خاص مجلة "القدس"العدد 343 تشرين الثاني 2017/ حوار: وسام خليفة

تمرُّ القضيّة الفلسطينية بمرحلةٍ تاريخيّةٍ جديدةٍ يرسمُ معالمَها اتّفاق المصالحة بين حركتَي "فتح" و"حماس" لتوحيد الصف الوطني بعد سنوات انقسام أثَّرت على الوضع الفلسطيني العام، إلى جانب الظروف العالمية والإقليمية، لا سيما مع تزايد الحديث عن "صفقة القرن" التي يروّج لها الرئيس الأمريكي وإدارته كحلٍّ للسلام، في حين تشي البنود العديدة المسربة منها بأنَّها تصبُّ بالكامل في صالح (إسرائيل). وللوقوف على تفاصيل هذه الملفات وغيرها، والموقف الفلسطيني منها، أجرت "القدس" هذا الحوار مع عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عبّاس زكي.

هل تمَّ تمكينُ الحكومة في قطاع غزّة حتى الآن؟
حتى هذه اللّحظة لا دليلَ على أنَّ الحكومة قد مارست مهامها، فالترحاب والكلام اللّذان حصلا تمَّا شكلاً، لكن عندما ذهب الوزراء إلى غزّة لم يُمارسوا عملهم فعليًّا بحسب المتَّفق عليه، إذ ظهرت عراقيل في سلطات الأراضي والبيئة والتربية. بالنسبة لنا فنحن نتعامل مع الأمر استنادًا للآليات المتَّفق عليها وَفْقًا لاتفاق القاهرة، وكانت أول خطواته هي حلّ اللّجنة الإدارية وذهاب الحكومة إلى غزّة على أن تبسط نفوذها خلال أسبوع، وبعد أسبوع يلتقي وفدٌ فتحاوي مع وفدٍ حمساوي، وقد تمَّ هذا بنجاح، والتقى الوفدان في القاهرة، ووضعا آليات عمل وقالا إنَّه في 1/12/2017 تكتمل أعمال الحكومة، وفي شهر شباط 2018 يتم الانتهاء من موضوع الموظَّفين، وهو ما تكرَّر التوافق عليه في اجتماع الفصائل في 21/11/2017، ولكن الأمور بقيت على حالها، ولم تُمَكَّن الحكومة حتى اليوم، لذلك أُثيرَت المسألةُ، وكان يجب تطويقها بسرعة، وأن تمارس الحكومة صلاحيّاتها فعليًّا على الأرض، بحيثُ يشعر الوزير أنَّ له كامل الدور والصلاحيّات، لا أن يكون مُنتَقَص الصلاحيّات والدور أو واقعًا تحت رحمة جهةٍ معيّنةٍ، فالسُّلطة ككل غير قادرة على ممارسة جميع صلاحياتها بسبب الاحتلال، فكيف سيصبح الوضع عندما يكون الوزير بنصف نصف الإمكانيّات والصلاحيّات؟! لقد كنا نُجاملُ بعضَنا على حساب هذه القضية المقدَّسة المستهدَفة، والتي تحتاج إلى جهد الجميع الآن لئلّا نبقى منشغلين بقضايانا الداخلية، ولكي نتفرَّغ لمواجهة التّحدي الحقيقي، فالهدف مـمَّا يحدث أن نبقى مُنشغلين بأنفسنا حتى يكتمل تهويد الضفة الغربية وتكون غزّة هدفًا للمدفعية، وفي النهاية نكون نحن الخاسرين وعدونا الرابح، لذا نأمل أن تكون هناك مصداقيّة، وأن تُطبَّق الاتفاقيات والشعارات، لا أن تكون عرضةً للمداهنة والرّياء، فهذا حتى لا نظهر بمظهرٍ غيرِ لائقٍ ونحن نتعرَّض لأبشع وأوسع مؤامرةٍ تستهدف قضيّتنا في هذا الظرف.
كيف تسير الأمور في المعابر بعد أن سلَّمتها "حماس" لحرس الرئيس؟
لم تعمل المعابر بشكل جيِّد، فهي مُغلَقة، ولكن خلال الأيام التي فُتِحَت فيها كان موظَّفونا في الداخل، وأمن "حماس" في الخارج، لأنَّ السلطة لم تكن جاهزةً للأمر بعد، ولا يجوز أيضًا أن تمارس أنتَ مهامك بعيدًا عن سيطرتك الأمنية، بمعنى أن نختمَ مثلاً لشخص، ثُمَّ يقوموا هُم بإعادته من الخارج! وبالتالي لا تزال هناك إشكالية، وكلُّ البدايات دائمًا صعبة، ولكن السؤال المهم: هل نحن جسمٌ واحدٌ؟ وهل نحن جاهزون لنتجانس أم فقط لنتحاصص؟
هل تمَّ تناول موضوع سلاح "حماس"؟
رؤيتنا تقول أنَّه طالما أنَّ الاحتلال موجود فيجب ألّا يُلغى أيُّ  مظهر من مظاهر المقاومة، والسلاح النظيف مرحَّب به ليُستخدَم ضدَّ العدو، ولكن استخدام هذا السلاح يجب ألَّا يخضع لفصيل أو نزوة مجموعة، وإنَّما يتطلَّب قرارًا وطنيًّا، وحين نُجري الانتخابات ونختار قيادات ونُحيي المؤسسات يكون كلُّ شيء بيد القيادة العليا، أمَّا الآن فنحن ما زلنا في حالة انقسام. وهنا لا بدَّ أن أُشير إلى أنَّه في مسألة البحث في موضوع السلاح علنيًّا، وأن نقول بنزعه فكأنَّنا نُدين تاريخنا النضالي. فنحن في حركة "فتح" أسَّسنا مدرسة ثقافة المقاومة، ولولانا لما حملَ أحدٌ السلاح، وبالتالي الحديث عن السلاح يجب أن يكون باحترامٍ وحذرٍ شديدَين، فهذا السلاح رصيدُ احتياط، لأنَّ الظرف لا يسمح باستخدامه الآن لكوننا جزءًا من أُمَّة تركع ومن جيوش تتقاتل ما بينها. وبالتالي، يجب الحفاظ على السلاح وتنميته واحترامه فقط عندما يكون مُفيدًا لنا ومُكلِفًا للعدو. ومن هنا فإنَّ خيار المقاومة الشعبية مطروحٌ، لكن يجب إيجاد تعريف مُحدَّد للمقاومة الشعبية بحيث تنتهي إلى العصيان المدني، وتُستَخدَم فيها كلُّ الوسائل لتعرية (إسرائيل) من ثوبها الديمقراطي وإظهارها على حقيقتها ككيان يمارس "الأبرتهايد"، وعلينا ألّا ننسى أنَّ شعبنا بأطفاله ونسائه صنع المعجزات بالحجارة، وأسقط حاجز الرعب، وفرض على شولز وعلى بوش الأب عقد مؤتمر للسلام، وباتت انتفاضة الحجارة رمزًا يُقلِّده العالم، فشعبنا معطاء وعند الحاجة يصنع المعجزات، وقد قال عنه الرئيس الشهيد ياسر عرفات: (أغبطُ نفسي أن أنتمي لشعبٍ أكبر من قيادته)، لذا علينا الوثوق بشعبنا وأن نكون عامل إسنادٍ له ليشعر العدو الإسرائيلي أنَّه أمام شعب خُلِقَ لأوقات الشِّدَّة.
ماذا قدَّمت السلطة من تسهيلاتٍ لقطاع غزّة منذ إتمام المصالحة؟
لستُ جزءًا من السلطة الفلسطينية، فأنا أُمثِّل حركة "فتح" من موقعي، ولكنَّني اطلعتُ على العديد من الأمور التي أُنجِزت على صعيد الصحة والتعليم وغيرها من المجالات، خلال اجتماعات اللجنة المركزية لحركة "فتح"، وبرأيي فلو قدَّمنا كلَّ شيء لغزّة ستبقى تئنُّ لأنَّها ظُلِمَت عندما ارتُكِبَت جريمة بحقِّها في العام 2007 ووقّع الانقسام، لا سيما أنَّها تعاني مشكلاتٍ جسيمةً بالنسبة للكهرباء والمياه وغيرها، والوضع فيها خطيرٌ، وتغطية احتياجاتها الحالية تفوق قدرتنا وقدرة مناصرينا، لذا نأمل تحسُّن الظروف بقدرة إلهية.
ما رأيكم بما سُمِّيَت "صفقة القرن" وحل القضية الفلسطينية من وجهة نظر ترامب؟
نحن أمام رئيسٍ من طرازٍ جديدٍ في الولايات المتحدة "رجل صفقات" ليست عنده مبادئ سياسيّة، ولا يهتمُّ لأيِّ شيء، وهو مستعد أن يتخلَّى عن أصدقائه من أجل صفقة، واعتقدُ أنَّ اهتمام ترامب بقضيّتنا هو من أجل أن يُسجِّل انتصارًا شخصيًّا على الإدارات السابقة، لأنَّه لا يحظى في بلده باحترام القيادات السياسية وشريحة كبيرة من الشعب الأمريكي، فهناك سبعون مدينة أمريكية تُنظِّم مظاهراتٍ مناهضةً له، وهو يرى التكاتف ضدَّه مُتمثِّلاً بالإدارات السابقة، لأنه يرى نفسه شاذًّا عن القاعدة السياسية الأمريكية المعهودة، لذلك يبحث عن نجاح من خلال قضيّتنا، ليقول لأمريكا والعالم إنَّه استطاع حلَّ أعقد صراع عجزت أمامه الإدارات الأمريكية السابقة ودول عظمى، لذلك كلَّف متابعة ملفنا لغلاة التطرُّف كديفيد فريدمان، وهو مستوطن يهودي صهيوني متطرِّف عاش في مستوطنة بيت ايل شمال رام الله، ومحامٍ جيد عند ترامب في شركته، وقد فرضه كسفير لأمريكا في (إسرائيل) رغمًا عن مؤسسات الدولة والسياسيين في الولايات المتحدة، لأنَّ شعاره القدس عاصمة أبدية لـ(إسرائيل) وحلمه كما ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهناك ثلاثة نواب أمريكيين طرحوا قانونًا لنقل السفارة إلى القدس، لكن تحرُّكاتنا السياسية، والتي تمثَّلت بـ17 نقطة ترفض هذا الاقتراح، حالت دون تحقيقه، ليتراجع ترامب عن مخطَّطه ولكنَّه لم يلغِهِ، وللعلم فإنَّ فريدمان يزاول عمله الآن في القنصلية في القدس، وهذه رسالة أنَّ السفارة سيكون مكانها القدس، فحيث يعمل السفير يقع مقرُّ السفارة! كما أنَّه قال كلامًا خطيرًا ردَّ عليه الرئيس أبو مازن في خطابه الأخير في الأُمَم المتحدة، دون ذكر اسمه، عندما قال إنَّ هناك مَن يقولون أن (إسرائيل) هي احتلال مزعوم، وفريدمان من قال ذلك حيث قال إنَّ الصهاينة عادوا لأرضهم الطبيعية، وفي شهادة حزب الليكود عن ترامب قالوا إنَّ ترامب أضاف لنا ليكودًا أفضل من ليكودنا في التطرُّف والحفاظ على (إسرائيل). وهناك أيضًا نائب ترامب في مؤسّسته، وهو محامي عقارات وصفقات، وكان يجلس معه أثناء حملة الانتخابات الأمريكية، وفي جلسة مع صحفيين سُئلَ ترامب عن رأيه في الضفة الغربية، وكون ترامب لا يعلم عنها شيئًا، فقد أجاب نائبه أنَّ الضفة الغربية جزءٌ لا يتجزّأ من أرض (إسرائيل)، فنشرت الصحافة ذلك، ممَّا سبب امتعاضًا كبيرًا كون التصريح ألغى وجودنا كفلسطينيين، وكلَّ القرارات التي أثبتت أحقيّتنا بوطننا، ورغم تبريرهم الأمر بأنَّه دعاية انتخابية، لكنَّ ذلك كان دليلاً على تضامن ترامب منذ البداية مع (إسرائيل). كذلك علينا ألّا ننسى صهر الرئيس الأمريكي المحامي الذكي جاريد كوشنير وهو متطرّف صهيوني، وعندما جاء مع زوجته إلى (إسرائيل) قال الحمدلله أنَّني جئتُ بزوجتي إلى أرض الميعاد.
وبالتالي هؤلاء من فوَّضهم ترامب في قضيتنا، وفي البداية ظننتُ أنَّ ترامب يريد حلّ القضية بالمجيء بيهود متطرفين ليقنعوا المتطرفين مثلهم بأهمية عمليّة السلام لأنَّه يعلم أنَّ مستقبل (إسرائيل) إلى زوال بفعل المتغيرات في المنطقة، لكنَّني اكتشفتُ أنَّه فوَّض المتطرّفين لصالح العدو، وللقضاء على القضية الفلسطينية، وزيادة توتُّر الأوضاع. لذلك فإنَّ "صفقة القرن" قد تنطلي وتُطبَّق على الجاهل والجبان، وعلى الذين لا يمتلكون عقيدة، أمَّا الفلسطينيين وأحرار الأُمّة العربية فلن ينخدعوا بذلك، وأبو مازن سمع عن "صفقة القرن"، ونقل له بعض العرب ما تتناوله من استمرار الاستيطان وتأجيل موضوع القدس، وهذا يعني مستقبلاً ضائعًا لفلسطين مقابلَ سلامٍ اقتصاديٍّ، لنكون أكباش فداء لمصالح أطراف أخرى. لذلك رفض أبو مازن هذا الخيار لانه لا  يرقى للتطلُّعات الفلسطينية، ولكن هذا هو الحل الجاد حاليًّا المطروح من أمريكا كونها سيد المنطقة، طبعًا كان من الممكن أن يُغيِّر ترامب خطَّتَهُ هذه، ولكن في الوقت ذاته فقمّة السعودية الأخيرة، والتي اجتمع فيها كلُّ العالم الإسلامي والعربي، انتهت دون ذكر اسمِ فلسطين في البيان الختامي ليؤكِّدوا حقنا، فلماذا سيقف ترامب معنا أو يضعنا في اعتباره إذا لم يضعنا الإخوة في العالم العربي والإسلامي في حساباتهم؟! وبعدها زار ترامب الأراضي المحتلَّة وانتقلَ إلى بيت لحم للقاء أبو مازن ليقول له لقد خدعتني يا أبو مازن بناءً على فيديو فبركَهُ الإسرائيليون فحواه أنَّ أبا مازن يُعادي (إسرائيل) ويموِّل أهالي الشهداء والأسرى وهم إرهابيون كما قالوا له في (إسرائيل)، وبهذا أظهرونا بأنَّنا المعتدون على (إسرائيل)، وهم مَن يسعون للسلام! لذا فنحن نتعامل مع رجل متقلِّب المزاج، ويسمع ويقرأ أخبار الشرق الأوسط من خلال العيون الصهيونية المتطرِّفة الخارجة عن المبادئ، ولكنَّ عزاءنا بأن الله كشف جميع الذين يقفون مع أمريكا ضدَّ قضيتنا، ونقول لهم نحن باقون ونحن أصحاب حقٍّ ولن نرضخ لطفل أمريكا المدلل (إسرائيل) كما علَّمنا الرئيس الشهيد ياسر عرفات.
أشارت بعض وسائل الإعلام لوجود سلام قريب محتمَل بين دول عربية و(إسرائيل)، فهل هذا ممكن؟
ما يقوله الإسرائيليون واضح من خلال مسؤولين كبار عندهم، إذ أكَّدَ أكثرُ من مسؤول إسرائيلي وجودَ لقاءاتٍ بينهم وبين مسؤولين ودبلوماسيين عرب، وفي نفس الوقت أعلن نتنياهو أنَّ العرب "مضمونون" عنده، وسفيرهم داني دانون قال إنَّه أجرى اتصالاتٍ مع اثنتي عشرة دولة عربية لا تقيم علاقات مع (إسرائيل). وبرأيي، فقد نجح الإسرائيليون بإخافة العرب من إيران وإقناعهم أنَّهم حليفٌ ضدَّها، وقد قال السفير السابق للولايات المتحدة في (إسرائيل) مارتن إنديك عام 2002 في تصريح مشهور له (لنحوِّل الصراع من فلسطيني إسرائيلي، وصهيوني عربي إلى شيعي وسني)، والآن ما يجري هو تطبيق لذلك، إلى جانب التصريح المشهور لكونداليزا رايس عندما قالت نُريدُ إسلامًا يُناسِبنا أيّ أنَّ الإسلام المعتدِل يستوعب التطرًّف، وهذا لا يُناسبُهم، لذلك جاؤوا بـ"داعش" التي تحميها أمريكا وتنقلها من مكان إلى مكان لتلبيةِ مصالحها.


كيف تنظر لعدم التجديد لـبعثة "م.ت.ف" في أمريكا؟
كان أبو مازن في موقفه من هذا القرار حاسمًا إذ قرّر قطع الاتصالات مع الولايات المتحدة الأمريكية، ورفضَ إعادة فتح مقر المنظمة في أمريكا ما لم تُلغِ الأخيرة جميع القوانين التي سنَّها "الكونجرس"
ضدَّ فلسطين وقضيّتها، وأن يُصبح فتحُ مكتبنا دائمًا لا أن يُجدَّد له كل ستة أشهر، وعمَّم القرار، وطلب إلى اللجنة المركزية لحركة "فتح" اعتماده، وبعد ندم الإدارة الأمريكية على فعلتها حاولت الضغط على الرئيس محمود عبّاس لإعادة فتح المقرِّ، وهناك العديد من الأطراف التي لم يُرضِها قراره لأنَّهم يعيشون على حماية أمريكا لهم، ولكن الرئيس متمسّك بالقرار، خاصّةً أنَّنا الآن مُعترَف بنا دوليًّا، ولنا ديون في رقاب البشر جميعًا. فكل المسيحيين في العالم يتبعون النبي عيسى عليه السلام الذي وُلِدَ في فلسطين، ودعا للسلام والمحبّة، وعاصمتُنا القدس المدينة الأقدس في العالم للديانات السماوية، ومع ذلك نرى العالم يُدير ظهره لنا رغم قوله إنَّه معنا، فلا يعقل أن يكون هناك مليار ونصف مسلم إضافةً إلى جميع أتباع الديانة المسيحية والشرفاء في العالم مع فلسطين كما يقولون، وهي على هذا الوضع السيّء بسبب الاحتلال، ولكنَّ كلَّ مَن أدار ظهره للقدس سيدفع الثمن لأنَّنا أصحابُ الحق والنَّصر لنا.
هل مُورِسَت عليكم ضغوطٌ لقبول أيَّة شروط أمريكية إسرائيلية لإيجاد حلٍّ للقضيّة الفلسطينيّة على حساب الفلسطينيين؟
يجب أن يعلم العالم أنَّنا لا نخضع لأيِّ ضغطٍ، وكلُّ ما يحصل هو محاولاتٌ لطرح أفكار وجس نبضنا، ولكنَّهم يدركون أنَّ الضغط لن يجدي نفعًا معنا، فنحن شعبُ الجبارين، وقد تعرَّضنا تاريخيًّا للكثير من المذابح، وعشنا أصعب الظروف، وأنجزنا الكثير رغم ذلك، وغزَّة التي سَطَرَت فصلاً من البطولة والإنجازات خيرُ مثال على ذلك، وأنا أؤكِّد أنَّنا نرفض قطعًا أيَّ حلٍّ لا يُنصِفُ شعبَنا، ولا أحد يمكنه أو يجرؤ على إرغامنا على القبول بذلك.