيس محمود عباس أن أتوجه لكم بالتحية والتقدير والمحبة، فمنذ السنوات الطويلة من عمر ثورتنا المجيدة، ومن عمر نكبتنا، ولبنان محتضن للشعب الفلسطيني وللقضية الفلسطينية وللثورة الفلسطينية، وخاصة في الأزمة الأخيرة التي تتكالب علينا قوة الشر في محاولة لتصفية قضيتنا الفلسطينية فنجد أن لبنان هو في طليعة المدافعين عن هذه القضية، ووجدنا هذا في كل بيت، وفي كل شارع، وفي كل حارة، وفي كل مكان في هذا البلد العظيم، بدءاً من فخامة رئيس الجمهورية، ودولة رئيس مجلس النواب، ودولة رئيس مجلس الوزراء، والنواب جميعاً، والوزراء والأحزاب والقوى، والشعب اللبناني، ونتمنى من باقي أخوتنا العرب بأن يحذو حذو ما قام به أهلنا في لبنان".

وأردف السفير دبور: "يا شعبنا اللُّبناني لقد عبرتم عن مدى التزامكم بهذه القضية، قضية فلسطين، عبرتم عن مدى دعمكم لشعبكم الفلسطيني، لأخوتكم أبناء فلسطين، عبرتم عن مدى وطنيتكم، فشكراً من الأعماق لكم، شكراً من كل فلسطيني من داخل فلسطين، من القدس، من الأقصى، شكراً ومهما قلنا لا نستطيع أن نفي هذا البلد العظيم حقه، ونحن متأكدون أنكم مستمرون في العطاء وفي الدفاع عن قضيتنا حتى ننال حقوقنا كاملة".

وتوجّه السفير دبور إلى الوزير مراد قائلاً: "معالي الوزير أشكرك جزيل الشكر على احتضانك وخاصة لهؤلاء الأخوة "النادي الوطني الفلسطيني"، وللطلاب الفلسطينيون الموجودون هنا، وبالتأكيد يشاركهم أخوتهم اللبنانيون، إن هذه المبادرة تدل على علاقة صادقة أخوية فيما بيننا، خاصة بذكرى انطلاقة النادي الوطني الفلسطيني التي تتناسب مع يوم انطلاقة الثورة الفلسطينية، الثورة التي أخرجت الشعب الفلسطيني من النكبة إلى الثورة إلى النضال، نشكر لك احتضانك لهؤلاء الأخوة ومعاً وسوياً إن شاء الله سنصلي، وسنكون في القدس، وكما قلت لك أمنية أن تفتتح جامعة في رام الله أو في غزة، أقول لك ستفتح جامعة في القدس الشريف عاصمة دولتنا الفلسطينية الأبدية شاء من شاء وأبى من أبى".

وأضاف: "الثورة الفلسطينية التي أخرجتنا من ظلمة النكبة ومن عتمة الليل، إلى نور الحرية، نور المقاومة، نور الثورة، نور النضال، ففي هذا المكان بالذات وعلى هذا الجسر القريب منا، القوات اللبنانية الفلسطينية لقنت قوات العدو الصهيوني الدرس تلو الدرس، حيث قالوا الصَّهاينة "لا تطلقوا النار علينا فنحن خارجون"، والثورة مستمرة الآن أولاً بدعمكم من هنا ومن هذا المكان الذي وقع به العدو الصهيوني بين أيدي قواتنا البطلة إلى فلسطين التي يقاتل بها أهلنا وشعبنا، وها نحن قد رأينا عهد التميمي وأبو ثريا ورأينا شعبنا الفلسطيني كيف يدافع الآن ويقف في الأرض الفلسطينية التي لن يتكرر أبداً ما حصل في العام 48، نحن في الأرض باقون إلى أن يتحقق هدفنا باستقلالنا الكامل ولن تكون فلسطين إلا للفلسطينيين ولن تكون القدس إلا عاصمة لفلسطين".

وأشاد دبور ببسالة وصمود الشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينية وهبته في انتفاضة عارمة والذي قال للمحتل لا، وقال لترامب إنَّ ما وقعت عليه من قرارات لا يساوي الحبر الذي وقعت به، مؤكداً أن الفلسطينيين في لبنان لن يكونوا إلا عامل أمن واستقرار ودعم للبنان الحبيب.

لافتاً: "ثقوا بأننا لن نكون إلا كما عاهدتمونا، سنبقى جنباً إلى جنب ومعكم وستبقون معنا حتى النصر وحتى القدس"، مشيداً بهذا الصرح، صرح العلم وهذه الجامعة التي تجمع الآلاف من الطلاب الذين ينهلون منها الثقافة والعلم والوطنية، لأن هذه الجامعة جامعة علمية وطنية، جامعة تغرف حب العلم والوطن وحب العروبة وحب الانتماء في نفوس طلابها اللبنانيين والفلسطينيين".

وحيّا دبور الجامعة والعمداء ومن هو قائم عليها قائلاً: "نقول لمعالي الوزير بارك الله بك في هذه المبادرة الخيرة والتي بدأت ببذرة والتي أصبحت الآن تجمع الآلاف من الطلاب، بالتأكيد نحن نعلم وندرك جيداً مما نراه من أخوتنا الطلاب ينهلون من العلم ومن الوطنية أيضاً وإن شاء الله ستكبر وتكبر.

وأكد دبور على أن هناك عدة إجراءات يمكن أن تقوم بها القيادة الفلسطينية، إضافة إلى العمل التي تقوم به عهد التميمي وأبو ثريا وشعبنا الفلسطيني على الأرض الفلسطينية المباركة. مشيراً أن كلمة الرئيس محمود عباس في المؤتمر الإسلامي في تركيا وضعت إستراتيجية وطنية لمستقبل القضية الفلسطينية، وستبنى عليه القيادة الفلسطينية من خلال عقد المجلس المركزي الذي سيعقد في 14 و 15 الشهر الحالي في رام الله، وستكون هناك قرارات على مستوى التحديات التي تواجه قضيتنا الفلسطينية، هذا المجلس الذي يجمع الكل الفلسطيني ستكون قراراته على مستوى التحديات التي تواجهنا جميعاً.

وأدان دبور باسم الشعب الفلسطيني قرار تجميد الدعم الأمريكي للأونروا لأن من شأن هذا القرار إنهاء قضية اللجوء الفلسطيني.

وأردف: "لقد أصبح التآمر في أعلى مستوياته لإنهاء منظمة الأونروا، كراعي وكشاهد للشعب الفلسطيني، ومحاولة دمج موضوع اللاجئين ضمن اللجنة الدولية لرعاية شؤون اللاجئين الدوليين، وبالتأكيد هذا القرار مرفوض وعلى المجتمع الدولي الذي أسس هذه المنظمة يجب أن يواجه هذه الخطوة، وعلى المجتمع الدولي وعلى أمتنا العربية والإسلامية بأن تعوض ما تفكر في وقفه الولايات المتحدة الأمريكية، لأن بالتأكيد الأونروا عليها التزامات وهذه الالتزامات كبيرة جدًا وهنا علينا أن نقف بجانب الأونروا، لأنها تواجه ضغوط لمحاولة طمسها وإنهائها".

وطالب دبور الأونروا أن تمارس دورها الطبيعي في مساعدة الشعب الفلسطيني، وأن تكون على قدر المسؤولية، كما طالب المجتمع الدولي تأمين الدعم اللازم للأونروا لكي تستطيع القيام بدورها ومهامها.

وقدم السفير دبور للوزير مراد كوفية فلسطينية من أرض الوطن ممسوحة بجدران المسجد الأقصى لتبقى بها رائحة وعبق رائحة هذه الجدران. وقدم للنادي الوطني الفلسطيني درع المسجد الأقصى .

وختم الاحتفال بافتتاح معرض صور يجسد معاناة الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.