ليعلَم الذين في قلوبهم مرضٌ أنَّ البيوت الزجاجية لا تحتمل صخور جبل الحق، وأنَّ من غطَّ في نومٍ مُصطنَع ومارسَ الشعوذة والدجل ونفث الكلام المسموم، أنَّ للشعب بصيرة لا تُخطئ أبدًا، حتى وإن استضعفَهُ واستكبر عليه تُجّار الدين، وتُجّار الحروب وصُنّاع الموت، والمهرجون على المنابر.

يصوّب الدعاة للموت العبثي والمجاني سهام العدائية نحو الحكيم العقلاني الرئيس محمود عبّاس أبو مازن فقط لأنَّ دعوته للحياة، للحرية، للسلام، يُتبِعون الحملة بحملة أشد وأقسى، لكنَّ الهزيمة كانت، وما زالت، القدر الذي قضى به الشعب وأنزله على رؤوسهم.

المشعوذون والدجّالون في مجتمع السياسة، ومعهم حائزون على مسمّى ساسة، يسعون لاغتيال خصومهم بالسلاح، نظرًا لعدم قدرتهم على مواجهة القادة التاريخيين الوطنيين بسلاح العقل.

لن يتَّخذ المؤتمَن على المصالح العُليا للشعب متاريس الحرب سبيلاً، ولا يدفع الشعب إلى مصائر مجهولة كما يفعل تُجّارها ودعاتها، لبلوغ سدّة الزعامة، وكأنّ كرسي الزعامة لا يرتفع إلّا على أكوام الجماجم!

يزاوج قائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية بين العقل الجمعي الفلسطيني وبين رؤاه الخلّاقة، ثُمَّ يذهب إلى كلِّ العقلاء في العالم ليبيِّن لهم الحقوق التاريخية والثابتة للشعب الفلسطيني، وحقَّه في الحرية والاستقلال والسيادة على عاصمة فلسطين الأبدية القدس الشرقية.

يطرح رئيس الشعب الفلسطيني المناضل أبو مازن السلام كثقافة إنسانية، واستراتيجية في العمل السياسي، لإدراكه بعد تجربة أكثر من ستين عامًا أنَّ شعوب الشرق الأوسط التي تعاني الصراعات الدموية لا تحتاج إلى حروب مأساوية دموية مدمرة لتسوية صراعاتها، وإنَّما إلى عدالة تؤسس لحياة آمنة عزيزة، ينعم فيها الفرد بالحرية والسلام والأمن، وتنعم فيها الشعوب بأوطانها بالاستقلال، حيث تزدهر القيم والمعاملات الإنسانية، فيحظى الإبداع بالمساحة الأكبر في سجل الحياة اليومية للفرد والمجتمع، وفي اللحظة نفسها يتم تسجيل تقهقر الظلم والعدوان والإرهاب بكل أشكاله وعلى رأسها الاحتلال والعنصرية والاستيطان والدكتاتورية.

الشخصية الوطنية الفلسطينية التي يجسدها الرئيس أبو مازن حضارية مسالمة لكنَّها عنيدة قوية صلبة ثابتة عندما يتعلّق الأمر بالحقوق. لا يهتم بالخطاب الانفعالي المفتوحة مخارجه على ساحات الموت العبثي، لإيمانه أنَّ حياة وروح الإنسان الفلسطيني أثمن من زجِّها في معارك ميدانية نارية لا يضمن أحدٌ النّصر النهائي في آخر جولة منها.

يصعب على دولة الاحتلال التفوق على عقل وطني فلسطيني، معزَّز بثقافة الحياة والأمل بالمستقبل، وإرادة المؤمن بحقوقه، ومبدع لأساليب إنسانية عصرية لمخاطبة العالم، فالانتصار للحق بالعقل أمضى وأقوى من السلاح، فكلُّ أسلحة العالم لن تضمن لإسرائيل السلام والأمن، فالاحتلال والاستيطان وإرهاب الدولة المنظم يبعد أي دولة عن منظومة الأمم المحبة للسلام كبعد يوم الآخرة عن يومنا هذا.

تخط الأسلحة الدمار والموت في سجلات وميادين المعارك والحروب، لكنها لا تخط في الذاكرة الإنسانية حقوقًا تاريخية وثقافة سلام أبدًا.. حتى وان كانت معظم معاهدات السلام بين الدول قد جاءت بعد حروب وصراعات دامية، وكأنه إقرار من المتحاربين بهول وفظاعة ما فعلت عقليتهم ورغباتهم الشخصية الطاغية، المبحرة نحو الزعامة في بحر الدماء الإنسانية.

يستهدفون حياة الرئيس أبو مازن الشخصية والوطنية ومنهجه وإنجازاته كقائد لحركة التحرر الوطنية الفلسطينية ورئيس الشعب الفلسطيني المنتخب، الذي يتصدى أمام مشروع شرعنة الاحتلال والاستيطان، وتحويل الدين أو الطائفة إلى قومية ودولة.

لا تحتمل الحالة الفلسطينية قراءة انفعالية، شخصانية، فئوية، عصبوية، حزبية، وفصائلية ضيقة لسياسة الرئيس ومنهجه في الحكم، ومن يفعل فإنه يعبر عن خشيته من رقي وسمو شخصية أبو مازن القيادية، ومكانته المحفوظة بالمحبة والاحترام في قلوب وعقول مناضلي حركة التحرر الوطني الفلسطيني والشعب الفلسطيني، فهؤلاء قد أذهلتهم إنجازات قائد الشعب الفلسطيني السياسية واحترام زعماء دول العالم وشعوبها،وقدرته على الثبات على الحقوق.

يعلمُ الجميع زهدَ الرجل في الحكم وبهرجة السلطة، ويلمسون صلابته في اللحظات التاريخية التي تتطلّب قراراتٍ بمستوى عظمة اللحظة وقداسة القضية، يعلمون لكنّهم يكابرون ويستكبرون وينكرون. انظروا الفارق البسيط بين هاتين المفردتين: (الحرب) (الحب)، وبين هاتين أيضًا: السلاح والسلام..إنَّه فارق نظري لكن كم من الإيمان والعمل بإخلاص وصدق وصبر وثبات حتى نحول الحرب إلى حب والسلاح إلى سلام.. لو قرأنا منهج وسلوك وعمل رئيس السلام الرئيس الإنسان محمود عبّاس أبو مازن فبإمكاننا النجاح والفوز وفي يقيني الانتصار أيضًا.