خاص مجلة "القدس" العدد 337 ايار 2017

تحقيق/ عدي غزاوي 

دخلَ الأسرى الفلسطينيون في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي الشهر الثاني من إضرابهم عن الطعام ضمن معركتهم المطلبية الهادفة لاسترداد حقوقهم التي سلبتها سلطات المعتقلات الإسرائيلية منهم على مدى السنوات الماضية. وإسناداً لإضرابهم، أُقيمَت خيام تضامنية في كلِّ محافظات فلسطين يجلسُ فيها يوميًّا المتضامنون معبّرين عن دعمهم للأسرى ورفضهم لسياسات الاحتلال الممارَسة بحقّهم، فيما يرقبُ الأهالي بوجوه متعبة وعيون ذابلة وصدور تغلغل القلق والتوتّر إليها أي خبر عن أبنائهم المضربين عن الطّعام.

ملحمة الانتظار في خيام التضامن

هو مشهدٌ بات يوميًا في أيِّ خيمة تضامنية. قلقٌ وتوترٌ بادٍ على مُحيّا أهالي الأسرى الجالسين في الخيمة معبرين عن وقوفهم بجانب أبنائهم وهو أقصى ما يستطيعون فعله، أن يجلسوا حاملين صُوَر أبنائهم طوال ساعات النهار. فقط عندما تزور خيمةً تضامنيةً تدرك أنَّ معركة الأمعاء الخاوية وإن كانت تدور في المعتقلات، لكن أثرها الأكبر يعود على أهالي الأسرى الذين ينتظرون سماع أي معلومة عن إضراب أبنائهم وصحتهم. جلستُ قليلاً في الخيمة أتأملُ وجوه الأهالي القلقين، وأثناء ذلك التقيتُ الأسير المحرّر يوسف عليان من قرية بدرس قضاء رام الله، وهو أسير تحرّر في 14/5/2017، وكان أحد المضربين عن الطعام مع الأسرى.

وبسؤاله عن أحوال رفاقه من الأسرى قال لمجلة "القدس": "همةُ الأسرى عالية جداً، وتناطح السحاب، لكن أوضاعهم الصحية خطرة، وتدعو للقلق. بلا شك فإنَّ ما يقوم به الأسرى من إضراب هو من أجل كرامتهم، وهذه الخطوة جاءت بعد محاولات عديدة عبر محادثات مع إدارة السجون لاسترجاع الإنجازات السابقة التي كان يمتلكها الأسرى، ولكن بعد وصولهم إلى طريق مسدود اتُخِذَ القرار بالإضراب والمقاومة بالأمعاء الخاوية".

وأضاف: "تتعمَّد إدارة مصلحة المعتقلات مضايقة الأسرى المضربين بشكل خاص، وتمارس عليهم أنواع المضايقات كافةً من أجل كسر عزيمتهم ودفعهم لفك إضرابهم، ومن بينها محاولة الأطباء إقناع الأسرى بأنَّ الإضراب يشكِّل خطراً على حياتهم، ونقل مصلحة المعتقلات المضربين عن الطعام من غرفة إلى غرفة أو من معتقل إلى معتقل، وهذا شيء مرهق لأسير مضرب عن الطعام منذ شهرين. بالطبع فإنَّ أصعب أيام واجهها الأسرى هي الأيام الخمسة الأولى، والتي يصاحبها آلام في المعدة ودوخة، وجفاف ووهن شديد في الجسد، ولكن عزيمة الأسرى جعلتهم يدخلون الشهر الثاني مؤمنين بأهمية وعدالة مطالبهم. ونحن الآن من خيمة الاعتصام نترقّب حلّاً قريبًا في أي لحظة أملاً منا بالله، وفي كل يوم جديد من الإضراب يُصعِّب الاحتلال على نفسه عملية التفاوض فسقف المطالب يزيد ولا ينقص".

اقتربتُ من أمٍّ تحمل صورةً لابنها الأسير وملامح التعب واضحة عليها. عرفتُ أنها أم الأسير ناجي عرار المحكوم بالسجن 18 عامًا مضى منها 10 سنوات، وقد دخل شهره الثاني من الإضراب عن الطعام. سألتها عن حالها ووضع ابنها، فأجابت بصوت هزيل: ماذا أقول؟ ماذا أقول؟ صمتت برهةً، ثُمَّ قالت بصوت غاضب: "أيها العالم قف مع الأسرى.. أيها الزعماء العرب التفتوا إلى إخوانكم الفلسطينيين الأسرى الذين يدافعون عن كرامة أمّةٍ كاملة. اجعلوا رمضان يهل علينا ونحن مطمئنو البال. كيف سنعيش رمضان ونحن قلقون على أبنائنا؟! كأهال ٍللأسرى أصبحت حياتنا صعبة جدًا. لقد غزا الحزن بيوتنا وخُطِفت البسمة من على شفاهنا، فلم يعد بوسعنا الابتسام لأطفالنا".

وأضافت: "أطلب من إخواننا الفلسطينيين في أراضي الـ48 الذهاب إلى المعتقلات الإسرائيلية والاعتصام أمامها، فهم قادرون على بلوغها على العكس منا. فليقوموا بحراك شعبي واسع من الطفل الرضيع وحتى كبار السن. فليساندوا الأسرى الذين ضحوا بحياتهم من أجل الوطن فلسطين. الأسرى أبطال، وعلينا تكريمهم لا نسيانهم، مَن يدافعون عن كرامتهم بأمعائهم الخاوية يستحقون ذلك. نحن لا نريد شهداء ولا جرحى ولا أسرى جدداً، بل نريد أن يعيش أبناؤنا بسلام وكرامة. رسالتنا الحياة لا الموت. نريد من الشباب ملازمة مدارسهم سعيًا لبناء مستقبلهم. وكأم لأسير لا أطلب من أيِّ شاب أن يضحي بحياته، فقد فقدنا العديد من أبنائنا، وعلى القادة أن يتحرَّكوا ويوفِّروا لشباب فلسطين مستقبلا خاليًا من الدماء والقتل والاعتقال".

أمَّا عن ابنها الأسير فقالت: "كلُّ ما أعلمهُ عنه أنَّه كان قبل 14 يومًا في المستشفى، وعندما اتصلتُ بالصليب الأحمر لأطمئنَّ عليه قالوا إنَّه يرفض زيارة الصليب الأحمر له، وأنا لستُ أعلم إن كان يرفض الزيارة أم أنَّه في المستشفى ولا يريدون إخباري".

وتقول أم الأسير ناجي ودموعها قد شارفت على الانهمار، "نحن مُقبِلون على رمضان ولم نستعد للفرح، ابن ابنتي طلب من أمه أضواء رمضان لتزيين باب المنزل، لكنها رفضت قائلةً (خالك بالأسر يمّة كيف أفرح وخالك بالأسر، ومضرب عن الأكل والشرب؟) نحن نحرم أطفالنا السعادة رغماً عنا. أنا لي ابن واحد في الأسر، وأعيش هذا الحزن، فماذا عن أم لها أكثر من ابن أسير؟! وماذا عن التي استشهد لها ابن واثنان وأكثر؟ أملي بالله كبير بأن ينصر أبناءنا على السجّان، وأتمنّى من سيادة الرئيس محمود عبّاس أن يحل قضيّة أبنائنا بأسرع وقت، فهُم أبناؤه أيضاً".

والدة الأسير مؤمن مخلوف: حياتُنا عبارة عن شد أعصاب وانتظار

تعيش والدة الأسير مؤمن مخلوف حالةً من القلق الكبير بسبب عدم ورود أخبار عن ابنها الأسير، حيثُ تقول: "لا أخبار تردني عن ابني من أي جهة. فالصليب الأحمر قلَّما يزور الأسرى، وإن زارهم لا يبلغوننا سوى ببضع كلمات بدون تفاصيل، والمحامي ممنوع من الزيارة، ولا مصدر للأخبار سوى وسائل الإعلام وقيادة الإضراب، لذا نحن في حالة ترقُّب دائمة ليلاً نهاراً. وآخر خبرٍ سمعتُه كان عن أنَّ الأسرى يُنقَلون بالمجموعات إلى المستشفيات الإسرائيلية، ويتقيّؤون دمًا، ولكن ما يطمئننا قليلاً هو هذه الأخبار التي نسمعها من الأسرى الذين خرجوا حديثاً عن معنويات الأسرى العالية".

وتردف: "أنا في هذه الخيمة منذ 38 يومًا، أي منذ بداية الإضراب، ولم أرَ ابني منذ 4 شهور، وطوال كل هذه الفترة لم أذق طعم الراحة ولم أستطع أن آكل وأشرب وأنام بشكل جيّد، فشغلي الشاغل التفكير بمؤمن. ومن هنا، أطلب من الحراك الشعبي أن يكون أكثر فعاليةً، صحيح أنَّ الحراك جيد، لكنَّنا بحاجة لأكثر من جيِّد لإنقاذ حياة الأسرى، والحل بيدنا. أنظر إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لقد قَدِمَ إلى هنا ولم يقم بفعل شيء مع أنَّ الرئيس محمود عبّاس طلب إليه التدخُّل في الموضوع. وهذا ما يؤكِّد أنَّنا نحن الحل.. وليس غيرنا. فترامب ذكر جثامين الجنود القتلى المحتجَزين لدى حماس، ولم يأتِ على ذكر 6500 أسير في معتقلات إسرائيل.. أليسوا بشراً؟! أليس لنا الحق بالاطمئنان عليهم كما أهالي الجنود الإسرائيليين؟!". تصمتُ أم مؤمن قليلاً، وتسرح، ثُمَّ تقول: "أعرف أُمًّا لأسير محكوم بـ4 مؤبدات أصابه مرض في قدمه ما استدعى بترها، ولحنين الأسير لأمِّه طلب أن تُرسَل قدمه المبتورة إليها! هل تتخيّل أن ترى الأم قدم ابنها ولا تراه هو؟! أتعلم مدى الضغط النفسي الذي نعيشه خوفًا على أبنائنا.. خوفًا من أن لا نراهم ثانيةً؟ إنَّ من سيتخاذل مع الأسرى سيكون مكانه مزبلة التاريخ، وثقتي بالأسرى كبيرة، وبعزيمتهم أكبر، وأملي بالله أن يُفرِح قلوبنا ونحن على أبواب شهر رمضان المبارك بحلِّ المأساة التي يعيشها أبناؤنا".

الأبناء يكملون مسيرة الآباء

في الخيمة ترى أجمل صُوَر البطولة والإصرار والتحدي للاحتلال من قِبَل أهالي الأسرى، ومَن يتعرّف على العميد المتقاعد هارون مصطفى غنيم يرى ذلك. فغنيم الذي عاد العام 1994 إلى فلسطين مع عائلته له ابنان في معتقلات الاحتلال هما: علاء المحكوم بمؤبّد و25 عامًا، ومصطفى المحكوم بـ15 عاماً، وكلاهما منخرط في معركة الأمعاء الخاوية. وحول ذلك يقول غنيم: "لقد عشتُ مرحلة الإضراب عن الطعام، وأعرف معنى ذلك وأقدِّر صعوبته، إلّا أنني أعلمُ أيضاً أنه توجد مواقف في الحياة، ولا أقبل أن يكون لأبنائي موقف مغاير عن الجميع. فالمطالب التي يُنادي بها الأسرى هي إنجاز لشباب من قبلهم خاضوا  الإضرابات لنيلها، وقد تمَّت مصادرتها على مدى السنوات السابقة من المعتقلين، وبالتالي الإضراب واجب حتى تعود هذه الإنجازات والحقوق".

ويتابع: "المعنويات- الحمدلله- عالية، ونحن مؤمنون بالله والقضاء والقدر. لقد عشنا تجارب كبيرة في المعتقلات وفي المعارك، وهناك زملاء كثيرون استشهدوا، وآخرون جرحوا، واعتقلوا، وعانوا في الأسر، وكان من الممكن أن أكون مكان أحدهم، لكن الله لم يرد لي الاستشهاد. إذاً هي إرادة الله، وما يحصل الآن هو معركة العض على الأصابع بين الأسرى وإسرائيل، وأنا أؤيّد وسيلة النضال هذه للضغط على الاحتلال مع أنَّها تشكِّل خطرًا على حياة أبنائنا، ولكن تاريخ النضال وتاريخ الثورة زاخرٌ بالشهداء، ونحن في معركة مع هذا العدو وقد وصلنا إلى مرحلة يُفترَض أن يتكثَّف فيها الصراع في المعتقلات، لا أن نُمسك الطبشورة ونعد الأيام على الحائط. أنا أؤيّد حصول هزة للاحتلال داخل معتقلاته كل فترة ليعلم أنَّ الأسير الفلسطيني لا يُروَّض وأنَّه حرٌّ رغم الجدران العالية والزنازين الضيّقة".

ويختم غنيم كلامه قائلاً: "من الطبيعي أن أخاف على أبنائي، فلا يوجد أي إنسان لا يخاف على ابنه، ولكن أبنائي ليسوا أفضل من غيرهم، إنَّ لي زملاء أسرى داخل المعتقلات من قبل أن يولد ابني علاء العام 1985. أنا أتمنَّى الخير والسلامة للجميع، وحتى إذا حصل أي مكروه للأسرى، فهذا عدوك ماذا تتوقّع من عدوك؟ بالنهاية أنا لن أرحمه ولن أطلب منه الرحمة، ويجب أن يفهم هذا الكلام الأسرى وأبنائي وكل الشباب، فهذه حياة شعبنا.. الأبناء يكملون مسيرة الآباء".

دولة: الوضع ينذر بكارثة صحيّة!

للاطلاع على أخبار الأسرى تحدثنا مع عضو اللجنة الإعلامية لإضراب الأسرى عبدالفتاح دولة المتواجد في الخيمة، والذي بدأ حديثه قائلاً: "في الحقيقة شهران من الإضراب هو مدة خطيرة تنذر بحدوث كارثة صحية حقيقية قد تواجه الأسرى في أي لحظة، وتحديدًا الأسرى المرضى. فالموضوع الصحي أخذ جانباً مهمًّا من هذه المعركة، وقد لجأت إدارة مصلحة المعتقلات لمحاولة كسر هذا الإضراب بكل الوسائل والطرق، ولكنَّها فشلت، فحاولت فكَّه عبر كسر إرادة الأسرى المضربين مستخدمةً حالة من الضغط والابتزاز، فالأطباء تحوّلوا إلى سجّانين، والعيادات تحوَّلت إلى أماكن لقمع الأسرى المرضى، ولم تقدِّم أي شكل من أشكال العلاج لهم، وبالتالي تدهور الوضع الصحي لعدد كبير من الأسرى وتحديدًا لمن تأخروا في نقلهم للمستشفيات، مع الإشارة إلى أنَّ هذه هي المرة الأولى التي تُستخدم بها هذه الإجراءات طوال عشرات الإضرابات في تاريخ الحركة الأسيرة. لذا نقول اليوم إنَّ الوضع ينذر بكارثة حقيقية، فقد يتعرَّض أي أسير في أية لحظة لوفاة مفاجئة، وعلى سبيل المثال، قبل ثلاثة أو أربعة أيام تمَّ تدارك وضع الأسير المضرب حافظ قندس في اللحظات الأخيرة، وأجروا له عملية طارئة، ولولا ذلك لاستشهد".

وحول سير الإضراب يقول دولة: "هناك بالطبع حالات خاصة من فك الإضراب تحدث نتيجة ظروف خاصة لكن بشكل عام الإضراب ما زال متماسكاً منذُ اللحظة الأولى، وفي كل يوم ينضم إلى الإضراب 220 أسيراً جديداً، ورغم الوضع الصحي والهجوم الذي تعرَّض له الأسرى حتى هذا اليوم، فهم ما زالوا مصرين على المضي في هذا الإضراب، وقد عبّروا عن ذلك في كثير من الرسائل التي صدرت عن القادة مروان البرغوثي وأحمد سعدات وناصر أبو حميد وعميد الأسرى كريم يونس، وقالوا إمّا أن نحقِّق مطالبنا أو نستشهد دون هذه المطالب. وبرأيي فأي تحرُّكٍ يمكن أن يكون قريباً على صعيد المفاوضات أو لكسر الموقف الإسرائيلي، وقد انكسر الموقف الإسرائيلي في الأيام الأخيرة نتيجة لصمود الإضراب، فالموقف الإسرائيلي على صعيد أركان الحكومة الإسرائيلية كان متطرِّفًا يعني الكل كان يدعو إلى ترك الأسرى للموت وعدم التفاوض، ولكن الأسرى استطاعوا بصمودهم  كسر هذه الحالة من الموقف المتصلِّب لدى حكومة الاحتلال، وصار الموقف اليوم تشكيل لجنة من جهاز الشاباك لمناقشة مطالب الأسرى الفلسطينيين، وبالتالي تمكَّن الأسرى بصمودهم من كسر الموقف الإسرائيلي، وهذا سيقود باعتقادي إلى مفاوضات قريبة حتى اللحظة لم تتحقَّق بشكل جدي ومباشر مع قيادة الأسرى المضربين".

وتابع: "وضع الأسرى لا يحتمل الإشاعات. وهناك نوعان من الإشاعات اليوم. الأول، هي الإشاعات التي نشرها الإعلام الإسرائيلي الذي كان مجنَّدًا ضدَّ الإضراب منذ اللحظة الأولى، وكنا في أسبوع واحد نتلقَّى 3 أو 4 إشاعات من شأنها المس بالإضراب لولا حالة الوعي واستعداد الأسرى لهذا الموضوع. أمَّا الشق الثاني، فيكمن في افتقار بعض الصحفيين للمهنية والمسؤولية، واهتمامهم بنيل سبق صحفي بدون التدقيق في صحة الخبر، وهذا خطأ جسيم، إذ إنَّ الشائعات من شأنها نشر حالة إرباك أولاً على صعيد الإضراب في صفوف الأسرى، وثانيًا على صعيد الفعاليات. فعندما نقول إن هناك شهيداً، ولا يكون هناك شهيد، فهذا يحدث إرباكاً داخل الحركة الأسيرة، وعندما نقول إنَّ هناك مفاوضات وهي فعلياً غير موجودة، فهذا أيضاً يربك الأسرى والمتضامنين، والناس عندها لن تُقبِلَ على الخروج في المسيرات والفعاليات، وهذا ما حصل في اليومين الأخيرين بعد سريان إشاعة عن مفاوضات وحل، وهو ما لم يحدث، وكان الهدف منه إحباط أيّة تحركات ممكن أن تسهم في زخم الفعاليات وإحباط حالة دخول الأسرى الجدد. فعندما سمعت إدارة السجون عن وجود حالات جديدة ستدخل للإضراب أشاعت أنَّ الموضوع قيد الحل حتى تحبط الإضراب، لكن الأسرى كانوا على قدر الوعي المطلوب. ونحن كلجنة إعلامية مهمتنا الحرص على نشر أي خبر، لذلك توجَّهنا لكل وسائل الإعلام بضرورة تحري صحة ودقّة الخبر من اللجنة الإعلامية الرسمية، فنحن لدينا طاقم إعلامي، ولدينا مؤسستان، ولهيئة شؤون الأسرى طواقم للمحامين للتواصل المباشر مع المعتقلات، وبالتالي لا يمكن أن يصدر عنا إلّا الخبر الدقيق، وتستطيع وسائل الإعلام التواصل معنا".

وختم دولة حديثه للـ"القدس"قائلاً: "يجب أن يكون الحراك الشعبي على قدر تضحيات الأسرى المضربين، وأن نتحمَّل المسؤولية كشعب فلسطيني تجاه أسرانا، وألا نصل إلى مرحلة نشعر فيها بالندم إننا كفلسطينيين قصَّرنا بحق أسرانا. لذلك المطلوب اليوم مشاركة جماهيرية فاعلة، ووحدة عمل من قِبَل المؤسسات المدنية والفصائلية والسياسية، بحيثُ تكون الفعاليات التضامنية واحدة موحَّدة، وأن تكون الكلمات واحدة. كذلك المطلوب أن تستنفد مؤسّساتنا كل أوراقها في الضغط على حكومة الاحتلال وإدارة مصلحة المعتقلات التي يجب أن تشعر بوجود ضغط حقيقي شعبي ورسمي وفصائلي عليها ضد هذا الإضراب حتى يدفعها باتجاه المفاوضات الجدية مع الأسرى، وباتجاه الاستجابة لمطالب المضربين، ونحن كفلسطينيين علينا تلبية نداء الواجب والخروج مساندةً لأسرانا قبل فوات الأوان".