لست في شك بأنَّ جماهير الأمة العربية مع فلسطين، ولست في شك بأنَّ عروبة فلسطين راسخة في ذهن وعقـــل كل عربي وينطبق هذا وأكثر على القدس.

القدس عربية تلك ليست كلمات وشعارات ولكنها حقيقة راسخة في ذهن العربي لا يلغيها إعلان ولا قرار ولا موقف سياسي من هنـــا أو هناك.

في المقـــابل يعيش الفلسطيني حالة إحباط ناتجة عن شعوره التـــام بأنه يخوض معركته العربية وحيداً. هذا الشعور مقبــول في ظل حالة الإنشغال العربي عن فلسطين والقدس، فهناك قضايا كبيرة تشغل المواطن العربي البسيط، وهذا الشعور مقبول في ظل حالة الضعف العربي الذي يحول دون دعم فلسطين وشعبها بالشكل المناسب لحجم التحديات التي تواجهها فلسطين والقدس، وهذا الشعور مقبول بظل أن فلسطين لم تعد القضية الوحيدة للأمة العربية كما كانت في القبل فهناك مصائب وتحديات كبيرة تواجه أمتنا وتشغل جماهير الأمة. ولكن ومع هذا الشعور المقبول يجب علينا أن لا نسمح بأن تفقد فلسطين هويتها وأن تفقد القدس عروبتها بفعل فاعل يريد لفلسطين أن تكون بعيدة عن عمقهـــا العربي.

فلا مكان ثقافياً أو وطنياً  لحرف فلسطين والقدس عن هويتها العربية  ولا مجال لإستعداء الأنظمة العربية التي تقف إلى جانبنا بمستويات مـــا، وبقدرات مـــا، وبمقدار مــا، وكلها مشكورة على ما تقدم، وننتظر المزيد من كل الأنظمة ومن كل مواطن عربي.

فلسطين بدون بُعدهـــا العربي وبدون الجماهير العربية معزولة ومحاصرة، وأعلم بأن البعض سيرد ويقول بأن الموقف العربي غير مقبول، وأن هناك حالة إحباط فلسطينية، ولكن هذا يجب أن لا يمس  بعروبة فلسطين ولا يمس بتقديرنــا الشديد لجماهير الأمة التي تقف معنا دوماً وبمستويات مختلفة.

لست أرى بطولة في سب العرب، ولست أرى بطولة في التهجم على العرب، بل لا أرى أي شهامة في ذلك، وعلى العكس فنحن القادرين فقط على جمــع الأمة بكل طوائفها ودياناتهـــا ففلسطين قضية العرب الأولى.

أكرر ...

فقط فلسطين تجمع الأمة كما تجمع أحرار العالم، فقط القدس تجمع الأمة كما تجمع أنصار الحرية والعدالة والقانون في العالم، ولهذا أرجو من أبناء شعب فلسطين العظيم الصامد أن يجمعوا الكل معهم وأن يحترموا كل من يقف معنا بغض النظر عن أي موقف مٌسبق.

لتكون فلسطين البوصلة والهدف، ولنحمي القدس العربية ولنكن أصحاب رسالة لجمع وتوحيد الأمة وللدفاع عن كرامتها، إنني أدعو الجميع للتوقف عن ممارسة الشَّتم الغير مقبول والذي لا يتناسب مع ثقافة شعبنا وأخلاقه. وعندما أتحدث عن فلسطين فأنا أتحدث عن فلسطين العربية وعن القدس بأقصاها المبارك وبكل كنائسهـــا.