قال المحلل السياسي في صحيفة (هآرتس) العبرية، عاموس هأرئيل، في مقال له اليوم الأربعاء، إن "مؤسسات الجيش الإسرائيلية" تُدرك أنه في حال اندلاع حرب جديدة ستكون دموية وطويلة أكثر من الماضي".
وأوضح هأرئيل، أن إسرائيل تجاهلت عمليات بناء الأنفاق لعدة سنوات في غزة، وأن وحركة حماس ماضية في بناء هذه الأنفاق، مما أشعل لهيب الحرب التي شنتها إسرائيل في العام 2014.
واستدرك: "لكن منذ شهور وتحديداً منذ بدء العمل باستخدام التكنولوجيا الحديثة على طول الحدود مع قطاع غزة بشكل متواصل ومكثف وخلال زيارة منذ ثلاثة شهور لمنطقة الحدود، تُظهر أن عملية بناء حاجز للأنفاق تُكلف ما قيمته 3 مليارات شيكل، أي ما يُقارب 833 دولار مليون دولار في شهر نوفمبر حوالي 1،000 شخص سيعملون في هذا المشروع الكبير، عندما يكتمل بناء الجدار الإسمنتي (العازل) في منتصف 2019 سوف تكون إسرائيل في مأمن من الأنفاق ومن انتهاكات الحدود.
وتابع: "الجدار الخرساني الذي يمتد إلى مئات الأمتار تحت الأرض من المفترض أنه يغلق الأنفاق القديمة، ويمنع بناء أنفاق جديدة، كما أن الجدار سيكون مزوداً بكاميرات حديثة وأجهزة استشعار تجعل من أي عملية تسلل في غاية الصعوبة.
وأكمل: "لم تكترث حماس لعمليات البناء الواضحة على طول الحدود مع قطاع غزة، وقد تباينت ردود الفعل لدى حماس ما بين الصمت من قيادتها وإصدار التهديدات رداً على عمليات البناء".
ونوه إلى أن الجيش الإسرائيلي يُعد نفسه لاحتمال مهاجمة مواقع البناء بالقنابل أو غيرها، حيث يبرر ذلك بقوله: إن المشروع قائم ومستمرون بالعمل تحت بصر المجتمع الدولي.

هل يؤدي بناء الجدار مع قطاع غزة إلى اندلاع الحرب؟
وفي ذات السياق، صرح قائد المنطقة الجنوبية الجنرال آيال زامير للصحفيين بأن الجدار سينتهي العمل به في منتصف شهر أغسطس.
القائد المُكلف الآن بالإعداد للحرب القادمة على غزة هو الجنرال سار تزور قائد القوات البرية، في ذلك الصيف عندما التقينا في شمال قطاع غزة وتحديداً في منطقة بيت حانون، كان هو وقواته يبحثون عن أنفاق المقاومة التي تم حفرها في المنطقة.

وتقول صحيفة (هآرتس): إن حركة حماس مثل حزب الله في لبنان، تُدرك بأن الحرب فيها معاناة وخسارة وهي على استعداد تام لذلك؛ ولكن حتى الآن هذا يكفي وهي على أتم الاستعداد للدخول في جولة جديدة من القتال، ولكن يجب الاعتراف أن إسرائيل ردعت الحركة لحد ما، وفق زعمها.


ليبرمان ووعوده التى لم تتحق:
وأشارت الصحيفة، إلى أنه عندما تولى أفيغدور ليبرمان حقيبة وزارة الجيش الإسرائيلي منذ عام وعد من خلال تهديدات لقيادات حماس ولم يتحقق شيئ من هذة التهديدات وطموحه انحصر في شن حرب على غزة بغية اسقاط حكم حماس، قبل توليه للمنصب كان دائماً يردد هذه التهديدات التى تضاءلت تدرجياً، ولكن نواياه مازالت موجودة وفي حال اندلاع حرب جديدة هو يرغب بالقضاء على حركة حماس.
ونوهت الصحيفة، إلى أنه منذ بداية الصيف والتوتر في أجواء غزة لكن الطرفين لا يريدان الحرب، فالناس لم تنس ما حدث، فالحرب السابقة ولايوجد قرار بشن حرب في الغد، لكن أي خطأ ممكن أن يُصعد الأمور تدريجياً، وفق ما صرح به قائد القوات البرية سار تزور.

سيناريو 2020 بالنسبة لقطاع غزة:
ونوهت الصحيفة، إلى أن الخطر الحقيقي يكمن في الانهيار في البنية التحتية لقطاع غزة، ما يدفع بحماس للرد.
الجدير بالذكر، أن ضباط المخابرات الإسرائيلية قدمو تقاريرهم وتوقعاتهم الكئبية بالنسبة لقطاع غزة بحلول 2020 وتم عرضها على المجلس الوزاري المصغر، منوهة إلى أن المخابرات الاسرائيلية ناقشت مع المجلس مشاكل الصرف الصحي وصعوبة توفير مياه صالحة للشرب والكهرباء والبطالة والفقر في قطاع غزة.
ونوهت إلى أن حدوث انهيار للبنية التحتية بشكل سريع وغير متوقع، سيكون السبب الرئيسي الذي قد يدفع قائد حركة حماس الجديد يحيى السنوار إلى التفكير الجدي بجولة جديدة من القتال مع إسرائيل.
كما نوهت إلى أنه قبل حرب 2014 الأخيرة، كانت الظروف الاقتصادية أقل حدة، وأن حكومة نتنياهو مترددة بالقيام بخطوات إضافية لتحسين الظروف المعيشية، مشيرةً إلى أنه منذ ذلك الحين معدل دخول البضائع قد ازداد لخمس أضعاف وتدخل حوالي 1000 شاحنة يومياً للقطاع عبر معبر كرم أبو سالم، لكن إسرائيل مترددة بالقيام بخطوات أخرى إيجابية، كما أن ليبرمان ونتنياهو يرفضان مشروع إسرائيل كاتس ببناء جزيرة اصطناعية مقابل سواحل غزة.
وتابعت: "الواضح يوجد فجوة هنا مابين رئيس الوزراء ووزير الجيش الإسرائيلي، الذي يحبذ شن عملية عسكرية تكون أكثر حسماً"، لافتاً إلى أن السؤال المطروح الآن هل تدرك حماس أن بقاءها ووجودها مهددان؟ الإجابة: نعم، وفق الصحيفة.
واستطردت: "نتائج أي عملية سوف يكون من الصعب استيعابه على الأقل في إسرائيل، وحتى في الخارج، بالتأكيد جيش الدفاع سيتكبد خسائر وغزة ستدفع الثمن باهضاً جداً، وبعدها نعود إلى نفس المحور: ماذا بعد ذلك؟".