من ينظر إلى لوحاتها التشكيلية الفنية، يدرك مدى الإصرار على تحدي ظروف الحياة، والتي جعلت منها إنسانة طموحة، فلم تستسلم للقدر أمام تحقيق ما تصبو إليه، لتكون ريشتها وألوانها مسلكاً للتعبير عما يجول بخاطرها، فرسمت لكل شيء؛ لتكون القدس أيضاً حاضرة بلوحاتها.

الفنانة جيهان أبو عمر من بلدة جماعين قضاء نابلس، أسست مركزاً لتعليم الفن للأطفال، وأصبح يقام لها معارض فنية في مختلف المحافظات، وآخرها كان في محافظة سلفيت.

بدأت الفنانة جيهان أبوعمر، موهبتها بالرسم منذ كانت طالبة بالمدرسة، من خلال المشاركات البسيطة على مستوى المدارس، وبقيت إلى أن أنهت الثانوية العامة، والتحقت بالدراسة الجامعية، في جامعة النجاح قسم التصوير التشكيلي الفني، لفصل دراسي واحد عام 2007".

لكن الظروف وقفت أمام طموحاتها وإكمال تعليمها الجامعي، ومع هذا أبت إلى أن تعود لمواصلة تعليمها عام 2010، ولكن الظروف هذه المرة كانت أقوى منها ومن طموحها".

تقول أبو عمر "تزوجت وعمري 17 عاماً ولدي اثنان من الأبناء، ومع هذا لم يمنعنِ الارتباط بعدم تحقيق ما تصبو إليه نفسي،

لم أتوقف ولم أشعر باليأس من تحقيق ما أريد، فقررت تأسيس مركز لتعليم الفن التشكيلي، وكان ذلك عام 2016، والهدف منه المساعدة في تنمية طلاب ممن لديهم مواهب وميول الرسم، وأعلنت عن افتتاحه ليلتحق به ما يقارب 20 طالباً وطالبة، تتراوح أعمارهم ما بين (10-17 عاماً).

وتواصل: "بالرغم من ضيق مكان التدريب، فقد كان لأهلي دور في دعمي، وهم من قدموا لي المكان، وهو عبارة عن منزل قديم، فجهزته، وواصلت العمل في التدريب بالليل والنهار متحدية جميع الظروف".

وأشارت إلى أنها تمكنت من الحصول على جائزة بقيمة خمسة آلاف دولار، حيث قامت بتأهيل المكان وإقامة المعارض، ليكون معرضها الأخير بعنوان "القدس عاصمة فلسطين"، والذي كان تحت رعاية محافظ سلفيت اللواء إبراهيم البلوي وبالتعاون مع مديرية الثقافة في سلفيت، ويضم عدداً من اللوحات التي قام برسمها طلبة المركز بمساعدة الفنان علي سرطاوي.

وبنبرة صوتها المشحون بالهمة تكمل حديثها: "أحب رسم الطبيعة بجميع أشكالها مستخدمة الألوان الزيتية، وكذلك أفضل رسم الوجوه، وكثير من المواطنين يتقدمون بطلب ذلك، وأطمح بإكمال تعلمي الجامعي هذا على صعيدي الشخصي، أما طموحي على المستوى العام فهو تطوير مركزي، واستقطاب أكبر عدد ممكن من الطلبة ممن يمتلكون مواهب؛ ليصبح المركز مدرسة تعليمية لتعليم الفنون بكافة أشكاله، ويتحقق ذلك بإيجاد ممول من أجل توسعة المركز وتوفير احتياجاته".

وناشدت جيهان، الرئيس وزارة الثقافة لتقديم التمويل واحتضان فكرتي، وتحقيق أمنيتي في الرسم في باحات الأقصى ورسم بسمة الحرية على وجوه الفلسطينيين، وإقامة معرض هناك.