بدعوةً من الفصائل الفلسطينية واللِّجان الشَّعبية في الشَّمال، ورفضاً لقرار رئيس الولايات المتحدة الأميركية ترامب بنقل السِّفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بها عاصمة للكيان الصهيوني، أقيم اعتصام أمام مقر الصليب الأحمر الدولي في مدينة طرابلس اليوم الاثنين 2017/12/11 .شارك في هذا الاعتصام ممثلي الفصائل، واللِّجان الشَّعبية الفلسطينية، والقوى والأحزاب اللُّبنانية، وهيئات وفعاليات، وجماهير من منطقة الشَّمال .

بدايةً كانت كلمة للقوى والأحزاب اللُّبنانية ألقاها رضوان ياسين إذ قال للقادة العرب: "ننتظر منكم رداً شجاعاً وحاسماً وأن تكونوا قادة بحق، فالرد الفاتر والقمم المؤجلة تشجِّع العدوان ولا تحمي القدس، ألم يُشكل الوضع العربي البائس مدخلاً لقرارات الإدارة الأميركية بحيث لم يترك أمامها أي حرج في تجاوز المحرمات الكبرى في قضايا العرب". مشيراً إلى أنَّ قرار الكونغرس الأميركي بنقل السِّفارة إلى القدس المحتلة قد صدر منذ العام 1995 ولم يتجرأ أي من المسؤولين الأمريكيين على اتخاذه لعلمهم بالتداعيات الخطيرة المترتبة عليه.

وأضاف: "إنَّ هذا الاستفزاز والتهور الجائر للإدارة الأميركية لشرعنة الاحتلال واغتيال كافة قرارات الشَّرعية الدولية وإلغاء أولوية الحق لصالح سطوة القوة وإعطاء ما اسماه بالأمر الواقع الشرعية لمن يفتقدها".

كلمة قوى التحالف الفلسطينية ألقاها أبو اللواء موعد حيث قال: "أنَّ هذا القرار يؤكِّد عدوانية الإدارة الأمريكية للشَّعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية وانحيازها الصارخ للعدو الصهيوني، ويشكل إهانة واضحة للعرب بشكل عام والمسلمين والمسيحيين بشكل خاص لما تمثِّل القدس من أهمية في وجدان العرب والمسلمين والمسيحيين". مشيراً إلى أنَّ الأمة العربية والإسلامية وفي مقدمتهم الشَّعب الفلسطيني أمام مسؤولية تاريخية وحاسمة، مؤكداً على ضرورة عدم اقتصار هذه التحركات على ردات الفعل العاطفية التي تخبوا شيئاً فشيئاً، داعياً إلى تشكيل جبهة عربية إسلامية لإسقاط هذا القرار عبر إستراتيجية تحرك تصاعدي تتخذ من كافة الوسائل المتاحة في كل بلد أداة للضغط على حكوماتها المترددة أو الخانعة وبالتالي الضغط على الإدارة الأميركية للتراجع عن هذا القرار.

كلمة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ألقاها أمين سرها في الشَّمال أبو جهاد فياض جاء فيها: "لليوم الخامس وشعبنا يخوض المواجهات في القدس وكل الأراضي الفلسطينية، هذه المواجهات ترتفع وتيرتها تصاعداً في وجه جيش الاحتلال الصهيوني ومستوطنيه المتطرفين، ولقد قدَّم شعبنا العديد من الشُّهداء الأبطال ومئات الجرحى دفاعاً عن أرضه ومقدساته". مطالباً القيادة الفلسطينية بتعزيز الوحدة الوطنية سياسياً وميدانياً لمواجهة كل المشاريع التصفوية لقضيتنا .

وحيا فياض أحرار العالم الذين خرجوا بمسيرات مليونية عمَّت الشَّوارع في أكثر العواصم العربية والإسلامية والعالمية يطالبون ترامب المعتوه بإلغاء قراره الأرعن المنحاز للصَّهاينة. وأشار إلى أنَّ قرار ترامب نتيجة ما حصل من حروب واقتتال بين الإخوة العرب والمسلمين وكان الخاسر الأكبر فلسطين وشعبها.

أمَّا بخصوص اجتماع وزراء العرب فقال فياض: "إنه لم يكن بمستوى قرار ترامب واعتداءه على مدينة القدس عاصمة دولة فلسطين، وكان المطلوب منهم إصدار قرار بوقف التطبيع مع الكيان الصُّهيوني، وقطع العلاقات الدبلوماسية والسَّياسية، ومطلوب منا جميعاً مقاطعة البضائع الأميركية حتى يشعر الشَّعب الأميركي بأنَّ قرار رئيسهم المعتوه ترامب جائر بحق العرب والمسلمين والمسيحيين ".

وختم فياض قائلاُ: "إنَّ شعبنا الفلسطيني سيدافع عن القدس وكل الأراضي الفلسطينية بالمقاومة وبجميع أشكالها وهذا حق لنا بالحجر والطعن والدهس والمولوتوف والسِّلاح المتوفر بأيدينا لأنَّ هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة".

وفي ختام الاعتصام تمَّ تسليم مذكرة عبر مركز الشَّمال لتصل إلى رئيس اللِّجنة الدولية للصليب الأحمر.