وثيقة للاطلاع// فيما يلي النص الحرفي لورقة المصالحة المصرية الذي وقعت عليها الفصائل الفلسطينية يوم السابع والعشرين من نيسان إبريل 2011 والمعنونة بـ "الرؤية المصرية لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني":

1ـ ركز الحوار الوطني الفلسطيني على معالجة كافة القضايا التي نجمت عن حالة الانقسام الفلسطيني، وذلك من خلال حوار شامل شاركت فيه كافة الفصائل والتنظيمات والقوى المستقلة، حيث تم تشكيل خمس لجان رئيسة (المصالحة الحكومة الأمن الانتخابات المنظمة)، بالإضافة إلى لجنة التوجيه العليا التي تشكلت من الأمناء العامين للتنظيمات أو نوابهم، وقد عملت هذه اللجان بشكل مكثف ومتواصل بمشاركة مصرية فاعلة وناقشت كافة القضايا الرئيسة وتفصيلاتها، ثم تم عقد جلسات حوار ثنائي في القاهرة بين حركتي فتح وحماس اقتضتها الظروف وطبيعة الموقف حينئذ (6 جولات حوار ثنائي بين الفصيلين ) .

 

2ـ تحركت مصر خلال الحوار في إطار مجموعة من المحددات كان أهمها أن مصلحة الشعب الفلسطيني يجب أن تكون الهدف الرئيس لانجاز أي اتفاق، والحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية حتى يكون الجسد الفلسطيني بعيداً عن أية تجاذبات أو مصالح حزبية وتنظيمية، بالإضافة إلى الحرص على عدم المساس بالمكتسبات الفلسطينية التي تحققت طوال السنوات الماضية ولا سيما الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.

 

3ـ تواصل الحوار الفلسطيني بكل الجدية المطلوبة، وبذلت فيه مصر جهودا حثيثة واضعة نصب أعينها أن لا مجال أمام الجميع سوى إنهاء الانقسام، وقامت بدور توفيقي كبير خلال كافة الجلسات، ما أدى إلى التوصل إلى معالجة نهائية ومتوافق عليها للعديد من القضايا التي طرحت، في حين تبقت بعض الخلافات التي نرى أنها تندرج كلها تحت إطار (خلافات قابلة للحل) .

 

4ـ وفي ضوء استمرار هذه الخلافات، وعدم قدرة الأطراف على التوصل إلى حلول لها رغم جلسات الحوار المطولة التي خصصت لهذا الشأن ورغم مطالبة مصر الأطراف أن تُعلي المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، فقد واصلت مصر جهودها من خلال جولات مكوكية بين الطرفين لتذليل العقبات والحفاظ على قوة الدفع التي نجمت عن الحوار، ثم قررت مصر ارتباطا بما سبق طرح رؤية تتضمن حلولا وسطا واقعية وعملية من اجل إنهاء هذه الخلافات، وبما يمهد المجال أمام عقد حوار فلسطيني شامل في القاهرة لتوقيع اتفاق المصالحة.

 

5ـ لا شك أن مصر وهي تطرح هذه الرؤية، فإنها على قناعة أن كافة الأطراف تعاني من سلبيات الانقسام وتسعى إلى إنهائه، كما أن المسؤولية التي تتحملها هذه الأطراف ستجعلها تتعامل مع الرؤية المصرية بالموضوعية الكاملة والموافقة عليها من اجل مصلحة الشعب الفلسطيني.

 

أولاً: القضايا التي تم التوافق عليها

6ـ تم التوصل خلال أعمال اللجان الخمس وجولات الحوار الثنائية إلى الاتفاق على العديد من المبادئ والقضايا لتكون هي الأساس الذي ستبنى عليه وثيقة القاهرة للوفاق والمصالحة، ويمكن تحديد ما تم التوصل إليه في ما يلي:

 

أ لجنة المنظمة:

1- الاتفاق على تطوير وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية وفق أسس يتم التراضي عليها بحيث تضم جميع القوى والفصائل الفلسطينية وفقا لاتفاق القاهرة مارس 2005.

 

2-  ترسيخ مكانة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في أماكن تواجده كافة بما يعزز قدرة المنظمة على القيام بمسؤولياتها.

3- انتخاب مجلس وطني جديد وفق مبدأ التمثيل النسبي الكامل وبقانون يتفق عليه، وبالتوافق في المواقع التي يتعذر فيها إجراء الانتخابات على أن تنتهي انتخابات المجلس الوطني بشكل متزامن مع انتخابات المجلس التشريعي وبما لا يتجاوز (عام من تاريخ توقيع الاتفاق) .

4- الاتفاق على قيام اللجنة المكلفة بتطوير منظمة التحرير حسب إعلان القاهرة 2005 باستكمال تشكيلها كإطار قيادي مؤقت لحين انتخاب المجلس الوطني الجديد (مع التأكيد على صلاحيات اللجنة التنفيذية وسائر مؤسسات المنظمة) .

 

ب لجنة الانتخابات:

1- إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في جميع مناطق السلطة الفلسطينية بما فيها القدس.

2- تحديد آلية الرقابة على الانتخابات وتشكيل محكمة الانتخابات وفقا لأحكام القانون.

3- تحديد موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني بحيث تجرى متزامنة بما لا يتجاوز ( عام من تاريخ توقيع الاتفاق) .

4-  تشكيل اللجنة المركزية للانتخابات.

5- توفير الضمانات اللازمة لإجراء وإنجاح الانتخابات في توقيتاتها.

 

ج لجنة الحكومة:

1- الاتفاق على طبيعة الحكومة الانتقالية الجديدة (حكومة توافق وطني انتقالية مؤقتة تنتهي ولايتها بانتهاء ولاية المجلس التشريعي الحالي وإجراء الانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة ) .

2-  تحديد مهام هذه الحكومة والتي يتمثل أهمها في الآتي:

(أ) متابعة إجراءات إعادة بناء الأجهزة الأمنية.

(ب) الإعداد للانتخابات الرئاسية والتشريعية.

(ج) إعادة اعمار قطاع غزة.

(د) معالجة كافة القضايا الإدارية والمدنية الناجمة عن الانقسام بين الضفة الغربية والقطاع.

في ضوء تحفظ حركة حماس على أن يشمل البرنامج السياسي لتلك الحكومة الالتزام بالتزامات منظمة التحرير وهو ما رفضته حركة فتح والعديد من الفصائل باعتبار أن ذلك سيؤدي إلى استمرار الحصار، فقد تدخلت مصر واقترحت تشكيل لجنة مشتركة في قطاع غزة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه (حظي هذا الاقتراح بقبول من الأطراف وتم التوافق على العديد من البنود المتعلقة بتشكيل اللجنة ومرجعيتها وإطارها القانوني، في حين لا تزال هناك خلافات بالنسبة لمهام هذه اللجنة، وقد أكدت حركة فتح أهمية ألا تؤدي هذه اللجنة إلى استمرار الحصار ) .

 

د لجنة الأمن:

1- الاتفاق على عدد الأجهزة الأمنية (قوات الأمن الوطني قوى الأمن الداخلي المخابرات العامة) وان أي قوة أو قوات أخرى سواء موجودة أو يتم استحداثها تكون ضمن القوى الثلاث.

2-  تحديد تعريف ومهام كل جهاز أمني ومرجعيته.

3- الاتفاق على معايير وأسس إعادة بناء وهيكلة الأجهزة الأمنية.

4- التوافق حول المبادئ العامة لعملية إعادة بناء وهيكلة الأجهزة الأمنية.

5-الاتفاق من حيث المبدأ على تشكيل لجنة لإعادة هيكلة الأجهزة الأمنية تحت إشراف مصري وعربي.

6- وضع آليات المساعدة العربية في بناء المؤسسات الأمنية.

 

هـ لجنة المصالحة:

توافقت لجنة المصالحة تماما على كافة المهام المنوطة بها وذلك من خلال الاتفاق على ما يلي:

1- تشكيل وهيكلية اللجنة الدائمة للمصالحة الداخلية.

2- ميثاق شرف ينص على عدم العودة للاقتتال الداخلي.

3- تحديد آليات ووسائل تنفيذ ما تم الاتفاق عليه.

 

 ثانياً: القضايا الخلافية

 والتي سيتم بحثها نظراً لأن القضايا السابقة لم تعد هي القائمة مثل المعتقلين والأجهزة الأمنية والإشراف على المعابر والموظفين، فالرؤية اختلفت عما كانت عليه عام 2011