ما زالت فعاليات الاستنكار والإدانة لقرار الإدارة الأمريكية الذي أعلنه ترامب باعتبار القدس عاصمةً لـ(إسرائيل) تتوالى يوم بعد آخـر، فصباح يوم الثلاثاء 12-12-2017 نظَّمت رياض الأطفال في مخيَّم عين الحلوة اعتصامًا حاشدًا ضمَّ المئات من المنضوين بالرياض، ولجانبهم عشرات المشرفات والمربّيات وحضرته ممثِّلاتُ من الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية واللِّجان الشعبية، وممثِّلو فصائل منظمة التحرير الفلسطينية يتقدَّمهم أمين سرّها في منطقة صيدا العميد ماهـر شبايطة.

ورُفِعَت خلال الاعتصام الأعلام الفلسطينية ورايات "الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية"، وشعاراتٌ من وحي المناسبة، بوقت ازدانت فيه رؤوس الأطفال بالعَلم الفلسطيني وصُوَر الأقصى، وصدحت مكبّرات الصوت بالأغاني الوطنية، وعلَت الحناجر بالهتافات المناصرة لفلسطين، والمؤكِّدة أنَّ القدس عربية فلسطينية، وستبقى عاصمة أبديّة لفلسطين الأبيّة.

وقد أُلقيَت كلمةٌ بِاسم رياض الأطفال قدَّمتها المشرفة التربوية نورهـان السبـع، وممَّا جاء فيها: "نقفُ اليوم بيوم الغضب هذا، ونصدحُ بأعلى صوتنا، ونقول: لا وألفُ لا، لن يمـرَّ قـرار الرئيس الأمريكي ترامب بنقل سفارة بلاده إلى مدينة القدس، حالـمًا أن تكون القدس عاصمةً لدولـة مزعومـة اسمها (إسرائيل)".

وتابعت: "هـل نسي أم تناسى أنَّ فلسطين لنـا. هل خانتـهُ الذاكـرة بأنَّه لا توجد دولـة على وجـه الأرض اسمها (إسرائيل)، أَوَلَـم يسمع بأنَّ مدينة القـدس عاصمةٌ لفلسطين منـذ آلاف السنين، وهي من أقـدم المـدن التاريخية في العالم، وأنَّ عمرها يزيـد عـن خمسة وأربعين قرنًا، إنَّها مهـد الديانات السماوية الثلاثة".

وخاطبت الصهاينة قائلةً: "ظننتُم أنَّه باغتصاب فلسطين ستزوّرون التاريخ، وستقنعـون شعبكم أنَّ فلسطين لكم، فهي أرض بلا شعب، وأنَّ الزمن سيُنسي الأطفال والأجيال الفلسطينية القادمـة وطنهم فلسطين، وحينها سينعم اليهود الصهاينة بوطن ليس لهم، لا تربطهم بـه أيّ صِلة، لا التاريخ ولا الجغرافيا ولا التراث ولا حتى الثقافـة. خسئتم أيها المحتلون، وخسئ ترامب، فأطفالنا يولـدون وهُم يتناغمون لفلسطين".

وختمَت المشرفـة التربـويـة "نورهـان السبـع" بالتذكير بمقولـة الكاتب والأديـب الشهيد غسّان كنفاني ذات الصِّلة بمستقبل وطموح الأطفال بعالم أفضل "لنعمل جميعًا، لنُنشئ أطفالنا، ونغرس في نفوسهم حُبُّ الوطن وحُبُّ العودة إليه، إنَّه الأفضل لأطفالنا، إنَّها فلسطين وطننـا، أرضنـا، إنَّها تاريخنـا، حاضرنا، ومستقبلنا، إنَّها قـدس الأقـداس، وستبقى عاصمة دولتنا المستقلّة الأبدية، شـاء مَن شاء وأبى من أبى".