يرنو وكأنه خارج الدّجى

يغفو وكأنه خارج الأرق

يستنبتُ الحجارة والحزم من الأكف الصّغيرة

يحبسُ العواصف بين جنبيه

ويتعهدُ أحلام أشبال الانتفاضة بين جفنيه

حتى يردُ الفدائيّون نبعهُ العسير حين الغروب

وتبتسم أرضُ البرتقال الحزين

لصاحب القلبِ المرصع بفلسطين

على مدار العام والنزوح

على ذاك الشّفق هناك

كان يصطادُ الأعاصير

ويوزعها على الخيام و الأيتام

أمنيةً أمنية

يتوسّدُ ظلّه

ساقاهُ نهران

وعيناهُ أسطورتان

ويشرقُ الصّمود من بين أصابعه

وتبتسم أرضُ البرتقال الحزين

لصاحب القلبِ المرصع بفلسطين

تكتبهُ الحكايات

بأنهُّ كان يؤاخي بين الملح والضّحك

ويجرّدُ الطّعنةَ من الوجع

والموت من الاحتضار

ليصفو العيشُ تحت الحصار

وتبتسم أرضُ البرتقال الحزين

لصاحب القلب المرصع بفلسطين

كلّما اقترب الوطن نصراً

تجتاحُ قدميكَ أزقته

ويهاجرُ هو إليك

قطعتَ أدغال القنا

وعبرت مستنقعات الغدر بإباء اليقين

من الغورِ إلى السّاحل

يا صاحب القلب المرصّع بفلسطين

كوفيتك خيمتنا

وعقالك درعنا

ومن زارَ مثواكَ

رأى القدس على قبرك كما أوصيت

وقبّل الشّبل والزّهرة على أسوارها

وتبتسم أرضُ البرتقال الحزين

لصاحب القلب المرصّع بفلسطين

كما نحن ها هنا

في وطننا المتشظي في كل الأقطار

ومضافاتنا مشرعةُ الأبواب

عابقة القهوة في كل بلدٍ محايدٍ أو شقيق

نتوقُ لمائدتك الّتي تلتفُّ حولها كلّ المدائن

فقد اختلس أبناؤك الألدّاء أوّل الفتات وآخر الأخوّة

ونحن كما عهدتنا

نقتاتُ على فيء صخرتك

في تراتيل خطاباتك

وتبتسم أرضُ البرتقال الحزين

لصاحب القلبِ المرصّع بفلسطين


بقلم: أوس أبو عطا