انسحب وفد دولة فلسطين الممثل في الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي من قاعة المؤتمر الذي احتضن اجتماع وكالات التعاون الدولي في تونس العاصمة، وذلك قبيل قيام مدير الوكالة الأميركية للتنمية في تونس بإلقاء كلمته في المؤتمر حول دور الوكالة الأميركية للتنمية في التعاون مع دول الجنوب.

وقال مدير عام الوكالة الفلسطينية للتعاون الدولي عماد الزهيري، الذي يرأس وفد دولة فلسطين المشارك في المؤتمر، حسب بيان لوزارة الخارجية، إن هذا الانسحاب يأتي لتوجيه رسالة إدانة ورفض واستهجان لإعلان الرئيس الأميركي القدس الشريف عاصمةً للقوة القائمة بالاحتلال، خاصة أن مدينة القدس هي قلب العالم الإسلامي التي من اجلها أنشئت منظمة التعاون الإسلامي، بحسب ما جاء في الوكالة الفلسطينية الرسمية.

وأضاف انه من غير الممكن أن يبقى وفد فلسطين حاضراً ليستمع لكلمة المندوب الأميركي في مؤتمر إسلامي بحت حتى وإن كانت طبيعة المؤتمر فنية وتنموية، إلا أنه ومن اجل تحقيق الأهداف التنموية لا بد من أن يكون هناك تمتع كامل بالسيادة والاستقرار، حيث لا تتماشى العملية التنموية مع ظروف الاحتلال والمعاناة والانتهاكات الممنهجة والمنظمة لحقوق الإنسان للشعب الفلسطيني بما فيها حقوقه الاقتصادية، كما أن استمرار إنكار الإدارة الأمريكية لحقوق شعبنا يتطلب وقف التعامل معها، داعياً إلى تكثيف الجهود الدولية للضغط باتجاه عودتهم عن هذا القرار الجائر والظالم.

وقبيل كلمة المسؤول الأميركي، طلب مدير عام الوكالة الفلسطينية عماد الزهيري الكلمة من رئاسة المؤتمر، حيث قدم الشكر والتقدير للبنك الإسلامي للتنمية والوكالة التونسية للتعاون الفني الجهات المنظمة للمؤتمر، وقدم الشكر للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي على دعمها المستمر للشعب الفلسطيني وقيادته، وعبر في الوقت ذاته عن أهمية استمرار هذا الدعم الذي سيمكن الشعب الفلسطيني من التقدم باتجاه تنفيذ خططه الوطنية، وصولاً إلى تحقيق أماله في قيام دولته الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم.

وتابع، إن مدينة القدس عربية إسلامية مسيحية لا يمكن بأي حال من الأحوال القبول بتزييف تاريخها أو القبول بإجراءات أحادية تنتهك القانون الدولي الواجب الانطباق فيها، معبراً عن شكره لمواقف الدول والشعوب التي وقفت ولا تزال إلى جانب الشعب الفلسطيني وقيادته الرافضة لهذا القرار الأميركي الذي لا يمكن أن يغير من الحقائق أو من البعد القانوني لمدينة القدس كونها مدينة محتلة وجزءاً أصيلاً لا يتجزأ من مجمل أراضي الدولة الفلسطينية المحتلة.

وقد عاد وفد فلسطين للمشاركة في المؤتمر والانخراط بأعماله فور مغادرة المسؤول الأميركي قاعة المؤتمر بعد انتهاء كلمته في تفهم كامل من قبل كافة الدول المشاركة لموقف دولة فلسطين.