ما زالت تفاصيل الحادث الإرهابي وتفجير مسجد الروضة، يلقي بظلاله على الشعب المصري والشعوب العربية ككل، وفي تفاصيل جديدة حول الحادث يرويها إمام المسجد، فقد أكد أنه وقبل انطلاق الأذان الثاني، اختفى خطيب وإمام مسجد الروضة في العريش، عن الأنظار جراء التفجيرات الإرهابية، لأكثر من 7 ساعات، إذ لم يُعثر عليه بين 235 قتيلاً و109 مصابين.

الشيخ محمد عبد الفتاح رزيق، إمام وخطيب مسجد الروضة، ظهر في إحدى الفضائيات، ليروي شهادته حول الحادث الأليم قائلاً: إنه عندما صعد إلى المنبر بعد الأذان الثاني سمع إطلاق النيران، وبعد ذلك حدثت حالة من الهرج والمرج في محاولة من المصلين للهروب من طلقات الرصاص، والبعض قفز من شباك المسجد.

وأكد رزيق، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج (كلام تاني) المذاع على فضائية (دريم) المصرية، مساء الجمعة، أن الإرهابيين قاموا بتفجير المسجد في البداية، وبعد ذلك قاموا بإطلاق النيران على كل المصلين خلال محاولتهم الهروب من داخله.

وأشار إلى أنه الآن في المستشفى يتلقى العلاج، معقباً: "لسه في المستشفى والأطباء بيشخصوا الحالة، وربنا يستر".

وذكرت وسائل إعلام مصرية، أن الشيخ رزيق، الذي يبلغ من العمر 26 عاماً توجه إلى مسجد الروضة لإلقاء الخطبة، رغم وجود تحذيرات سابقة وصلت إليه بضرورة التوقف عن الصلاة في المكان، لكنه لم يكترث.

صدح الأذان الأول، فخطى الخطيب نحو المنبر، وصعد إلى أعلى نقطة، انتظر الأذان الثاني إيذاناً ببدء خُطبته، فيما لم يمهله الإرهابيون وسقط على الأرض تحت زخ الرصاص، وشعر بألم في قدمه ليجدها مصابة بإحدى الشظايا.

يقول أنه لم ينتبه إليه أحد في بداية الأمر، فقد سادت حالة من الهرج داخل المسجد، هروب في كل الاتجاهات، وصوت إطلاق نيران يصم الآذان، ثم نقله الأهالي إلى منزل أحد أصدقائه القريب من المسجد.

 

شهادات أخرى:

عدد من أهالي قرية الروضة التابعة لمركز بئر العبد بشمال سيناء، كشفوا أيضاً عن تفاصيل الحادث الإرهابي الذي استهدف مسجد الروضة، مؤكدين أنه عقب انطلاق الأذان الثاني للصلاة، وقبيل بدء خطيب المسجد في إلقاء الخطبة، سمع المصلون صوت انفجار ضخم، بمحيط المسجد، أعقبه إطلاق رصاص بغزارة من قبل مسلحين اقتحموا المسجد وفتحوا نيرانهم صوب كل من بالمسجد، لمدة استمرت من 10 إلى 20 دقيقة.

وأكد الأهالي أن سبب استهداف المسجد كونه خاصاً بالجماعة الصوفية، الذين تكفرهم التنظيمات الإرهابية، وأن السبب الرئيسي وراء الحادث- بحسب الأهالي- هو تعاون الصوفيين مع رجال الأمن، ورصد تحركات التنظيمات الإرهابية.

وكان تنظيم الدولة استهدف أضرحة الطرق الصوفية عام 2013، إذ فجّر ضريح الشيخ سليم أبو جرير بقرية مزار، وضريح الشيخ حميد بمنطقة المغارة وسط سيناء.

وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2016، أعلن التنظيم ذبح الشيخ سليمان أبو حراز، أكبر مشايخ الطرق الصوفية في سيناء، بدعوى "التكهن وادعاء معرفة الغيب".

وأضاف شهود عيان، أن عبوة ناسفة انفجرت وأثناء خروج المصلين، تبعها إطلاق رصاص من كل جانب، على من حاول الفرار من الانفجار.