خاص- مجلة القدس- العدد 334 شباط 2017
تحقيق:  ولاء رشيد


ضمنَ سلسلةٍ متلاحقة تواصلُ إدارة مستشفى الهمشري إجراءَ التحديثات وتحسين جميع خِدماتها الطبيّة وصولاً حتى الخِدمات الفندقيّة. فمن تحديثٍ في المعدّات وتدريبٍ وتأهيلٍ للطواقم الطبية وحتى إجراء تحسيناتٍ على الأقسام نفسها، لا توفِّر إدارة الهمشري فرصةً لتطوِّر من خِدماتها في إطار توفير الرعاية الصحيّة ذات الجودة الأعلى للمرضى.


تحديثُ أقسام الطوارئ والعمليات والجراحة
لطالما كانت مستشفيات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في لبنان، ولا سيما مستشفى الهمشري في صيدا، في طليعة المؤسسات التي تُقدِّم الخدمة لشعبنا الفلسطيني اللاجئ في المخيَّمات. ويُعدُّ مستشفى الهمشري الوجهة الطبية الأولى التي يقصدها الفلسطينيون في لبنان نظراً لما يوفّره من خدمات طبية ورعاية صحية ترقى لأعلى المستويات. واستشعاراً بالمسؤولية الملقاة على عاتقها، حرصت إدارة مستشفى الهمشري على تحديث تجهيزاتها ومعدّاتها الطبية وتطوير خِدماتها وتأهيل وتدريب طاقمها الطبي بشكل دائم وفقاً لحاجات المرضى وأفضل معايير الجودة الخاصّة بالخدمات الطبية والفندقية، ضمن خطة عمل بدأت منذُ نحو 5 سنوات ولا تزال مستمرةً حتى اليوم، بالتنسيق مع المدير العام لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني د.يونس الخطيب ومدير الجمعية في لبنان د.صلاح الأحمد، وتشمل تطوير مبنى المستشفى والتطوير العِلمي داخل المستشفى بما فيه إحضار معدات طبية حديثة وتجهيز المستشفى بالخِدمات الطبية غير المتوفّرة سابقاً، بحسب ما أوضح مدير مستشفى الهمشري د.رياض أبو العينين لمجلّة "القدس".
وكان المستشفى قد شهدَ مؤخَّراً تحديث عددٍ من الأقسام وتطوير بعض الخدمات الطبية، وفي هذا الصدد يقول د.أبو العينين: "في الأشهر الأخيرة قمنا بتحديث ثلاثة أقسام في المستشفى هي: العمليات والجراحة والطوارئ، بما يتناسب مع معايير الجودة العالمية للمستشفيات. ففي قسم العمليات، جهَّزنا الأرضية بمادة الفينيل الطبي الذي يحتوي مواد مطهّرة تبيد الجراثيم، وطلينا الجدران بمواد طبيّة عازلة، إضافةً لإحضار جهاز تخدير "بنج" لإحدى غرف العمليات، وتحضير طاولتين جراحيَّتَين للعمليات داخل القسم، بالتوازي مع قدوم وفد طبي نرويجي درَّب طاقمنا الطبي على العمليات الجراحية بالمنظار، ضمن خطة لمدة عامين، ونحن الآن في المرحلة الأخيرة من تدريب طاقمنا لإجراء مثل هذه العمليات، واليوم معظم العمليات التي تُجرَى في الهمشري، كعمليات المرارة، والزائدة الدودية، والعمليات النسائية، وغيرها، تُجرَى بالمنظار. وبالنسبة لقسم الجراحة، فقد جهَّزنا الغرف لتتناسب مع تقديم خدمات فندقية أفضل للمريض، ويمكنَّنا القول أنَّ الخدمة المقدّمة درجة أولى، وقد لمسنا رضى المرضى عن الخدمات المقدَّمة عبر المقابلات الدورية التي نجريها معهم حول تقييمهم للخدمات ولا سيما مؤخَّراً، إذ أعرب معظمهم عن أنَّهم يُفضِّلون الدخول لقسم الجراحة في الهمشري لرضاهم وارتياحهم للخِدمات الطبية والفندقية التي تقدّمها المستشفى. أمَّا قسم الطوارئ، والذي يدخله شهرياً ما بين 2500 و3000 حالة، فتمَّ أيضاً تجهيزه بأرضية وطلي جدرانه بما يتناسب مع معايير الجودة العالمية للخِدمات، وبرأيي بات هذا القسم ينافس أقسام الطوارئ في أكبر المستشفيات بما يقدِّمه من خدمات ويوفّره من معدّات حديثة قادرة على التجاوب مع أي حالة مرَضية تصل للقسم، ونحن نعاني منذ شهرين من عدم وجود أَسِرَّة فارغة في القسم مما يستدعي وضعَ بعض الأسِرَّة في بعض الغرف نظراً لعدد المرضى الكبير الذين يدخلون القسم".
ويضيف: "كذلك قُمنا بتطوير قسم الخدج (حديثي الولادة) بتوفير خدمة التنفُّس الاصطناعي للأطفال وحديثي الولادة في قسم العناية المركزة للأطفال، وتعاقدنا مع الأونروا مع بداية الشهر حيث أنَّ الخدمة لم تكن متوفِّرة في السابق، وقد باشرنا العمل في هذا القسم واستقبلنا حالتَين إلى الآن، مع الإشارة إلى أنَّ هذه الخدمة متوفّرة فقط في مستشفى الهمشري على صعيد مستشفيات الهلال الأحمر، ويمكننا استقبال حالتَين في نفس الوقت على جهاز التنفُّس الاصطناعي".
ويتابع: "خطة التطوير لا تزال مستمرة، وقد بدأنا بتحديث قسم الباطني وعند انتهائنا منه نكون قد حدَّثنا الأقسام كافةً خلال فترة ثلاث سنوات، وهذا ضمن خطة مستقبلية للتطوير العمراني داخل المستشفى، وهناك خطّة أيضاً قيد الدراسة لفتح قسم لتمييل القلب داخل المستشفى خلال سنة، وقد تواصلنا مع سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور حول إمكانية أن تقوم منظمة التحرير الفلسطينية برعاية وافتتاح القسم وقُوبِل طلبنا بتجاوب إيجابي".
ويوضح د.أبو العينين أنَّ هذه التطويرات والتحديثات يتكفَّل بها مستشفى الهمشري معتمِداً على إنتاجه الذاتي، فيما يحصل على بعض المعدّات من الهلال الأحمر مركزياً عبر التبرعات التي تصل الجمعية.
قسم غسيل الكلى والجدل حول تصريحات وزير الصحة اللبناني
أثارت تصريحات وزير الصحة اللبناني غسّان حاصباني منذُ نحو شهر حول توقُّف وزارة الصحة اللبنانية عن تغطية عملية غسيل الكلى للفلسطينيين جدلاً ولغطاً كبيراً، إذ يقول د.أبو العينين: "تتكفّل جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بعملية غسيل الكلى للمرضى الفلسطينيين في لبنان لا وزارة الصحة اللبنانية، وهناك استثناء واحد هو منطقة الشمال، ذلك أنَّ الأونروا كانت في السابق متعهّدةً بغسيل الكلى لمرضى الشمال نتيجة حالة الطوارئ التي كانت موجودة هناك وكجزء من خطة الطوارئ. ولكن مع مطلع العام 2016 ومن ضمن تقليصات الأونروا في الخدمات المقدمة للاجئين الفلسطينيين، أوقفت تغطية عملية غسيل الكلى لمرضى الشمال، فحدثت ضجّة على مستوى الشارع الفلسطيني ما استدعى رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مشكورًا للتكفُّل بالأمر والإيعاز لوزارة الصحة بإجراء غسيل الكلى للمرضى بمنطقة الشمال فقط مجاناً. ولكن وبفضل الله افتُتِح منذ بضعة أيام قسم لغسيل الكلى تابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في البداوي، وأُجريَت عمليات غسيل لثلاثة مرضى بشكل تجريبي، وبدأ القسم فعلياً بالعمل، فأصبحت عملية غسيل الكلى في منطقة الشمال من مسؤولية الهلال الأحمر الفلسطيني، ونحن بالأصل نجري عملية غسيل الكلى في الهمشري للاجئين في صيدا وصور وبيروت، وكانت المشكلة في الشمال، وقد حُلَّت الآن بافتتاح القسم، ونأمل إن شاء الله أن تصبح هناك مراكز لغسيل الكلى في المناطق كافةً لنوفِّر مشقة التنقُّل على المرضى. من جهة أخرى ندعو رجال الأعمال الفلسطينيين والخيِّرين لتقديم المساعدة لهؤلاء المرضى نظراً لحاجتهم لإبرة "ايبيوتين" بعد كل جلسة، لا تستطيع الجمعية تغطية كلفتها، إذ تتراوح تكلفة الإبرة الواحدة ما بين 35,000 إلى 40,000 ل.ل، ومعظم المرضى بحاجة 12 إلى 13 جلسة غسيل شهريًا، مما يشكِّل عبئاً ماليّاً كبيراً عليهم يبلغ نحو 500,000 ل.ل شهرياً".
ويختم د.رياض أبو العينين حديثه قائلاً: "جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني هي مؤسّسة من مؤسسات
"م.ت.ف"، وهي لجميع أبناء شعبنا الفلسطيني في أماكن وجوده كافةً، ونحن نُقدِّم الخدمة لشعبنا بكل تفانٍ ومحبّة وسرور، وندعو أبناء شعبنا للالتفاف حول الجمعية ودعمها بشكل مباشر لأنَّها المؤسَّسة الصحية شبه الوحيدة المعنية بصحة اللاجئ الفلسطيني في الشتات".