بدعوةً من رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية في عكار الشيخ مالك جديدة عقد لقاءً تضامنياً جامعاً مع القدس ورفضاً لقرار الرئيس الأميركي وذلك في مركز الدائرة في حلبا، حضر اللقاء وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي، والنائب نضال طعمة، وممثل الرئيس نجيب ميقاتي السيج هيثم عز الدين، وممثل وزير الدفاع يعقوب الصراف السيد علي الصراف، والنائبين السابقين وجيه البعريني ومحمد يحيي، وممثل الوزير والنائب السابق طلال المرعبي السيد خالد المرعبي، والمفتي زيد زكريا، والميتروبوليت باسيليوس منصور راعي ابرشية عكار وتوابعها للروم الارثوذكس،  وممثل المطران ادوار ضاهر الاب ميشال بردقان، وعضو المجلس الإسلامي العلوي الشيخ حسن حامد، ورئيس دائرة الأوقاف الشيخ مالك جديدة،  ومنسق القوات اللبنانية عكار المحامي جان شدياق، ومنسق هيئة عكار في التيار الوطني الحر طوني عاصي، ومنسق عام تيار المستقبل في عكار خالد طه، ومسؤول الشؤون الدينية في المؤتمر الشعبي الدكتور أسعد السحمراني على رأس وفد، وممثل الجماعة الاسلامية محمد شديد، ووفد فلسطيني برئاسة أمين سر حركة "فتح" في الشمال محمد فياض، ورؤساء اتحادات بلدية، ورؤساء بلديات، ومخاتير، ورجال دين، وفعاليات تربوية واقتصادية ونقابية، ومنسق دائرة العالم الإسلامي في حركة "فتح" الشيخ أحمد منصور  .

بدايةً كانت كلمة للشيخ مالك جديدة رحب فيها بالحضور جميعاً، ومحيياً الرئيس ميشال عون على موقفه الوطني الكبير، كما حيا رئيس مجلس النواب والنواب، ورئيس الحكومة سعد الحريري على مواقفهم الوطنية بشأن القدس.

وقال: "نلتقي اليوم من أجل القدس وكل عمل من أجل القدس مقدس، فالقدس وفلسطين هي عنوان الشرف والكرامة لهذه الأمة ولن يتمكن أيَّ كان من العبث بعقولنا ولا بوجداننا ووجودنا، ولن يستطيع أيا كان من حرمان هذه القضية من بعدها العربي والإسلامي والمسيحي والإنساني".

وأكد جديدة بأنَّ هذا اللقاء تأسيس للقاءات واجتماعات لاحقة بالتنسيق مع كل فعاليات عكار للتعبير عن حقيقة موقفنا جميعاً المتضامن بشكل تام مع هذه القضية، ففلسطين هي ملك كل جيل فينا حتى نجتمع على ساحاتها وفي كنائسها  ومساجدها طاهرة محررة من الاحتلال البغيض. داعياً إلى تنظيم اعتصام عام يشارك فيه كل أبناء عكار وفعالياتها في بلدة حلبا ظهر يوم الاربعاء المقبل.

ثمَّ ألقى المطران باسيليوس منصور كلمة إذ فيها: "إن فلسطين قضية لا تحدها حدود ولا كلمات ولا نصوص وهي بالنسبة لنا قضيتنا المركزية في الكنيسة وهذا ما عبَّر عنه البطريرك الياس الرابع في المؤتمر الإسلامي الذي عقد في لاهور حيث قال للحكام العرب أنذاك "أنا هنا أطالبكم بأن تنصروني في قضيتي قضية فلسطين".

وأضاف: "المسيحيون والمسلمون في الشرق الأوسط تربوا على محبة القدس وعلى محبة كنيسة القيامة والمسجد الأقصى وعلى محبة تراب تلك البلاد التي تقدست بأقوال الأنبياء وعيشهم فيها".

ولفت منصور إلى أنَّ ما قاله الرئيس الأميركي ترامب عن القدس إنما قد وزع الخطر على مساحات واسعة وإننا ندعو إلى اليقظة والإنتباه، وعلينا أن نجند أطفالنا وشيبنا وشبابنا لأجل مواجهة هذا التحدي مجتمعين، فالقدس كانت وستبقى عاصمة أبدية لفلسطين التي هي لشعبها مسلمين ومسيحيين ولليهود المسالمين ولكنها لن تكون أبداً للصهاينة المغتصبين.

وكانت كلمة للمفتي زيد زكريا شدد فيها على ضرورة رفع الصوت وعلى أن نبذل قصارى جهدنا مجتمعين معاً حتى بلوغ أهدافنا، فقضية القدس ضاربة في التاريخ وعلينا مسؤولية المساهمة في إبقائها حية في ضمير ووجدان الجميع، فهي المدينة التي احتضنت الأنبياء ورمزيتها أنها ستبقى عاصمة المسلمين والمسيحيين واليهود المشرقيين، أمَّا أن يحولها قرار أرعن إلى عاصمة للكيان الصهيوني فهذا مرفوض ولن يكون وعلينا أن نتوحد لمواجهة هذا الأمر الجلل.

ثمّ ألقى عضو المجلس الإسلامي العلوي الشَّيخ حسن حامد كلمة جدد فيها التأكيد على وحدة الصف والكلمة، رافضاً القرار الأميركي جملة وتفصيلاً، داعياً إلى أوسع حملة تضامن عربية ودولية لمواجهة الخطر الاسرائيلي بكل الوسائل، ففلسطين عربية كانت وستبقى كذلك والقدس عاصمة لفلسطين ولن تكون يوماً عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب المحتل.

كما كانت كلمة لأمين سر حركة "فتح" في الشمال أبو جهاد  فياض شكر فيها الجميع على اجتماعهم حول القدس وحول فلسطين، كما شكر باسم الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات رئيس الجمهورية ورئيسي المجلسين النيابي والوزاري والشعب اللبناني على وقوفهم الدائم والداعم للقضية الفلسطينية".

وأضاف: "إننا باذن الله سننتصر والاحتلال إلى زوال مهما طال الزمن، وإنَّ أهلنا في الأراضي المحتلة مصممون على المواجهة وعلى الصمود في القدس وفي كل شبر من تراب فلسطين"  .

وأكد أن قرار ترامب قد وحَّد أبناء الشَّعب الفلسطيني في مواجهة مشروعه الحاقد، واعتبر أن الولايات المتحدة لم تعد الراعي النزيه لعملية السلام ولا عودة إلى أي مفاوضات مع الصهاينة إلا بعد عودة ترامب عن قراره ووقف الإستيطان والإفراج عن آخر دفعة من الأسرى ما قبل أوسلو.

تلاه كلمة مسؤول الشؤون الدينية في المؤتمر الشعبي الدكتور أسعد السحمراني الذي ثمَّن في كلمته عالياً هذا الاجتماع، شاكراً للشيخ جديدة مبادرته، مقترحاً بأن ترفع خلال كل التحركات التضامنية مع القدس فقط أعلام لبنان وفلسطين، داعياً إلى مواجهة إعلان الرئيس الأميركي بأن القدس هي العاصمة الأبدية الإدارية والسياسية لفلسطين، وأن (تل الربيع) التي اسموها زوراً (تل أبيب) هي العاصمة السياحية لفلسطين. وأكد على ضرورة مقاطعة البضائع الأميركية التي تعود نسب كبيرة من أرباحها لدعم الكيان الصهيوني، وتوفير كل الدعم لأهلنا في فلسطين لتمكينهم ومساعدتهم على مواجهة العدو المحتل.

ثمَّ ألقى النائب السَّابق وجيه البعريني كلمة أكَّد  فيها على أن فلسطين أرضنا ملك لنا ومقدساتنا تمثل حياتنا ووجودنا، وسنرجعها بفوهات البنادق وبطولات الرجال الذين نذروا أنفسهم للحق ولا يخافون لأن الحق باقٍ والاحتلال زائل لا محال.

هذا وقد أقر المجتمعون على أن يكون يوم الأربعاء المقبل يوما للقدس، ووجهت الدعوات لكل الفعاليات والمؤسسات التربوية والنقابية للمشاركة الحاشدة وسط بلدة حلبا عند الساعة ١٢ ظهراً.