في ذكرى يوم الشهيد الفلسطيني، نظَّمت حركة "فتح" في مخيَّم نهر البارد مسيرة الوفاء للشهداء، ووضع أكاليل الزهور على أضرحة شهداء الثورة الفلسطينية، اليوم السبت ٦-١-٢٠١٨.

وقد تقدَّم المسيرةَ حمَلَةُ الأكاليل والرايات الفلسطينية والفتحاوية، وصُوَر الرمز أبو عمّار والرئيس محمود عبّاس وشهداء اللجنة المركزية، والفرقة الموسيقية لمجموعة الكرامة الكشفيّة، تلتها طوابير الأشبال والزهرات.

أمَّا الجماهير فتقدَّمها، عضو قيادة حركة "فتح" في منطقة الشمال، أمين سرّ الحركة في نهر البارد، أبو سليم غنيم إلى جانب ممثِّلي الفصائل الفلسطينية واللجنة الشعبية، كما حضرت أيضاً جموع من أهالي نهر البارد وفعالياته وشخصياته الدينية والوطنية والاجتماعية.

هذا وقد جابت المسيرة الشوارع الرئيسةَ للمخيّم وصولاً إلى مقبرة الشّهداء، حيث رحّب مسؤول المكتب الإعلامي للحركة في نهر البارد محمد أبو عرب بالحضور، مُثمِّناً لهم مشاركتهم في مسيرة الوفاء لشهداء الثورة الفلسطينية، داعياً الجميع لقراءة سورة الفاتحة لأرواح سائر شهداء الثورة الفلسطينية وعلى رأسهم قائد المسيرة النضالية ياسر عرفات.

وأضاف: "يُحيي شعبنا الفلسطيني في أماكن وجوده كافّةً يوم الشهيد الفلسطيني نسبةً للشهيد الأول للثورة الفلسطينية وحركة "فتح" أحمد موسى الذي ارتقى مع سائر شهداء الثورة الفلسطينية إلى جوار ربِّهم على درب الاستقلال والحريّة، ودفاعًا عن الأرض والهُوية".

ثُمَّ قام أبو سليم غنيم إلى جانب قيادة الفصائل الفلسطينية بوضع أكاليل الورد على النّصب التذكاري للشهداء.

وبعدها ألقى عضو لجنة شعبة نهر البارد ناصر سويدان كلمة حركة "فتح"، إذ وجَّه التحية إلى قوافل الشهداء الذين جعلوا من أجسادهم جسر عبور نحو فلسطين، مشيرًا إلى أنَّ هذا الشعب الذي قدم الآلاف من الشهداء يتطلع في يوم الشهيد إلى إتمام الوحدة وطنية وتعزيزها، وانجاز اتفاق المصالحة.

وأضاف: "إنَّ حركة "فتح" ما زالت مُتمسِّكةً بالثوابت الوطنية، ووفية للقَسَم وللعهد الذي تعهَّدت به أمام الجماهير، وهي تستمدُّ تصميمها وإرادتها من رمزيّة الشهيد القائد أبو عمّار وخليفته الرئيس أبو مازن، الذي يقود المعركة الدبلوماسية بامتياز في المحافل الدولية ضد العدو الصهيوني، والتي أثمرت اعترافًا بدولة فلسطين ورفع العلم الفلسطيني فوق الأمم المتحدة، والانضمام إلى المؤسسات الدولية والقانونية لفضح الممارسات الصهيونية وتمهيدًا لمعاقبة مجرمي الحرب في الكيان الإسرائيلي، وقرار إدانة الاستيطان الإسرائيلي في أرضنا الفلسطينية".

وتابع: "نُواجه اليوم تحدّيًاجديداً تقوده الولايات المتحدة الأمريكية انحيازاً ودعماً لإسرائيل، بالاعتداء على مكانة القدس ووضعها القانوني والتاريخي، وبذلك تكون الولايات المتحدة قد خالفت القانون الدولي والشرعية الدولية وفقدت أهليتها كوسيط في عملية السلام".

ثُمَّ توجَّه باسم شعبنا الفلسطيني في كلِّ مكان بجزيل الشكر لكلِّ الدول والمنظمات والقوى والشعوب التي وقفت إلى جانب قضيتنا وشعبنا، والتفّت حولنا ودعمتنا بتصويتها في جملة من القرارات التي صدرت، وكان آخرها "في الجلسة الطارئة للجمعية العامة للأمم المتحدة حول القدس، والتي عبرت بموقفها هذا عن تضامنها مع الحق والعدل، ورفضها لسياسة الابتزاز والإملاءات".

وتابع: "إنَّ رايةَ الحرية ستبقى تتلقفها الأجيال الفلسطينية، جيلاً بعد جيل، وكلكم شاهد على اغتيال الشهيد المقعد إبراهيم أبو ثريا، واعتقال الفتى فوزي الجنيدي، وكذلك اعتقال الفتاة عهد التميمي التي دافعت بشجاعة وشموخ عن حرمة وطنها".

وأكَّد سويدان إصرار حركة "فتح" على الاستمرار في منهج المقاومة بكافه أشكالها بالتوازي مع رفع بناء مؤسسات دولة فلسطينية ديمقراطية، كما أكَّد أنَّ الشعب الفلسطيني لن يخضع ولن يركع ولن يستسلم، وهو باقٍ وصامدٌ، ومرابطٌ في وطنه بمسيحييه ومسلميه، في القدس زهرة المدائن وفي كلِّ بقعة من فلسطين.