وملح وماء .. ماءٌ وملح

لا زيتون ولا قمح

لا رمان ولا خوخ أو تين

ماذا تبقّى لنا كي تسرقوه

لم يعد لنا بيدر قمحٍ كي تحرقوه

سرقتم فصولنا الأربعة

زهرَ الربيع قبل أن نجمعه

ونملأ به سلال العاشقينْ

وخرير الينبوع لم نعد نسمعه

وصرنا في بلادنا شهداء الحنينْ

وأطفأتم جذوةَ الصيفِ المُتّرعة

في براعم زهر البساتينْ

وملأتم رئة الخريف بغبار الزوبعة

وسال سدا دفء السنينْ

وحاولتم أن تقنعوا الشتاء

بأنّ مصرعه

حالة مبدعة

وأنها للنجاة سفينْ

وحتى المُخلّص حاولتم قمعه

هباءٌ افعالك.. هباءٌ كلامكم.. هباء

لن نكون سوى ما نشاء

***************************

نحن أبناء الشقاء...العناء

هذا البؤس صنيعتكم

وهو نتاج نذالة الأشقاء

تركونا وحدنا على مائدة اللئامْ

وفي كل منفى نصبوا لنا الخيامْ

كم نحن وحدنا

لا قبلنا ولا بعدنا

وكم نحاول جهدنا

أن نُحسن القيام ْ

في دول المماليك النيامْ

ورأينا وسمعنا خلف الكواليسْ

كيف تعانق الشيطان وإبليسْ

سيّدٌ .. سادةٌ .. سادات

لهم الغنائم وميراث الأيتامْ

سلامٌ عاهرٌ ليس فيه سلامْ

لهم كلّ شيءٍ ولنا الفُتات

وأن قلنا لا.. لنا الممات

فلا تحلموا بموتنا

ولن تنطفي جذوة صوتنا

نحن في الحياةِ ألفٌ وباء

***************************

كل ما تفعلوه بنا هباءٌ في هباء

ستذرّيه الرياح في العراء

وأي غربالٍ سيحجب نور القمرْ

وهل ثقوبه تقوى على لهب الشمسِ

حدّقوا جيّداً حدّقوا

كلّ شيءٍ هنا سيشرقُ

حتّى الحصى والحجرْ.

هنا رطن النور والنارْ

وله بصمة في العلا

في كل أفقٍ ومدارْ

هو في الخليقة كان أوّلا

ذهب الروم ذهب الفُرسْ

والقدسُ بقيتْ هي القدسْ

لا مماليك ولا أباطرة

تخلّفوا عن الرحيل في القاطرة

وبقيت بيت لحمٍ والناصرة

وتولٰى الفراعنة خائبين

ولم يتبق أثرّ من القياصرة

كلهم ذهبوا تُركٌ وأغريقْ

هكسوس وصقالبة

والطريق بقيت هي الطريقْ

وهنا يفوح أثر المسيحْ

في كلّ ذرة ريحْ

وثمة من في الأعالي يصحْ:

سلام ٌ على وطن تعمّد بالدماء

وظلّ كما أنجبتهُ السماء