إحياءً للذِّكرى الحادية عشر لاستشهاد القائد صدام حسين، والذِّكرى الـ "53" لانطلاقة الثَّورة الفلسطينية، وانتصاراً للقدس عاصمة فلسطين، أقامت القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان الاشتراكي واللَّجنة المركزية لجبهة التَّحرير العربية مهرجاناً جماهيرياً في قاعة فندق الكواليتي ان في طرابلس الأحد 2018/1/7.

حضر المهرجان ممثلي القوى والأحزاب اللُّبنانية، والفصائل الفلسطينية، وهيئات وروابط وفعاليات، وجماهير من منطقة الشَّمال ومخيماتها .

بدء الاحتفال بالنَّشيد الوطني اللُّبناني ونشيد الحزب، وبعدها عُرض فيلم وثائقي عن حياة الشَّهيد القائد صدام حسين وسيرته النِّضالية .

ثمَّ ألقى كلمة "م.ت.ف" عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة إذ قال: "إننا مؤمنون بأنَّ فلسطين هي للشَّعب الفلسطيني، ولها عاصمة هي القدس، ومؤمنون بأن هذه العاصمة المشرِّفة أولى القبلتين، أرض الإسراء والمعراج، فيها كنيسة القيامة، هي أرض الأنبياء حيث صلى فيهم محمد صلى الله عليه وسلم، فهذه الأرض مباركة، وعلى الشَّعب العربي والإسلامي والعالم الحر أن يدرك حقيقة ما يجري في هذه الأيام".

وأضاف: "إنَّ ترامب الذي أعلن في تصريحه الصَّاعق بأن القدس هي عاصمة الكيان الصهيوني وجَّه ضربة قاسمة للعالمين العربي والإسلامي ولكل هيئات المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية، هو قال للجميع أنا اليوم حليف هذا الكيان الصهيوني، وجرد نفسه من كل العلاقات الأخرى مع كل الأطراف فهو حدد إلى أين يتجه".

وبالنسبة لنا فإننا ندرك مسبقاً أنَّ الولايات المتَّحدة التي جاء رئيسها اليوم ليفجر هذه القنبلة المسمومة هي نفسها من خلقت حالة التَّمزق في الوطن العربي، حالة التَّمزق التي بدأت من العراق وعندما صمتت الأمة على ما يجري واعتبرت نفسها في إجازة أو أصبحت تبحث عن حلفاء جدد غير الجامعة العربية وغير الأمة العربية أصبح الجميع يتطلع إلى الولايات المتحدة على أنها المخلص.

وأشار شناعة إلى أنَّ العراق دفع الثَّمن غالياً ومنذ ذلك الوقت ونحن في فلسطين ندفع الثَّمن أغلى لأننا فقدنا ركيزة قومية عربية كنا نرتكز إليها في الأيام الصعبة، الأمة كانت غائبة عندما كان العراق يدفع الثَّمن شهداء وجرحى وأسرى وتدمير، ونأسف أنه في بعض الأحيان كان القرار الأميركي يلزم العربي والمسلم أنه يجب أن يقاتل في العراق، من هنا بدء التحلحل داخل الواقع العربي والإسلامي لم يعد هناك انتماء حقيقي وهذا ما مهد لما يسمونه الربيع العربي، ونحن كنا نأمل أن يكون الربيع العربي ربيع توحيد الأمة العربية حول القضية الفلسطينية التي هي الأساس ولكنا كنا نعتصر ألماً كيف أنَّ شعوب عربية في مختلف البلاد من ليبيا إلى سوريا والعراق واليمن تدفع الثَّمن وهي لا تعرف تدفع ثمن ماذا ولماذا لأن صاحب القرار وصاحب الخطة بأكملها هو الأميركي نفسه الذي كان في ذلك اليوم بوش الإبن واليوم ترامب الذي هو لا يتجزء من هذه التشكيلة الاستعمارية الصهيونية التي تنتصر لإسرائيل من أجل أن يكون هذا الكيان المكلف رسمياً لتمزيق الوطن العربي، وأذكر أن هذا الكيان الصهيوني الذي بدء الجميع يبحث كيف يطبع العلاقات معه علمه يرفع خطين أزرقين بمعنى حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل، وعملياً على أرض الواقع إسرائيل حتى الآن لم تحدد لها حدوداً لأنها تعتبر بأن هذه الحدود التي يجب أن يصل إليها بدعم من الحركة الصهيونية العالمية ومن الولايات المتحدة خاصة.

وتابع: "اليوم كقضية فلسطينية في فم السبع كما يقولون، والخطر الأكبر علينا ولكننا قد نكون ضحية فإن الأمر خطير وإن التهديدات القادمة تهدد الإنسان العربي وليس فقط الفلسطيني، وما هو حاصل على أرض الواقع أنَّ الاحتلال الإسرائيلي المدعوم من الولايات المتحدة التي أمَّنت له الغطاء السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري من أجل أن تمنحه قوة الضغط ليس على الفلسطينيين فقط وإنما على الجوار. عندما كان الوطن العربي يتمزق في السنوات الأخيرة وكانت مدن بأكملها تتهدم، مئات الآلاف من شبابنا وأطفالنا يُحرقون في أتون هذا الصراع الذي لا يعرف أحد إلى أين هو ذاهب، هذا المشروع الأمريكي الذي أوصلنا إلى حالة أنَّ فلسطين لم تعد على قائمة الاهتمام وأصبح الاهتمام في القضايا الداخلية لكل دولة ولكل شعب وهذا ما جعل القضية الفلسطينية على الرف، طبعاً هذا كان انتصار كبير لنتنياهو الذي أدرك خطورة اتفاق اوسلو على الواقع الصهيوني لذلك كان هو من أطلق الرصاصة على إسحاق رابين ليقتله وليقول لليهود لا سلام مع الفلسطينيين وأن الأرض كلها أرض إسرائيلية ويهودية، وهو اليوم يريد تحديداً من الفلسطيني أن يعترف أنَّ دولة إسرائيل هذه دولة يهودية أي لا وجود لعربي عليها ولا لمسلم ولا لمسيحي، وأنَّ الحق الوحيد فيها هو فقط لليهود وهذا هو المشروع الأخطر لأن إسرائيل تريد السيطرة على العالم العربي من الفرات إلى النيل".

وأشار شناعة بأنه اليوم أمام هذه المخاطر إن ترامب لم يكن ليجرء أن يأخذ مثل هذا القرار لولا توفُّر عدة عوامل أساسية وهي على التالي:

  • العامل الأول هو تمزق الوطن العربي .
  • والعامل الثَّاني فهو ميول دول عربية علناً وأحياناً سراً إلى التَّطبيع مع هذا الكيان .
  • العامل الثالث هو أنَّ الهيئات الدولية القانونية والسياسية عجزت وعبر سنوات طويلة أن تعطي الحق للفلسطيني بإقامة دولته وعودة اللاجئين، وهذا مشجع لنتنياهو أن يفرض شروطه.
  • العامل الرابع هو أننا كفلسطينيين عجزنا من صون وحدتنا الداخلية الفلسطينية، فانفتحت شهية نتنياهو للانقضاض على الواقع الفلسطيني وعلى القضية الفلسطينية.

وأضاف: "إنَّ ما شجع ترامب هو التلاقي بين الصهيونية الأميركية والصهيونية الإسرائيلية، فترامب هو من الكنيسة الإنجيلية الأميركية، ومشروعه المستقبلي كولايات متَّحدة مرتبط بوجود إسرائيل، من هنا بدء التحالف الصُّهيوني بين ترامب ونتنياهو لفرض الواقع الجديد على الشعب الفلسطيني، ولذلك رأينا هذا التنفيذ العملي على الأرض الفلسطينية، اليوم إذا سألنا ماذا يريد الكيان الصهيوني من الشعب الفلسطيني والأرض الفلسطينية، فنقول أنه يريد كل شيء ولا يريد أن يعطي شيء، فهو اليوم يريد دولة يهودية بمعنى أوضح أنه لا يريد مكان لدولة فلسطينية، وهذا يعني أن هناك استيطان في كافة الأراضي الفلسطينية، وهناك تمَّ المصادقة على قرار من الكنيست الإسرائيلي في الفترة الأخيرة بتشريع استيطان الأراضي في الضفة الغربية وخاصة في الأغوار لأن منطقة الأغوار منطقة حساسة أمنياً وعسكرياً واقتصادياً".

وقال: "إنَّ إسرائيل لا تريد شعباً في فلسطين هي تريد أرضاً خالية من الفلسطينيين لذلك نحن نتوقع في المرحلة القريبة جداً أن يكون هناك أدوات فعل عنصري على الأرض أولاً في الطرد والتهجير والتدمير وإخلاء الأراضي بكل الطرق".

وتابع: "إننا في معركة أفقها الواضح اليوم هي انتفاضة شعبية عارمة يجب على كل الفصائل أن تكون شريكة في تحديد وجهتها وقيادتها من خلال المجلس المركزي الذي سيعقد في الرابع عشر من هذا الشهر وهذا اجتماع مفصلي له علاقة بمستقبل الصراع مع العدو الإسرائيلي لأنه ليس أمامنا خيار أخر إلا خيار الانتفاضة، وهذا يعني بأنَّ الأمور أصبحت محسومة وبأنَّ الإنسان الفلسطيني داخل أرض فلسطين هو يواجه الاحتلال الإسرائيلي بكل شرائحه وهو ليس عنده أي أفق سياسي للحل".

وأضاف: "القتال سيكون أقوى وأشرس وأعنف والخسائر ستكون كبيرة، لذلك وبتوجهات الرئيس أبو مازن والقيادة الفلسطينية اليوم نحن ذاهبون لإيجاد مرجعية دولية جديدة وفي مقدمتها روسيا والصين وفرنسا وبعض الدول الصديقة لأننا ودعنا شيء اسمه الولايات المتحدة وهذه المرجعية سنعتمد عليها بالحصول على الكثير من القرارات، والخيار الثَّاني هو خيار القرارات الدولية التي سنسعى إليها جميعاً إضافةً إلى الانتفاضة على الأرض والعطاء اليومي الذي هو الأساس، لكن نحن نتشرف أنَّ قضية فلسطين اليوم أصبحت هي القضية الأولى على المستوى الدولي لأنها قضية فَرَضَت نفسها على الواقع العربي والإسلامي، ونحن سعداء بأننا في الخندق الأول وأننا لن نترك هذا الخندق تماماً إلا عندما نحقق النصر لأرضنا وشعبنا ومقدساتنا".

ثمَّ كانت كلمة للمحامي رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي حسن بيان جاء فيها: "نلتقي في هذه المناسبة التي تتجمع فيها عناوين نضالية لنقول للقاصي والداني بأن هذه الأمة التي أفصحت عن نفسها في ثورة فلسطين وثورة البعث والناصرية وثورة اليمن والجزائر واليوم في الاحواز هي أمة حيَّة تنبض بالحياة وهي موجودة حيث يحمل أبناؤها السلاح.

وأضاف: "إنَّ العراق الذي قدَّم رئيسه شهيداً لم يختبر في مواجهة العدوان ومقاومة الاحتلال الذي تعرض له وحسب، بل اختبر أيضاً في كل سياقات المواجهة المفتوحة مع العدو الصهيوني وفي احتضانه للثَّورة الفلسطينية وتقديم الدعم المادي والمعنوي لها، ويوم انطلقت الثورة عام 1965 طلب إلى كل البعثيين من قطر فلسطين أن ينخرطوا في صفوفها".

إنَّ العراق الذي اعتقد الأعداء سيُسلخ عن جلدته العربية خاب ظنهم، والذين اعتقدوا أنَّ تصفية الرموز القيادية وكفاءاته العلمية وكادراته العسكرية سيمكن لإفرازات الاحتلال إفراغه من إرث تاريخه الوطني خاب ظنهم أيضاً. فالعراق بتاريخه وما يمثل لا يُحكم من قوى الاحتلال ولا من إفرازاتها وهي التي نفثت سمومها وبثت روح المذهبية في حياته المجتمعية.

إنَّ فلسطين تنتفض اليوم انتصاراً للقدس ولكنيسة قيامتها ولمسجدها الأقصى ولمسرى الرسول الأكرم، وإنَّ القرار الأمريكي وإن بان أنه حرك المياه الراكدة إلا أنَّ الانتفاضة هي استمرار لثورتها التي انطلقت لثلاثة وخمسين سنة خلت، وعليه فإن فلسطين لا يقرر مصيرها قرار ترامب ولا تصويت الكنيست بل يقرر مصيرها أبناؤها .

بعد ذلك تمَّ إلقاء قصيدة من وحي المناسبة .