كرَّمت حركة "فتح" 75 طالبًا فلسطينيًّا ناجحًا في الشهادات الرسمية للعام 2016-2017 في بعلبك، باحتفالٍ يوم أمس الجمعة 18-8-2017، وذلك بحضور عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" الحاج رفعت شناعة، وعددٍ من ممثِّلي فصائل المقاومة الفلسطينية واللجان الشعبية والأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية، ومدير "الأونروا" في البقاع الأستاذ أحمد موح، ومدراء المدارس وأهالي الطلاب، وحشد جماهيري واسع.

وبعد تقديمٍ من الطالبة براءة جمعة، ألقى الطالب نادر صباح كلمة المكتب الطلابي الحركي، فتوجَّه بالشكر لحركة "فتح" ومكتبها الطلابي، ولمدرسة القسطل، وللجان الشعبية، وللأهالي، لدورهم وجهودهم التي أسهمت في وصول الطلاب إلى هذا النجاح، وأضاف: "ندعو "مؤسسة الرئيس محمود عباس لمساعدة الطلبة الفلسطينيين" لإعادة النظر بوضع الطلبة الناجحين وتخفيض المعدل المطلوب للحصول على المساعدة الجامعية لأنَّنا بحاجة إلى هذه المساعدة لإكمال مسيرة التعليم، فنحن في المخيّمات نعاني ظروفًا قاسيّةً ومأساويّةً، وصندوق الرئيس شكَّل بارقة أملٍ لدينا".

ثُمَّ ألقى الحاج رفعت شناعة كلمةً ممّا جاء فيها: "إنَّها فرحة كبيرة أن نخرِّج هذا العدد من الطلبة الناجحين، ونفتخر بتاريخنا المعاصر مع شعلة ثورتنا في الستينيات والسبعينيات، وهذا أكبر دليل على أنَّ قضيّتنا مركزية وباقية في الضمير الوطني والثوري والإسلامي، وأنَّ سلاح العِلم والإيمان هو الذي يُحرِّك المعركة مع العدو الصهيوني".

وأضاف: "نُبارك لطلابنا الذين هُم على جبهة العِلم، وهي أهم جبهة، فالقادة الذين فجَّروا الثورة كانوا على مستوى عالٍ من الثقافة والعِلم، وما نجاحكم أيُّها الأعزاء إلّا نتيجة اهتمام أهاليكم ومدارسكم بكم، ودور المربين الذين بذلوا جهودًا مميَّزة في هذه المسيرة. أنا أعرف متاعب المعلّمين في الصفوف، والتجربة مليئة بالصعاب، لأنَّ العملية التربوية والتعليمية ليست سهلة"، عارضًا للعديد من التجارب الصعبة وما آلت إليه من نجاح.

وأكَّد أن نجاح طلابنا اليوم هو انتصارٌ على العدو الصهيوني بحجم الانتصار الذي حصل في الأقصى، لافتًا إلى أنَّ حربنا مع العدو تأخذ أشكالاً عدة، والانتصار فيها قد يكون بالبندقية أو المواجهات  أو بسلاح العِلم، وأضاف: "صراعنا مع العدو الإسرائيلي في الأساس هو صراع بالعِلم والمعرفة، ونحن كفصائل فلسطينية مسؤولون عن أمن مخيّماتنا من أجل توفير الأمن والاستقرار لأهلنا فيها للوصول إلى مستويات عالية من الثقافة والعِلم".

وتابع: "نحن جميعًا بحاجة لوقفة أمام الله والوطن والشعب، ولأن نأخذ قرارات تحظى بإجماع وطني حتى لا نخسر الأمان لشعبنا والعيش المشترك مع المجتمع اللبناني الذي يتأثَّر بما يجري في المخيّمات". وطالب بإنهاء الانقسام الفلسطيني، وتوحيد الجهود لمواجهة مخططات الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على الأقصى وهدمه بهدف بناء الهيكل المزعوم، مشيرًا إلى أنَّ معركتنا مع الاحتلال مستمرة ومتواصلة، وتتطلَّب إعداد الأجيال لتكون مستعدة لمواجهة المشاريع الصهيونية.

وعرضَ للأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة القدس والمسجد الأقصى، وأشار إلى أنَّ موقف القيادة الفلسطينية وتوحيد وتلاحم جهودها وتنسيقها مع أبناء شعبنا الفلسطيني أجبر العدو الصهيوني على التراجع عن إجراءاته في الوقت الذي كان يحاول فيه استغلال انشغال الأمة العربية بصراعاتها الداخلية لإكمال هجمته على أرض القدس.

وأسِف لإقدام بعض الدول العربية على تطبيع علاقاتها مع "إسرائيل"، لافتًا إلى أنَّ هذا التطبيع إنمّا يصب في خانة التّخلي عن القضية الفلسطينية وسحب الاعتراف بها، وأضاف: "هذا ما عبَّر عنه الرئيس أبو مازن أمام أهل القدس الذين جاؤوا ليسمعوا الرئيس، حيثُ قال: نحن قرَّرنا قطع العلاقات مع الجانب الإسرائيلي ولن نُعيد العلاقات إلّا إذا عاد الوضع إلى ما كان عليه قبل العام 2000، أي قبل الانتفاضة الثانية، وهذا ما أزعج الكثير من الدول"،  وختم قائلاً: "نحن أقوياء ولسنا ضعفاء لأنَّ المعركة معركة إرادات، وتحرير وطني، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس".

هذا وقد تمَّ تكريم الحاج رفعت شناعة بدرعين تقديريّتَين من قِبَل مسؤول قوات الأمن الوطني الفلسطيني في البقاع أبو رمزي والمكتب الطلابي الحركي في البقاع ممثَّلا بمصطفى عمايري، كما تمَّ تكريم مديرة ثانوية القسطل في بعلبك، وتكريم الطلاب الـ75 الناجحين.

كما تخلَّلت الاحتفالَ وصلتان فنيّتان أدتهما فرقة "حنين للأغنية الفلسطينية"، ومجموعة من الأناشيد الوطنية والأغاني الفلسطينية قدَّمها الفنان محمد آغا يرافقه عمّار جاد على الطبلة ووليد سعد الدين شعرًا وكَوْرَسًا.