خاص مجلة "القدس" العدد 341 أيلول 2017
    تحقيق:  مصطفى أبو حرب

تُعدُّ "جمعية مسار" إحدى المنابر التي يصدحُ منها نداءُ إعطاء الحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني في لبنان، ولا سيما عبر نشاط "تمشاية" الذي تُنفِّذُهُ في المخيّمات الفلسطينية والمناطق اللبنانية، جامعةً شباب لبنان وفلسطين في حوارات وورش عمل، صدر عنها ثلاثة كُتيّبات مُتخصِّصة حول ضرورة إعطاء الحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني.

"تمشاية" أتاحت الفرصة للتلاقي والمصارحة
ينوِّه الشاب الفلسطيني ناصر رميح، من سكان مخيّم البداوي، بأهمية نشاط "تمشاية" الذي تُنظِّمه "جمعية مسار". وحول تجربته الشخصية يقول: "في أول لقاء لنا مع الوفد الشبابي اللبناني، كُنَّا نظنُّ أنَّهم لا يعلمون أيَّ شيء عن مخيّماتنا، لكن بعد الحوار أثناء التجوُّل في شوارع المخيَّم تبيَّن لنا أنَّ هؤلاء الشباب يحملون هَمَّ القضية الفلسطينية، ويشعرون بكلِّ المعاناة التي يمرُّ بها شعبنا الفلسطيني في لبنان، وقد تأثَّر البعض منهم بموضوع حرمان الفلسطيني في لبنان من الحصول على حقوقه الإنسانية، ولا سيما حق العمل، واعتبروا ذلك إجحافًا بحق الشباب الفلسطيني الذي يحمل الشهادات، وبإمكان لبنان أن يستفيد من قدراتهم وإمكانياتهم العِلمية".
ويُضيف: "بعد الجولة في المخيَّم، عقدنا جلسةَ حوار مفتوح، تحدَّثنا خلالها بكلِّ رحابة صدر نحن والشباب اللبناني، واتّسمت الجلسة بالكثير من الصراحة والتفهُّم، وقد أكَّد الشباب أنَّ من حقِّ الفلسطيني أن يعيش حياةً لائقةً، وأنَّه من غير المسموح لأيِّ جهة كانت أن تمنعه من العمل أو التملُّك، خاصّةً أن منعَهُ من العمل هو منعه من العيش، كما قالت مسؤولة الوفد الأخت رانيا، حيثُ أنَّ منع الفلسطيني من التملُّك يجعله منطوياً على ذاته، وغير قادر على بناء أُسرة جديدة، ويحرم اللبناني أيضاً من مبالغ مالية هائلة هي ثمن العقارات التي كان يشتريها الفلسطيني، وكانت رافدًا أساسيًّا لخزينة الدولة اللبنانية بالمال".
ولفتَ رميح إلى أنَّ بعض الشباب حاولوا تبرير السياسة اللبنانية بأنَّ الشعب اللبناني أيضاً غير قادر على العمل، مُضيفًا: "وفي الوقت ذاته، تساءل بعض الشباب عن إمكانية تحوُّل الشباب الفلسطيني إلى التطرّف بسبب عدم القدرة على العمل، وخاصّةً في مخيَّم عين الحلوة".
وعن أهمية هذه اللقاءات، قال رميح: "هذه الجلسات الحوارية والزيارات بين الشباب اللبناني والفلسطيني يجب أن تستمر وتُنَفَّذ على نطاق أوسع، وأن يتم إيصال صوت الشباب الفلسطيني إلى الحكومة اللبنانية عبر هذه اللقاءات، خاصّةً أنَّ الشباب قد شاهدوا بأعينهم أنَّ المخيّمات ليست بؤرًا أمنيّةً كما تحدَّث البعض، وإنَّما هي مكان جميل يسكن فيه ناس طيّبون لا يفكِّرون سوى بالعودة إلى فلسطين، ولا يريدون العبث بأمن واستقرار لبنان".
من جهته، رأى الشاب خليل عليا من مخيَّم البداوي أنَّ "هذه الزيارة لوفد شبابي لبناني يُمثِّل مختلف القوى والأحزاب السياسية اللبنانية إلى مخيَّم البداوي تُعدُّ بادرةً مهمةً وجيّدةً نظَّمتها "جمعية مسار" ضمن ورشات عمل "تمشاية" من أجل تقريب وجهات النظر، وتمتين النقاط الإيجابية التي تجمع بين الشباب الفلسطيني واللبناني وتعزيزها، وتكوين صداقات لتغيير الصورة المشوّهة والنَمَطية التي تَبثّها بعض وسائل الإعلام عن أنَّ المخيمات بؤر إرهابية وملاذ للخارجين عن القانون. فعندما حضر الوفد الشبابي إلى المخيَّم، والتقى بنا، وجد أنَّ شوارع المخيَّم يسودها الهدوء والطمأنينة، وأنَّ الشباب الفلسطيني يضمُّ المثقَّفين، وأصحاب الشهادات العليا، والفنانين، والرياضيين، وأناسًا يرغبون بإيجاد وظيفة يعملون بها ليعيشوا بكرامة إلى حين تحقيق حلم العودة إلى فلسطين، والأهم أنَّنا شعبٌ يحبُّ الحياة ويتقبَّل الآخر".
زيارة المخيمات غيّرت الصورة النمطية المأخوذة عنها
من بيروت، قَدِمت الشابّة اللبنانية ريان البيساوي، لزيارة مخيّم البداوي ضمن ورشات عمل "تمشاية". وبعفوية أعربت عن سرورها لكونها جزءًا من هذا البرنامج، إذ قالت لـ"القدس": "جئتُ إلى مخيَّم البداوي بالتعاون مع سفارة دولة فلسطين، وبالطبع أرغب بشدة أن أتعرَّف على المخيَّم، وعلى وضعه الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والبنية التحتية".
وعن أهميّة الزيارة تقول: "هدف هذه الزيارة هو أن يتعرَّف المجتمعان الفلسطيني واللبناني على بعضهما، وأن نجد الأشياء والنقاط المشتركة بين المجتمعين من جميع النواحي، ونرى حقيقة الشباب الفلسطيني الذي دائمًا يأتي الإعلام على ذكره، ولكن بصورة مغايرة ومختلفة جدًا عمّا هو موجود على أرض الواقع أحيانًا، ولقد وجدنا العديد من النقاط المشتركة، والتي علينا أن نعمل عليها مستقبلاً لبناء علاقة أوضح، ولتحسين جميع الأوضاع بطبيعة الحال".
أمَّا ممثِّلة "جمعية مسار" رانيا سبع أعين، فتقول: "النشاطات التي نُنفِّذها داخل المخيّمات الفلسطينية، هي بالطبع نشاطات مدروسة ومخطَّطٌ لها بشكل دائم، ولدينا برنامج في جمعيتنا بعنوان (حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني في لبنان)، وهو قائم على توفير التلاقي وكسر الحواجز النفسية بين الشباب اللبناني والفلسطيني بشكل دائم، ليتعرَّفوا إلى بعضهم بشكل طبيعي وواقعي، ومن دون أحكام مُسبقة، والهدف الأهم هو التركيز على المساحات المشتركة، لذا نُنظِّم أنشطةً مشتركةً لما فيه مصلحة الشباب في البلد. وقد استغرق التخطيط لهذا المشروع نحو خمس سنوات، وقمنا بزيارة جميع المخيَّمات باستثناء عين الحلوة ونهر البارد، حيثُ لمسنا تجاوبًا من الجميع. بالطبع يوجد تنوُّعٌ لبنانيٌّ حزبيٌّ مُشارِكٍ في المشروع، ولكنَّ قسمًا من اللبنانيين لم يُشارك، وخصوصاً ما يُسمَّى باليمين المسيحي، ومَن شارك، فقد كانت مشاركته بصفته الشخصية لا بِاسم حزبه، فبعض الأحزاب ترفض المشاركة، ولدى البعض آثار الحرب الأهلية لم تندمل".
وبسؤالها حول ما إذا كانت نظرة الشباب اللبناني قد تغيّرت تجاه المخيَّمات، أجابت: "للأسف، رغم أنَّ لبنان بلدٌ صغير، وأنَّ المخيمات الفلسطينية تقع في قلب المناطق اللبنانية، إلّا أنَّ التفاعل بين المجتمعَين ضعيف. فالكثير من اللبنانيين من بيروت مثلاً، كانت هذه أول مرة يدخلون فيها مخيّمات بيروت، والأمر نفسه بالنسبة للبنانيين في طرابلس، الذين كانوا يدخلون مخيَّم البداوي للمرّة الأولى. وبالطبع، كانت لديهم صورة سلبية خاطئة عن المخيمات، هي الصورة التي تنقلها وسائل الإعلام عن كون المخيمات أشبه ببؤر أمنية، ولكنَّهم بعد الزيارة، تأكّدوا أنَّ ما كانوا يسمعونه غير صحيح، وبدؤوا بالتواصل وبناء صداقات أخوية مع الفلسطينيين، وقد سررنا لوجود تجاوب كبير من الطرفين".
من جهته، ينتقد سلطان قصيفي (منتدى الشباب الديمقراطي)، التعاطي مع الفلسطينيين من منطلق طائفي وأمني، وإغفال الجانب الإنساني، ويضيف: "يجب تغيير طريقة التعامل مع الفلسطينيين، ففي النهاية هُم أهلنا وإخوتنا، ولهم حقوق يجب أن يحصلوا عليها، حتى عودتهم، ونحن كحزب ديمقراطي لبناني لا تزال قضية فلسطين في صلب مبادئنا التي تربَّينا عليها".
أمَّا لميا السعد، وهي فلسطينية من مُهجّري سوريا مُقيمة في مخيَّم شاتيلا، فتلفتُ إلى أنَّ
الشباب اللبناني تفاجأ في أول زيارة له للمخيَّمات، للواقع الموجود فيها، وتوضح: "الصورة المطبوعة في مخيِّلة بعض الشباب اللبناني هي أنَّ الفلسطيني داخل المخيّمات يرتدي بزة عسكرية مموَّهة، ويحمل البندقية، ويجلس عند باب المخيَّم. وهنا تكمن أهمية مشروع "تمشاية"، لكسر هذه الصورة النمطية، وإخراج الجميع من طابع الحرب الأهلية الأليمة، وليشاهدوا الحقيقة، بأنَّ هذه الصورة غير موجودة، وأنَّ المخيمات تضمُّ جيلاً شبابيًّا جديدًا".
"تمشاية" عزَّزت العلاقات وسلّطت الضوء على حقوق الفلسطينيين
تُثمِّنُ اللجنة الشعبية الفلسطينية في مخيَّم البداوي زيارة الوفد الشبابي المشترك اللبناني الفلسطيني إلى مخيَّم البداوي وإلى مقر اللجنة الشعبية الفلسطينية للاطلاع على أوضاع المخيَّم وهمومه الاجتماعية والخدماتية. وفي هذا السياق، يوضح أمين سر اللجنة الشعبية في البداوي أبو رامي خطّار، أنَّ اللجنة الشعبية رأت في هذه الزيارة إيجابية الشباب في اندفاعهم الوطني وحرصهم على أن يأخذوا دورهم الطبيعي في بناء مجتمع خالٍ من الظواهر والسلوكيات الخاطئة التي برزت في الآونة الأخيرة بسبب البطالة، وسوء الوضع الاقتصادي بشكلٍ عام.
وقد ثمَّنت اللجنة الشعبية الحوارات والنقاشات التي دارت بين مجموعات الشباب الفلسطيني واللبناني في إطار ورشة العمل التي عُقِدَت في قاعة الشهيد أبو عمار في البداوي، والتي عبَّرت عن حرص الشباب على أخذ دورهم وتحمُّل مسؤولياتهم الوطنية والاجتماعية.
وقد أكَّدت اللجنة الشعبية ضرورة تمثيل الشباب في الأطر والهيئات المحلية وبشكل خاص في اللجان الشعبية الفلسطينية لما يمثِّلونه من حيوية ونشاط وقدرة على العطاء وتحمُّل المسؤولية، بما يساهم في تنمية المجتمع على كلِّ المستويات الاجتماعية والاقتصادية.
وأمِلَت اللجنة الشعبية استمرار عملية التواصل الشبابي، ودورية الزيارات المتبادلة الفلسطينية اللبنانية، منوِّهةً لأهمية البحث المشترك عن الحلول التي تستجيب لحلِّ مشاكل الشباب.
أمَّا مسؤول "المجلس الأعلى للشباب والرياضة" فرع لبنان خالد عبادي، فيوضح أنَّ التعاون ما بين سفارة دولة فلسطين في لبنان و"جمعية مسار" بدأ في العام 2012، وتطوَّر إلى شراكة في العام 2013، لأنَّ خلفيّتها نقية وبعيدة عن حالة الاصطفاف والدعم المالي المشبوه.
ويضيف: "كانت "جمعية مسار"، وما زالت، تتشاور معنا في المشاريع ومصادر التمويل. وفي الوقت الذي كثُرَت فيه الجمعيات غير الحكومية- والتي استفادت من مشاريع ومن سفارات بخصوص الشعب الفلسطيني- كانت جمعية مسار قد حسمت أمرها بالوقوف إلى جانب الحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني، وبقي عملها محصورًا مع سفارة دولة فلسطين ومع المؤسّسات الفلسطينية كمؤسسة شؤون اللاجئين، وجمعية الكشّافة والمرشدات الفلسطينية، بعيدًا عن الفصائل، وقد أصدرت ثلاثة كُتيّبات أعدَّها مُتخصِّصون بهذا الشأن، وأصبحت مرجِعًا بالنسبة لحقوق الشعب الفلسطيني، وذلك بعد ورشات عمل متخصِّصة بالتنسيق والشراكة مع سفارة دولة فلسطين في بيروت، وجهات فلسطينية أخرى. وفي هذا المجال، وُضِع برنامج عمل تحت مسمَّى "تمشاية" في العام 2013، حيث كان له أثر إيجابي جدًا، لأنَّه كان يستهدف الشباب، وخاصّةً شباب الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية، وذلك بهدف تقريب وجهات النظر، وردم الهوّات بين شباب الشعبَين، ونحن استفدنا من هذا الموضوع سياسيًّا، وقد كُنتُ أحرص على المشاركة في جلسات الحوار عندما تكون في الأوساط اللبنانية، وخاصّةً المناطق ذات الأغلبية المسيحية من أجل توضيح بعض المواضيع والإضاءة على أخرى، لأنَّني أعرف كيفية إدارة المواضيع وطريقة تفكير الشباب في تلك المناطق".
وعن أهمية الكُتيّبات التي أصدرتها الجمعية بخصوص حقوق شعبنا يقول عبادي: "لطالما طالبَ شعبنا الفلسطيني بحقوقه، ولكن هناك فرق كبير عندما يعلو صوت لبناني يُطالِب للشعب الفلسطيني بالحقوق الإنسانية من باب إنساني وقانوني، ومن المهم أن يتبنَّى شباب منتمون لأحزاب لبنانية وجهات نظر الشباب الفلسطيني الذي يريد فقط تقديم إمكانيّاته وقدراته العِلمية للبلد المضيف، مقابل العيش بكرامة لحين العودة إلى بلده. و"تمشاية"، يُعدُّ صوتًا لبنانيًّا يخاطب الشباب اللبناني، وقد تغيَّرت أفكار الكثيرين ممَّن شاركوا في هذا البرنامج من الشباب والشابات اللبنانيين، وباتوا جريئين جدًا في إعلاء الصوت بضرورة إعطاء الحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني".
من جانبه، ينوّه أمين سر فصائل م.ت.ف وحركة "فتح" في الشمال أبو جهاد فيّاض بُحسن العلاقة على مستوى الفصائل الفلسطينية فيما بينها، وخاصّةً فصائل "م.ت.ف" وحركة "فتح"، ومع سفارة دولة فلسطين، إلى جانب حُسن العلاقة مع "لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني"، لافتًا إلى أنَّ ذلك ينعكس إيجابيًّا على العلاقة مع الاخوة اللبنانيين في كلِّ المناطق.
وحول تقييمه لزيارة الشباب اللبناني للمخيمات يقول: "برأيي كانت الزيارة إيجابية جدًا، حيثُ جال الشباب اللبناني في المخيَّم، والتقوا مجموعةً من الشباب الفلسطينيين الواعين، وقد تحدَّثنا مع الشباب بشكل واضح وصريح، ولا سيما في قضية حق العمل وحق التملُّك، وكيفية ربط هذه العلاقة اللبنانية الفلسطينية من خلال الشباب الذين هم جيل المستقبل. فنحن نؤمن بأنَّ هؤلاء الشباب سيُوصلون الرسالة للإخوة اللبنانيين وللمجتمع اللبناني، بأن أهالي المخيَّمات، يحبون الحياة على أرض لبنان، ولا يوجد لديهم ما يُقلق أو يزعج الدولة والحكومة اللبنانية، ولكنَّهم شعبٌ حضاري يحبُّ أن يعيش بكرامة، إلّا أنَّه يعاني ظروفًا في منتهى الصعوبة، وفي الوقت ذاته له حقٌّ على الدولة اللبنانية بأن تعطيه جزءًا من حقوقهم، وخاصة الحقوق الإنسانية، ليعيش بكرامة في هذا البلد الذي يستضيفنا منذ نحو 70 عامًا لحين عودتنا إلى وطننا إن شاء الله".
ويتابع: "لقد جاءت هذه الزيارة في وقت تمرُّ فيه المخيّمات الفلسطينية بأوضاع وظروف غير مستقرّة أمنياً للأسف الشديد، وفي الآن عينه، فإنَّ أكثر موضوع يؤرقُنا هو موضوع البطالة ولا سيما بالنسبة لطلابنا الذين تخرّجوا من الجامعات. وهذا عنوان مهم، يتطلَّب التعاون ما بين القيادة الفلسطينية والقيادة اللبنانية، و"لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني"، وكلِّ إخوتنا اللبنانيين، ومن خلال لقاء مع وزير العمل اللبناني، ليتمَّ تشريع الحقّ للفلسطيني في مزاولة جميع المهن، حتى نستطيع أن نستكمل هذه الحياة، ونحن صامدون في مخيّماتنا التي هي عنوان حق العودة، ونُطمئِن كلَّ إخوتنا اللبنانيين أنَّ مخيّماتنا لم ولن تكون خنجرًا في خاصرة الدولة اللبنانية، ولن تكون مأوى للإرهاب أو الفارّين من وجه العدالة اللبنانية، فالمخيَّم هو عنوان لحق العودة، ونحن نرفض التوطين والتهجير، وأعتقدُ أنَّ الأجواء باتت إيجابية جداً بالنسبة للمرحلة القادمة".
ويختم فيّاض حديثه لـ"القدس" بالقول: "نظرًا لما لهذه اللقاءات من فائدة في تقريب وجهات النّظر، برأيي أنَّ المزيد من اللقاءات والحوارات سوف تؤدي بالتأكيد إلى مزيد من النتائج الأفضل، وليطمئنَّ الإخوة اللبنانيون، أنَّنا حتى وإن طالبنا بحقّ العمل، فإنّنا لن نكون بديلاً عن اللبناني، ولكنَّه حقٌّ طبيعي لأنَّ شبابنا هُم من مواليد لبنان، ونؤكِّد أنَّنا سنبقى عامل استقرار لهذا البلد ونساهم في بنائه لحين عودتنا، لذا نناشد الشباب اللبنانيين الذين زاروا المخيَّمات أن ينقلوا هذه الرسالة للمجتمع اللبناني، ولكلِّ المسؤولين اللبنانيين".