بيان صادر عن قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان

يا أبناء حركة "فتح" الرائدة والمؤسِّسة لأعظم ثورة فلسطينية معاصرة

إنَّ الجهد الفلسطيني المشترك والذي تبلور من خلال الاجتماعات بين مختلف القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية، والذي أسفر عن اتفاق واضح ومُلزِم للجميع حول الحالة الشاذة التي شكَّلها المدعو بلال بدر من خلال سلوكه الإجرامي، وإصراره على تعطيل كافة الاتفاقات التي اعتمدتها قيادة الفصائل، وقيامه بإطلاق النار على القوة المشتركة مما أدى إلى سقوط شهيد وعدد من الجرحى، وبالتالي تفجير الوضع الأمني في المخيَّم، والقيام بتحدي كافة الفصائل والقيادات.

وبناء على ما تقدَّم أخذت القيادة الفلسطينية قرارها الجماعي والقاضي بالإجراءات التالية الحاسمة، وهي:

1 – تفكيك حالة بلال بدر وإنهائها بشكل كامل لأنها أصبحت تشكل خطراً على الأمن الاجتماعي الفلسطيني.

2 – انتشار القوة المشتركة في حي الطيرة، وتتموضع في المواقع التي تجدها مناسبة لحفظ الأمن وضبط الوضع الداخلي، ومطاردة المدعو بلال بدر ومجموعته.

3 – لا بد من تنفيذ قرار القيادة الفلسطينية، وهو قرار شمولي وطني إسلامي باعتبار بلال بدر مطلوباً هو ومن معه، لأنه ارتكب جريمة بحق الكل الفلسطيني.

ونحن نشير إلى أن إعطاء بعض المهل لأطراف تريد التدخل والوساطة لم يكن نابعاً من ضعف أو تردد، ولكن حرصاً على المخيم وأهله، وحرصاً على العمل المشترك. حركة "فتح" حافظت على التماسك الفلسطيني الداخلي. لإيمانها بأهمية العمل المشترك، ولان العبء كبير، والحمل ثقيل، ولا بد من إشراك الجميع لتحقيق الأهداف.

كما نشير إلى الدور الإيجابي الذي أدَّته قيادة الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية من أجل تحقيق الأهداف التي اعتمدتها قيادة الفصائل مجتمعة، وهذا ما شكل دعامة أمنية وسياسية، وتعزيز العلاقات اللبنانية الفلسطينية، والانتصار لأمن المخيم ضد الحالات الإرهابية التي تمارس الجريمة.

إنَّ القوة المشتركة مدعومة من قيادة الأمن الوطني الفلسطيني أقدمت على تنفيذ القرارات التي تم اعتمادها، ودخلت حي الطيرة، واستطلعت ما فيه، وسيطرت على المناطق المجاورة للحي، والمتداخلة معه، والمسيطرة على المنافذ، وكان لابد من دراسة كافة تفاصيل زواريب، وطرقات الحي، ودراسة المستجدات التي حدثت خاصة أنه سقط بعض الشهداء عليهم رحمة الله. وهذا ما استدعى تعزيز بعض المواقع، ودراسة بعض التفاصيل السياسية والأمنية والميدانية مع قيادة الفصائل من أجل ضبط الأداء الفلسطيني في تنفيذ مهمة دقيقة داخل أحياء المخيم، واشتراك الجميع في معالجة هذه التطورات، وأن يأخذ كل طرف دوره لإنجاح المهمة. وهذه الخطوة لم تكن تراجعاً عن تنفيذ القرار، وإنما تعزيز الجهد المطلوب داخلياً.

وهنا تجب الإشارة إلى أنه لم يحصل أي تراجع إطلاقاً عن تنفيذ القرار، ومراجعة الخطوات والحسابات خطوة إيجابية، ولا بد منها من أجل تدارك الموقف وسد الثغرات ومعالجتها.

إنَّ حركة "فتح" كعمود فقري للقيادة الفلسطينية ملتزمة بتنفيذ القرارات لأنَّها تصب في مصلحة شعبنا ومخيمنا وأمننا الوطني، وهي تعرف كيف تخوض معركتها الأمنية والعسكرية مع الفصائل الفلسطينية، وما يجب أن يفهمه الآخرون المشكِّكون هو أنه لا تراجع عن تحقيق الأهداف الموضوعة التي أشرنا إليها في المقدمة، لأن تنفيذها جزء لا يتجزأ من كرامتنا الوطنية، ومن انتمائنا لشعبنا ولشهدائنا. وعلى هذه الأرضية نحن أشرنا إلى أنه لا يوجد شيء اسمه وقف إطلاق نار مع هذه المجموعة الإرهابية التي تحدَّت الفصائل الفلسطينية برمتها. والمهمة المتَّفق عليها مع الجميع هي مواصلة العمل وبكل السبل العسكرية والأمنية والسياسية لتفكيك هذه الحالة، واعتقال مسؤولها وعناصرها، وتسليمهم للعدالة اللبنانية تمهيدًا لإعادة المخيّم إلى الاستقرار الأمني والاجتماعي.

واليوم الأربعاء وبقرار من القيادة السياسية، وتنفيذ بواسطة القوة المشتركة التي تضم عناصر من مختلف الفصائل، نجحت هذه القوة في الدخول إلى حي الطيرة، واستكشفت ما في داخله، وتموضعت على مداخله ن وعلى الشارع الفوقاني بجهد جماعي، ودون أية عراقيل، والمطلوب الآن تعزيز هذه المواقع بكل ما يلزم حتى تقوم بدورها، وبنجاح هذه الخطوة رسالة واضحة للجميع بأنَّ قيادة الفصائل الوطنية والإسلامية هي صاحبة القرار في إدارة الشان الفلسطيني الداخلي في المخيمات على كافة الأصعدة، والعمل متواصل على تنفيذ باقي الخطوات المتفق عليها.

وأخيراً لابد من كلمة صادقة نوجِّهها إلى الكثير من أعضاء الحركة، ومن العاملين والمهتمين بشبكات التواصل الاجتماعي، وخاصة مجموعات "الواتساب"، ونقول إنَّ ما تمَّت كتابته وتوزيعه من تعليقات ومداخلات، وآراء جزء كبير منه لم يكن صحيحاً، ولم يأتِ في صالح العمل الوطني، ولا في صالح حركة "فتح" ولم يكن هادفاً للبناء وإنَّما للهدم، ولأن معظمه شكَّل سهاماً حاقدةً ضد فلان أو فلان من القيادات، وجرى توزيع الاتهامات، والانتقاص من الكرامات، والتخوين بدون  أية محاذير. والكثيرون اعتمدوا على معلومات غير دقيقة، وغير صادقة ليسلخوا جلد فلان أو فلان، ولتسميم العلاقات الداخلية، وإدخالنا في صراعات نحن لسنا بحاجة إليها، وللأسف فإن الضغائن الشخصية لعبت دوراً  سلبياً. نحن  نتفهَّم أن يجلس الكادر أو العضو مع مسؤوله ليسأل وليستمع للإجابة. قد يكون البعض تعاطى بانفعال، وبنى معلوماته على إشاعات مغرضة، وانساق مع التيار، لكن في الحصيلة الكثيرون جعلوا من حركة "فتح" الرائدة والعملاقة هدفاً للرجمِ والطعن والإساءة من خلال استباحة المحرَّمات والكرامات، والعلاقات.

نحن في حركة "فتح" لا نخشى من النقد الإيجابي والموضوعي، ونحن نخطئ ونصيب، ولكننا نخشى الجهل في التعاطي، والتضليل في المعلومات، وجرح الكرامات.

ونحن ندعو أصحاب المواقع الإلكترونية والمشرفين على مجموعات التواصل أن يتحمَّلوا مسؤولياتهم بأمانة، وأن لا يفتحوا أبواب مواقعهم للحاقدين والعشوائيين ليصبوا أحقادهم في نار الفتنة.

علينا أن لا ننسى أنَّ شبكات التواصل على اختلافها هي كالسكين تماماً يمكن استخدامها في القتل وارتكاب الجرائم، ويمكن استخدامها في المطبخ. والمفارقات هنا خطيرة. على الجميع أن يعيد حساباته، وأن يُحكِّم ضميره، وأن يحفظ الأمانة، وأن يحرص على "فتح" لأنها حركة الشعب الفلسطيني.

وإنَّها لثورة حتى النصر

حركة "فتح" – إقليم لبنان

2017/4/12