• المستقبل: أجرى محادثات مع بري والحريري والتقى الجميل وسليمان وأرسلان و«التقدمي» و«الطاشناق»

عباس: لبنان أساس النضال من أجل قضية فلسطين

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن «لبنان حصن الديموقراطية في العالم، والعنوان الاساس في النضال من أجل قضية فلسطين»، معتبراً أن «الديموقراطية اللبنانية، هي رمز الديموقراطية في العالم العربي».

لليوم الثاني على التوالي، واصل الرئيس الفلسطيني لقاءاته مع كبار المسؤولين، فزار رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي استقبله عند مدخل عين التينة، وعزفت موسيقى قوى الامن الداخلي النشيدين الفلسطيني واللبناني، ثم عرضا ثلة من شرطة المجلس النيابي.

وعقدا خلوة عرضا فيها للاوضاع العربية والقضية الفلسطينية والعلاقات اللبنانية - الفلسطينية والجهود المبذولة من أجل توحيد الفلسطينيين، اضافة الى الاوضاع الفلسطينية في لبنان.

وبعد الخلوة، قال بري مرحباً بالرئيس الفلسطيني: «من دواعي سروري أن نستقبل فخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين في هذا اليوم في بيروت، بيروت المدينة والعاصمة التي قاومت الجلاد الاسرائيلي 73 يوماً تحت الحصار عام 1982. وهذه الزيارة تأتي في الوقت المناسب وفي وقت مدروس قبيل القمة العربية التي ستنعقد في الاردن أو الاتحاد البرلماني العربي الذي سيعقد مؤتمره في المغرب، كي يكون التنسيق دائماً وقائماً، ولكن على الموضوع الاساسي، وكما قلت في طهران أكرر، يجب أن يكون الموضوع الاوحد موضوع فلسطين الذي يجمعنا، لأن كل موضوع آخر يفرق. هذا الامر أكثر من ضروري، ونأمل أيضاً بالنسبة الى الاجتماع الذي عقد في الشهر الماضي للجنة التنفيذية حول الوحدة الفلسطينية أن يأخذ مداه من الدرس أكثر فأكثر، توصلاً الى نتائج نراها ان شاء الله تجمع للوحدة، لأن في هذه الوحدة تشجيعاً كبيراً لوحدة العرب والمسلمين حول فلسطين».

أما عباس فقال: «أنا سعيد جدا بأن أكون هنا في لبنان، هذا البلد العزيز على قلوبنا جميعاً، البلد المناضل المجاهد، عنوان النضال والحضارة والثقافة، البلد الذي تحمل الكثير الكثير وضحى الكثير الكثير من أجل القضية الفلسطينية، البلد الذي لا يمكن أن ينساه الشعب الفلسطيني أبداً على مدى العقود كلها، ولا يزال هذا البلد منارة من أجل الدفاع عن قضية فلسطين. لذا، عندما نكون هنا، نكون بين أهلنا واخواننا لنقول لهم أنتم العنوان الاساسي في النضال من أجل قضية فلسطين، لذلك لا بد أن نكون بينكم لنتشاور ونتحاور ونتبادل الرأي في ما هو مستقبلنا. هناك أمور دولية كثيرة، وهناك ادارة اميركية جديدة، وانتخابات مختلفة في دول أوروبا، وهناك القمة العربية، واجتماعات برلمانية، والوحدة الوطنية الفلسطينية التي احتضن لبنان أحد اجتماعاتها من أجل السير قدماً في هذه الوحدة. كل هذه القضايا هي عنوان لقاءاتنا وأحاديثنا هنا، بالامس مع فخامة الرئيس واليوم (امس) مع دولة رئيس مجلس النواب الحصن الحصين للديموقراطية اللبنانية، والتي هي رمز الديموقراطية في العالم العربي».

أضاف: «أنا سعيد جداً أن أكون هنا وأن نتبادل الحديث مع دولة الرئيس بري، والليلة سنتحدث ايضاً مع دولة رئيس الوزراء، كما التقيت عدداً كبيراً من الشخصيات السامية اللبنانية، وجميعهم كانوا يناقشوننا ونتحدث معهم في القضية الفلسطينية لأنهم يشعرون ويعرفون، وهم على يقين بأن قضية فلسطين هي قضية العرب الاولى».

بعد ذلك، عقد بري وعباس اجتماعاً موسعاً في حضور الوفد الفلسطيني المرافق وأعضاء هيئة الرئاسة في حركة «أمل» وأعضاء المكتب السياسي المكلفين متابعة الملف الفلسطيني. ثم أولم رئيس المجلس للرئيس الفلسطيني والوفد المرافق.

السراي

ومساء، أجرى الرئيس الفلسطيني جولة محادثات مع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في السراي الحكومي، تناولت الأوضاع على الساحتين اللبنانية والإقليمية والتطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعلاقات اللبنانية - الفلسطينية.

وكان الرئيس عباس وصل عند السابعة والنصف إلى السراي حيث كان في استقباله الرئيس الحريري عند الباحة الخارجية، ثم عقد معه اجتماعاً في حضور وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية بيار رفول، النائب بهية الحريري، رئيس لجنة الحوار اللبناني - الفلسطيني الوزير السابق حسن منيمنة ومستشار الرئيس الحريري الوزير السابق باسم السبع، فيما حضر عن الجانب الفلسطيني عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» عزام الأحمد، رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج، الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، سفير فلسطين في لبنان أشرف دبور، أمين سر حركة «فتح» في لبنان فتحي أبو العردات، عضو المجلس الوطني الفلسطيني باسل عقل ومستشار الرئيس عباس مجدي الخالدي.

بعد ذلك، استكملت المحادثات إلى مائدة عشاء أقامها الرئيس الحريري على شرف الرئيس الضيف والوفد المرافق، حضرها عن الجانب اللبناني: الرئيس فؤاد السنيورة، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، الوزراء: رفول، معين المرعبي، جان أوغاسابيان وجمال الجراح، النائب بهية الحريري، الأمين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل والسبع.

والتقى الرئيس الفلسطيني في إحدى قاعات السراي الرئيس السنيورة وتناول اللقاء الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وتطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات اللبنانية - الفلسطينية.

 

لقاءات

وكان عباس استقبل صباحاً في مقر إقامته في «الهيلتون - حبتور»، الرئيسين أمين الجميل وميشال سليمان، النائب بهية الحريري ورئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» وزير المهجرين طلال أرسلان.

وقال الجميل: «كان اللقاء أخوياً بكل معنى الكلمة. فالرئيس عباس هو من أهل البيت ومن أعز الأخوة وكانت مناسبة الإجتماع به كي نؤكد الروابط الأخوية العميقة التي تربطنا به، ولنعبّر عن التقدير الكبير لكل الجهود والحكمة والشجاعة التي يظهرها دفاعاً عن قضيتنا جميعاً، القضية المركزية، القضية الفلسطينية».

أضاف: «لا شك في أن تضحياته وجهوده وحكمته ودرايته وسعة نظره حول القضية الفلسطينية تعزز موقع هذه القضية في المحافل الدولية ونحن نشعر أن هناك تحسناً وتقدماً في فهم الرأي العام الدولي للقضية الفلسطينية. نحن نشاهد في العالم، بالأمس في أستراليا وقبل ذلك في أوروبا، هذا الدعم الشعبي المحلي للقضية الفلسطينية، فقد بدأت الناس في الخارج تشعر بأن هناك ظلماً في حق شعب، وهناك عدم تقدير لجهود دولة، ولذلك تداولنا في كل هذا الوضع وكل ما يمكن أن نقوم به لدعم هذه المسيرة والقضية الفلسطينية هي قضية لبنانية بإمتياز، وكلنا صف واحد لتحقيق أمانينا جميعاً أن تقوم في الوقت القريب الدولة الفلسطينية الحرة السيدة وتشرف على الأماكن المقدسة وترعاها وتحقق ما يصبو اليه كل العرب في الكرامة والسلام».

أما سليمان فقال: «تربطني بالرئيس الفلسطيني أبو مازن صداقة منذ أن كنت قائداً للجيش وخصوصاً بدأت العلاقة منذ العام 2007 اثر الاحداث المؤسفة في نهر البارد. وكان الرئيس الفلسطيني والسفارة الفلسطينية خير مساعد للجيش اللبناني بعدم تعريض اللبنانيين والفلسطينيين والعائلات الآمنة للاخطار، واستمرت العلاقة مع الرئيس الفلسطيني خلال ولايتي الرئاسية بحيث زار لبنان أكثر من مرة والتقينا مرات عدة».

أضاف: «كان لي دور بارز في دعم القضية الفلسطينية وكنت من أشد المناصرين لعضوية فلسطين في الامم المتحدة. وأذكر الاجتماعات التي حصلت على هامش الجمعية العمومية مع الرئيس الفلسطيني والرؤساء العرب، ولكن اليوم هناك قلق عارم عند الجميع حول فلسطين وموقف (دونالد) ترامب، ولا أعتقد أنه نهائي، حول نقل السفارة الاميركية الى تل ابيب وحل الدولتين وغض النظر عن الاستيطان. هذه أمور كلها مقلقة، وأعتقد أن هناك تغييراً في السياسة، ولكن العودة الى الماضي خطرة اذا تجددت لأننا نعلم أن العالم اليوم واقع بين قضيتين: الارهاب والانعزال، ففي مقابل الارهاب والتعصب هناك انعزال، وأكبر مثال على ذلك الدولة اليهودية من دون أن أذكر بريطانيا وكل ما يحصل في دول العالم من نزاعات ضد العولمة والانفتاح».

ورأى أنه «علينا مضاعفة التنسيق عبر الجامعة العربية ولبنان وفلسطين. ولبنانياً لنا دور مهم جداً وقلق حول ما يرسم لسوريا فاذا تم تقسيمها، لا سمح الله، أو ما يحكى عن فيديرالية طوائف، هذا أمر خطير ويصبح لبنان بين دولة يهودية عدوة ودولة صديقة ولكن ذات لون طائفي واحد، عندئذ تعدل تركيبة لبنان وكذلك تركيبة فلسطين وتشجع القيادة الاسرائيلية على رفض الحلول»، معتبراً أن «المهم أن يستمر الرئيس الفلسطيني بالنهج الذي سار به حول الفلسطينيين في لبنان في عدم جعلهم مصدر اضطراب او قلق للبنان، الذي عليه أن يحل خلافاته الداخلية من أجل مواجهة الامور التي تؤذينا وتؤذي فلسطين. التصريحات والنيات ليست سليمة بالرغم من بعض التطمينات وهناك تخوف كبير».

بدوره، رحب أرسلان بالرئيس عباس «في بلده بين إخوانه وأهله»، مشيراً الى أن «هناك تاريخاً مشتركاً مع الأخوة الفلسطينيين ونحن كمزيج شعب واحد، لا نميز أبداً في هذا الموضوع ولأبي مازن تاريخ في هذا البلد مع قياداته، ونصر على تطوير العلاقة مع الأخوة الفلسطينيين وتمتينها لما يمثلونه، ونحن مؤمنون بأن القضية الأم لإستقرار جدي في منطقة الشرق الأوسط تبدأ انطلاقتها بحل الموضوع الفلسطيني». واعتبر أن «كل ما نشهده من إرهاب تكفيري مرتبط إرتباطاً مباشراً بتضييع بوصلة العرب الحقيقية في موضوع الحق الفلسطيني السيد، الحر، المستقل في هذه الأمة». وأكد أن «العلاقة الخاصة بين لبنان وفلسطين هي علاقة مميزة وطيدة متطورة، والهم الفلسطيني هو هم لبناني والهم اللبناني هو هم فلسطيني، وبالتالي نحن شركاء في السراء والضراء في مواجهة الأزمات التي تهددنا كوجود وانتماء».

واستقبل عباس ايضاً رئيس «المؤتمر الشعبي اللبناني» كمال شاتيلا على رأس وفد من قيادة المؤتمر، في حضور الاحمد وأبو العردات، وجرى البحث في آخر المستجدات الفلسطينية واللبنانية والأوضاع العربية والاقليمية والدولية.

وكان الرئيس الفلسطيني التقى مساء أول من أمس، وفداً قيادياً من الحزب «التقدمي الإشتراكي» بتكليف من رئيسه النائب وليد جنبلاط، الموجود في الخارج، ضم النائب غازي العريضي وعضو مجلس القيادة بهاء أبو كروم.

وحسب بيان للحزب، نقل الوفد تحيات جنبلاط إلى عباس، مشدداً على «العلاقات المشتركة مع الشعب الفلسطيني والتزام الحزب الثابت بالقضية التي استشهد في سبيلها المعلم كمال جنبلاط والتي لا تزال القضية الاساسية في الصراع رغم كل ما يجري في العالم العربي الممزق، ولن يكون عدالة واستقرار وأمن بدون حل لهذه القضية وإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه والتأكيد أيضاً على أهمية الوحدة الفلسطينية في المواجهة».

واطلع الوفد من الرئيس عباس على «الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتطورات العملية السياسية والصعوبات التي تواجهها في ظل حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل بزعامة بنيامين نتنياهو واستمرار عمليات الاستيطان ومصير هذه العملية بعد وصول الادارة الاميركية الجديدة والتحولات التي تشهدها الساحة الدولية».

وحمّل الرئيس الفلسطيني الوفد تحياته الى جنبلاط، وشكره على دعمه الدائم للقضية الفلسطينية ولحقوق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

كما استقبل عباس وفداً من حزب «الطاشناق» ضم الامين العام للحزب النائب هاغوب بقرادونيان وعضو اللجنة العليا في الحزب بنيامين بجاكجيان. وتطرق خلال اللقاء الذي دام أكثر من نصف ساعة، بحسب بيان لـ«الطاشناق»، الى «تشابه نضال الشعبين الفلسطيني والارمني»، والى «تضامن الشعب الارمني وخصوصاً تضامن حزب الطاشناق حيال القضية الفلسطينية».

وبحث الجانبان في «التطورات الاقليمية والدولية وتداعياتها على القضية الفلسطينية، ولاسيما في أوضاع الطائفة الارمنية في القدس».

والتقى عباس أيضاً الوزير السابق كريم بقرادوني.

واتصل الرئيس الفلسطيني بالبطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، مثنياً على «مواقفه الداعمة للقضية الفلسطينية ولحق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى أرضهم ووطنهم». وشكر له «زيارته للاراضي المقدسة التي تركت الأثر الطيب ليس في نفوس المسيحيين وحسب وانما في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني، لما حملته من رسائل محبة واحترام لحق الإنسان وكرامته».

والتقى رئيس حزب «الاتحاد» الوزير السابق عبدالرحيم مراد يرافقه وفد قيادي من الحزب عباس.

وأكد الجانبان، بحسب بيان، «أهمية وحدة الفلسطينيين التي تشكل خياراً أكيداً في سبيل تحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية».

 

  • النهار: عباس مهتمّ بالمصالحة الفلسطينية واستيعاب "حماس"، تعاون مفتوح مع لبنان و"مجبر على التعاون" مع إسرائيل

رضوان عقيل

حركت زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبيروت جملة من الملفات الفلسطينية الداخلية اضافة الى تلك المشتركة مع لبنان، وجاءت في توقيت لم تعد فيه القضية الفلسطينية في موقع متقدم في الاجندة العربية التي تتصدرها اكثر من ازمة، وفي مقدمها سوريا واليمن وصولا الى اكثر من دولة عربية تشهد نزاعات سياسية وعسكرية.

وشدد عباس في لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين على سعي السلطة الفلسطينية وايمانها الشديد ببناء افضل العلاقات مع الدولة اللبنانية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية واحترام ما تتخذه الاجهزة الامنية وعلى رأسها الجيش حيال المخيمات. وركز على اهمية اللقاء الذي جمع ممثلين للفصائل في بيروت، وجمع عددا كبيرا من القيادات تحضيرا لاطلاق المجلس الوطني ليضم سائر القوى الوطنية والاسلامية، ولا سيما ان للاخيرة جملة من الملاحظات على هيكلية منظمة التحرير الفلسطينية لم تحل الى اليوم. وركز عباس على ضرورة اتمام مصالحة الفلسطينيين وتحصينها، إذ لا سبيل امامهم الا التعاون وتحصين البيت الداخلي، ودون ذلك لا خلاص ولا اطمئنان. ويعول على علاقاته الطيبة مع القيادتين القطرية والتركية في احداث تقارب اكبر مع حركة "حماس". وينتظر جواباً من الدوحة في هذا الخصوص.

ولم يخف المساعي التي يبذلها لتثبيت الوحدة الفلسطينة قدر الامكان، مؤكدا أنه من اشد المرحبين بانضمام "حماس" الى المجلس الوطني العتيد واجراء الانتخابات التشريعية، وهو مستعد للدخول في قوائم انتخابية مشتركة معها وصولا الى اطلاق حكومة وحدة وطنية جامعة، حتى لو لم تعترف "حماس" باسرائيل. وثمة قيادات عدة متشددة في "فتح" لا تعترف بها ايضاً. وكان صريحا مع الجانب اللبناني بقوله انه مضطر الى التنسيق مع الحكومة الاسرائيلية، اقله لجهة اقامة اتصالات بين وزير ماليته للتعاون والتشاور في ملف الرواتب وسواها مع الجانب الاسرائيلي، "وانا مجبر على ذلك"، ويتفهم جيدا حساسية الفلسطينيين. وكانت له جولة موسعة من المحادثات مع شخصيات لبنانية، حذر فيها من الاخطار التي تهدد البلدان العربية، مشيرا الى أن ثمة من ينشط على تقسيم المقسم في الاصل. وتوقف "ابو مازن" عند كل ما تمت قراءته في العقدين الاخيرين عن كتابات ورسم خرائط تحدثت عن تقسيم بلدان عربية في المستقبل، معتبرا أن مؤشراتها تظهر للعيان اليوم.

وعلى صعيد آخر، لوحظ استنفار مجموعات من الناشطين الفلسطينيين في مواقع التواصل الاجتماعي -حذرته من التطرق الى ملف السلاح في المخيمات - ولا سيما في صفوف المناوئين لعباس، اتهمته بعدم الاهتمام بأوضاع المخيمات، وبأنه لم يأل الجهود المطلوبة ولم يفلح في تقديم حل لعشرات الالوف من اللاجئين الذين يعيشون في ظروف معيشية مأسوية جراء تراجع خدمات "الاونروا"، وكأنه لا يكفيهم الوضع الامني غير المستقر في عين الحلوة حيث لا يمر اسبوع من دون اطلاق نار وإلقاء قنابل اوحصول عمليات اغتيال بين الفينة والاخرى.

وكان معارضو سياسة "فتح" يأملون من عباس ان يلتفت أكثر الى المطلوبين في المخيمات ويدقق في مذكرات الاعتقال الصادرة في حقهم من القضاء اللبناني، واكثرهم ليسوا من المتهمين بجرائم واعمال ارهابية، بدل استقباله في مقر اقامته وفدا من شبان فلسطينيين يشاركون في برنامج فني، وانه على الاقل كان يجب أن يزور مقبرة الشهداء الفلسطينيين في بيروت، وهو في الاصل لا يقدم على زيارة المخيمات.

لبنانياً، لا يرغب اكثر من طرف في التدخل في خلافات الفصائل والحساسيات التي تتحكم فيها، وان عباس بما يمثله من خلال موقعه الرسمي، اضافة الى وجوده في الموقع الاول على رأس منظمة التحرير الفلسطينية، يعتبر أن السلطات اللبنانية معنية بالحفاظ على العلاقة التشاورية معه في شأن المخيمات، اضافة الى قضايا أخرى، وينشط المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم على خط تطوير هذه العلاقة وعدم الإخلال بها، ولا سيما ان "فتح" تبقى المعنية الاولى بتوجيه مسار الحياة اليومية في أكبر مخيمين هما عين الحلوة والرشيدية. في غضون ذلك، استبعدت جهات متابعة أن يكون عباس أبدى استعداده لدخول الجيش اللبناني المخيمات وتسلمه زمام الامن فيها. وثمة استحالة لتحقيق هذا الامر في الوقت الراهن نظرا الى وجود اكثر من طرف في المخيمات، وخصوصا في عين الحلوة، كما أن القوى الامنية اللبنانية غير قادرة في الوقت الراهن على القيام بهذه المهمة، ولا سيما ان الفصائل لا تتفق على رأي واحد حتى لو كان تنفيذ مشروع انمائي في المخيم.

وليس غريبا القول انه كلما التقى ممثلو الفصائل تحت سقف واحد، تطفو خلافاتهم على السطح، وأبلغ مثال على ذلك ظهور تباينات شاسعة في مؤتمر دعم الانتفاضة والشعب الفلسطيني الذي استضافته طهران قبل يومين حيث شن الامين العام لـ "الجهاد الاسلامي" رمضان شلح هجوما لاذعا ضد السلطة الفلسطينية على مسمع قيادات في "فتح"، واتهمها بحماية اسرائيل وتقديم خدمات لها وتسهيل عمليات قضم الاراضي الفلسطينية واقامة المستوطنات. ولم يجد القيادي التاريخي احمد جبريل موضوعا يتحدث فيه سوى تذكيره بالحرب الاهلية في بيروت، من دون ان يتطرق الى "انجازات" تنظيمه "القيادة العامة" وبطولاته في "حرب الفنادق"، وهو ما زال الى اليوم يقيم مواقع عسكرية في الناعمة في قلب جبل لبنان وجرود البقاع على الحدود السورية!

 

  • اللواء: عباس يزور الحريري : محادثات تناولت الشأنين اللبناني والفلسطيني

عقد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، مساء اليوم الجمعة في السراي الكبير، جولة محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تناولت الأوضاع على الساحتين اللبنانية والإقليمية والتطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة والعلاقات اللبنانية الفلسطينية.

وكان الرئيس الفلسطيني قد وصل عند السابعة والنصف مساء إلى السراي، حيث كان في استقباله الرئيس الحريري عند الباحة الخارجية، ثمّ عقد معه اجتماعاً في حضور الوزير بيار رفول، النائب بهية الحريري، رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الوزير السابق حسن منيمنة والوزير السابق باسم السبع، فيما حضر عن الجانب الفلسطيني عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج، الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور، أمين سر حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات، عضو المجلس الوطني الفلسطيني باسل عقل ومستشار الرئيس عباس مجدي الخالدي.

بعد ذلك، استكملت المحادثات إلى مائدة عشاء أقامها الرئيس الحريري على شرف الرئيس الضيف والوفد المرافق، حضرها عن الجانب اللبناني: الرئيس فؤاد السنيورة، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، الوزراء: بيار رفول، معين المرعبي، جان أوغاسبيان وجمال الجراح، النائب بهية الحريري، الأمين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل ومستشار الرئيس الحريري الوزير السابق باسم السبع.

 

  • اللواء: ماذا دار بين برّي وعباس في عين التينة؟

استقبل رئيس المجلس النيابي نبيه بري الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عين التينة، حيث عقد لقاء بين الرئيسين.

وقال بري بعد لقائه عباس ان الوحدة الفلسطينية بمثابة تشجيع كبير لوحدة العرب

نأمل في التوصل الى نتائج تدعم الوحدة. ويجب أن يكون الموضوع الأوحد الذي يجمعنا هو موضوع فلسطين وهذه الزيارة تأتي في الوقت المناسب وفي وقت مدروس قبيل القمة العربية

بدوره اشار عباس من عين التينةالى ان لبنان تحمل الكثير من أجل القضية الفلسطينية وضحى كثيرا ولا يمكن ان ينسى الشعب الفلسطيني هذا البلد على مدى العقود.

ونحن هنا لنتبادل الرأي في امورنا فهناك إدارة أميركية جديدة وهناك انتخابات مختلفة في دول أوروبا والقمة العربية واجتماعات برلمانية.وأنتم العنوان الأساس لأجل القضية ونحن هنا لنتحاور.وأنا سعيد جدا لكوني هنا وسأتحدّث أيضا مع رئيس مجلس الوزراء

 

  • اللواء: محمود عباس استقبل شخصيات لبنانية في مقر اقامته في “الهيلتون”

واصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقاءاته، لليوم الثاني على التوالي، مع الشخصيات السياسية، واستقبل، صباح اليوم في مقر إقامته في “الهيلتون” – “حبتور”، الرئيسين أمين الجميل وميشال سليمان، النائبة بهية الحريري، التي غادرت من دون الادلاء بأي تصريح، رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان.

واستقبل ايضا رئيس “المؤتمر الشعبي اللبناني” كمال شاتيلا على رأس وفد من قيادة المؤتمر ضم المسؤول عن الشؤون الدينية الدكتور اسعد السحمراني، رئيس “هيئة ابناء العرقوب” ومزارع شبعا الدكتور محمد حمدان، المسؤول عن العلاقات العامة في مكتب الاعلام المركزي وسام سمير الطرابلسي، في حضور عضو اللجنة المركزية في حركة “فتح” عزام الاحمد، امين سر حركة “فتح” وفصائل منظمة التحرير في لبنان فتحي أبو العردات، وجرى بحث في آخر المستجدات الفلسطينية واللبنانية والأوضاع العربية والاقليمية والدولية.

الجميل

وصرح الرئيس الجميل على الأثر: “كان اللقاء أخويا بكل معنى الكلمة. فالرئيس عباس هو من أهل البيت ومن أعز الأخوة وكانت مناسبة الإجتماع به كي نؤكد الروابط الأخوية العميقة التي تربطنا به، ولنعبر عن التقدير الكبير لكل الجهود والحكمة والشجاعة التي يظهرها دفاعا عن قضيتنا جميعا، القضية المركزية، القضية الفلسطينية”.

وأضاف: “لا شك في أن تضحياته وجهوده وحكمته ودرايته وسعة نظره حول القضية الفلسطينية تعزز موقع هذه القضية في المحافل الدولية ونحن نشعر أن هناك تحسنا وتقدما في فهم الرأي العام الدولي للقضية الفلسطينية. نحن نشاهد في العالم، بالأمس في أستراليا وقبل ذلك في أوروبا، هذا الدعم الشعبي المحلي للقضية الفلسطينية، فقد بدأت الناس في الخارج تشعر بأن هناك ظلما في حق شعب، وهناك عدم تقدير لجهود دولة، ولذلك تداولنا كل هذا الوضع وكل ما يمكن ان نقوم به لدعم هذه المسيرة والقضية الفلسطينية هي قضية لبنانية بإمتياز، وكلنا صف واحد لتحقيق أمانينا جميعا أن تقوم في الوقت القريب الدولة الفلسطينية الحرة السيدة وتشرف على الأماكن المقدسة وترعاها وتحقق ما يصبو اليه كل العرب في الكرامة والسلام”.

سليمان

وبعد اللقاء، قال الرئيس سليمان :”تربطني بالرئيس الفلسطيني “ابو مازن” صداقة منذ ان كنت قائدا للجيش وخصوصا بدأت العلاقة منذ العام 2007 اثر الاحداث المؤسفة في نهر. وكان الرئيس الفلسطيني والسفارة الفلسطينية خير مساعد للجيش اللبناني بعدم تعريض اللبنانيين والفلسطينيين والعائلات الآمنة للاخطار، واستمرت العلاقة مع الرئيس الفلسطيني خلال ولايتي الرئيسية حيث زار لبنان اكثر من مرة والتقينا مرات عدة”.

واضاف: “كان لي دور بارز في دعم القضية الفلسطينية وكنت من اشد المناصرين لعضوية فلسطين في الامم المتحدة. واذكر الاجتماعات التي حصلت على هامش الجمعية العمومية واحتمعنا مع الرئيس الفلسطيني والرؤساء العرب، ولكن اليوم هناك قلق عارم عند الجميع حول فلسطين وموقف ترامب، واعتقد انه نهائي، حول نقل السفارة الاميركية الى تل ابيب وحل الدولتين وغض النظر عن الاستيطان. هذه امور كلها مقلقة، واعتقد ان هناك تغييرا في السياسة، ولكن العودة الى الماضي خطرة اذا تجددت لأننا نعلم ان العالم اليوم واقع بين قضيتين: الارهاب والانعزال، ففي مقابل الارهاب والتعصب هناك انعزال، واكبر مثال على ذلك الدولة اليهودية من دون ان اذكر بريطانيا وكل ما يحصل في دول العالم من نزعات ضد العولمة والانفتاح”.

وتابع “في هذا الاطار، علينا مضاعفة التنسيق عبر الجامعة العربية ولبنان وفلسطين. ولبنانيا لنا دور مهم جدا وقلق حول ما يرسم لسوريا فاذا تم تقسيم سوريا، لا سمح الله، او ما يحكى عن فيديرالية طوائف. فهذا امر خطير ويصبح لبنان بين دولة يهودية عدوة ودولة صديقة ولكن ذات لون طائفي واحد، عندئذ تعدل تركيبة لبنان وكذلك تركيبة فلسطين وتشجع القيادة الاسرائيلية على رفض الحلول”.

وختم: “جددنا الاتصال بالرئيس الفلسطيني، علما انه لم ينقطع وكنت سعيدا جدا عندما اعترف الفاتيكان بدولة فلسطين. والمهم ان يستمر النهج الذي سار به حول الفلسطينيين في لبنان في عدم جعلهم مصدر اضطراب او قلق للبنان، وعلى لبنان ان يحل خلافاته الداخلية من اجل مواجهة الامور التي تؤذينا وتؤذي فلسطين. التصريحات والنيات ليست سليمة بالرغم من بعض التطمينات ولكنها ليست سليمة وهناك تخوف كبير”.

ارسلان

وقال النائب ارسلان بعد اللقاء: “إنطلاقا من التاريخ النضالي لطائفة الموحدين الدروز بدعم قضية فلسطين، نرحب بفخامة الرئيس محمود عباس في بلده بين إخوانه وأهله. هناك تاريخ مشترك مع الأخوة الفلسطينيين ونحن كمزيج شعب واحد. لا نميز أبدا في هذا الموضوع ولأبي مازن تاريخ في هذا البلد مع قيادات البلد، ونصر على تطوير وتمتين العلاقة مع الأخوة الفلسطينيين لما يمثلونه، وليس من الناحية العاطفية، وإن كانت تربط بيننا روابط عائلية واجتماعية وثقافية وتاريخية وجغرافية. لكن نحن مؤمنون بأن القضية الأم لإستقرار جدي في منطقة الشرق الأوسط تبدأ انطلاقتها بحل الموضوع الفلسطيني”.

أضاف: “كل ما نشهده من إرهاب تكفيري وما نشهده على أرض سوريا وعلى مستوى الأمة مما يسمى “الربيع العربي” وغيره، كل ذلك مرتبط إرتباطا مباشرا بتضييع بوصلة العرب الحقيقية في موضوع الحق الفلسطيني السيد، الحر، المستقل في هذه الأمة، وبالتالي الإرهاب التكفيري”.

ورأى أن “إسرائيل وكل من يتآمر تحت شعار الإرهاب التكفيري هو عملة واحدة لوجهين: إسرائيلي وتكفيري، وبالتالي المؤامرة الآن في وضع المنطقة أننا نكاد نصدق، ونحن بالطبع لن نصدق، ما يروجه الإعلام و”البروباغندا” أن عدوة العرب هي إيران وليست إسرائيل، فإلى أين أوصلتنا السذاجة في وضعنا العربي الإسلامي؟ وأنا أرى أنه لن يكون هنالك إستقرار في المنطقة بشكل أساسي ووطيد ومستقبلي من دون الحل الذي يبدأ بالقضية الفلسطينية التي تجسد القضية الأم”.

وختم: “فلنتذكر منذ العام 1948 حتى هذا اليوم الذي نستقبل فيه فخامة الرئيس في لبنان لم نر استقرارا في المنطقة وكل الشوائب التي وقعت منذ ذلك التاريخ والمؤامرات حتى اليوم منطلقة من أجل أن تنسينا القضية – الأم. فإن لم نصب جهودنا جميعا على هذا الموضوع نضيع فعلا مستقبل أجيالنا في فلسطين، لبنان، سوريا، وفي كل مكان من المنطقة العربية. أما في ما خص العلاقة الخاصة بين لبنان وفلسطين فهي علاقة مميزة وطيدة متطورة، والهم الفلسطيني هو هم لبناني والهم اللبناني هو هم فلسطيني، وبالتالي نحن شركاء في السراء والضراء في مواجهة الأزمات التي تهددنا كوجود وانتماء”.

شاتيلا

وصرح شاتيلا بعد اللقاء: “لقد كان اللقاء طيبا كالعادة بحيث عرضنا اوضاع المنطقة والمصاعب التي تعانيها القضية الفلسطينية في هذه المرحلة بحيث جددنا تأكيد ضرورة حماية المسجد الأقصى وكنيسة القيامة من محاولات التهويد لأن ذلك يمس كل مقدساتنا. وأعربنا عن تقديرنا العالي لنشاط الرئيس محمود عباس في محاصرة العدو الاسرائيلي، حيث شددنا على ضرورة إطلاق المقاومة الشعبية ودعمها ومقاطعة العدو وبضائعه، وعقد مؤتمر لاتحادات المهن الحرة العربية بهدف تشديد الحصار على العدو، وليكون ذلك بداية حملة عالمية لمقاطعة العدو.

وأضاف: “إننا ندعو القمة العربية الى سحب سفاراتها من الولايات المتحدة وغيرها من الدول في حال قررت نقل سفارتها الى القدس، لان ذلك يشجع على الاستيطان. وندعو الى اعادة احياء مكتب مقاطعة اسرائيل التابع للجامعة العربية لوقف كل أشكال التطبيع مع العدو، مشددين على ضرورة استعادة الوحدة الفلسطينية لانها السلاح الاقوى في مواجهة الاحتلال”.

وتابع: “اما بالنسبة الى وضع المخيمات الفلسطينية في لبنان، فإننا نحيي الاخوة في حركة “فتح” والفصائل الفلسطينية الذين يعملون على ضبط احوال المخيمات في مواجهة البؤر الارهابية والتطرف بالتعاون مع الجيش، وندعو الى اعطاء اللاجئين الفلسطينين في لبنان حقوقهم المدنية في ظل المآسي التي نراها في المخيمات والتي لا يمكن ان نتقبلها لأن ذلك يؤدي اى التهجير. فحكومات 8 و14 آذار لم تعمل على رفع المظالم عن الفلسطينيين بمنحهم حقوقهم المدنية. فالفلسطينيون اخوة لنا واقل واجب تجاههم هو دعم صمودهم وتوفير مستلزمات هذا الصمود”.

لقاءات

وكان الرئيس عباس التقى، مساء أمس، الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان، كريم بقرادوني ووفدا من الحزب التقدمي الاشتراكي ضم النائب غازي العريضي وعضو مجلس قيادة الحزب بهاء ابو كروم.

 

  • القبس: عباس لعون: إرهابيو "عين الحلوة" إلى الذوبان!

الاحتفاء بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في قصر بعبدا كان لافتا. أهل القصر قالوا إنه احتفاء بالقضية الفلسطينية.

بدوره وصف عباس الفلسطينيين في لبنان بـ"الضيوف" الذين سيعودون "حتماً" إلى ديارهم.

لكن ما تبين من محادثات عون وعباس أن ما حققته لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني يستحق التقدير لجهة رفع مستوى المخيمات، وإن كان عون قد تطرق إلى الضغط الذي تشكله مخيمات النازحين السوريين والذي يؤثر بشكل أو بآخر في الجهود المتعلقة بالمخيمات الفلسطينية.

ما حدث هو أن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد ، المرافق لعباس والذي يمسك بملف فلسطينيي لبنان، قال كلاما كان بمنزلة القنبلة على طاولة المحادثات اللبنانية – الفلسطينية، حيث إن الأحمد "لا يمانع" في دخول الجيش اللبناني إلى مخيم "عين الحلوة" أو إلى أي مخيم آخر.

مراجع لبنانية اعتبرت أن كلمة "لا يمانع" تظهر كما لو أن المخيمات هي مناطق تابعة لرام الله لا للسلطة اللبنانية، حيث أزعجت هذه الصيغة الفوقية للأحمد المراجع الأمنية اللبنانية.

مصدر عسكري أبلغ: "لن ندخل إلى مخيم "عين الحلوة" حتى لا نتسبب للفلسطينيين بنكبة أخرى"، ورأى في كلام الأحمد تنصلاً من المسؤولية، وهروباً إلى الأمام، بعدما ماطلت قيادات "فتح" لسنوات وليس لأشهر في تنفيذ وعودها وتعهداتها بإعادة الأمور إلى طبيعتها في المخيم الذي تحولت بعض أحيائه إلى "تورا بورا" ومخيمات داخل المخيم ترابط فيها مجموعات متطرفة.

وتعتبر المصادر أن كلام الأحمد لا يشي بالجدية في التعاطي مع المشكلات داخل "عين الحلوة"، مع رفض دمج البعد الإنساني بالبعد الأمني في المخيم بالنظر لحساسية الجانب اللبناني بالنسبة إلى شبح التوطين.أما الرئيس عباس ، فبمروءته المعهودة، أراح عون بتأكيده على أن زيارته وإنْ كانت بالدرجة الأولى للتهنئة وللتعرف عن كثب إلى شخصية رئيس لبنان ورؤيته للأمور، فهي تتركز على إزالة أي إشكالات، أو إشكاليات، بين السلطات اللبنانية والفصائل الفلسطينية.

في حين نقل عون إلى عباس أن استمرار الفوضى الراهنة مثلما يهدد الأمن الفلسطيني في العمق يهدد الأمن اللبناني بالعمق أيضا. لابد من إجراءات تنظيمية وميدانية لضبط الوضع من كل جوانبه.

وفي هذا الإطار قال مصدر فلسطيني: إن عباس نقل وجهة نظره إلى الرئيس اللبناني ومفادها أن ما يحدث في سوريا والعراق، بتحالفات دولية وإقليمية، يؤكد أن الظواهر المتطرفة تحتضر ، واستطراداً فإن ارهابيي عين الحلوة لابد أن يكون مصيرهم الذوبان.

مصدر وزاري قال: إن زيارة الرئيس الفلسطيني في هذا الوقت بالذات ضرورية جداً للبحث في السبل الآيلة إلى الحيلولة دون عناصر "داعش" الهاربين من العراق وسوريا واللجوء إلى المخيمات الفلسطينية، وذلك بعدما اتخذت الإجراءات اللازمة لمنع التسلل باتجاه مخيمات النزوح.

 

  • اللواء تفاهمات لبنانية – فلسطينية لضبط "أمن المخيمات"

قال مصدر رسمي ان الجانب الفلسطيني أبدى استعداداً للتعاون إلى أقصى الحدود، في ما يتعلق بمواجهة المشكلات الأمنية في المخيمات وعدم السماح لأي جهة كانت باحداث توتر في المخيمات أو نقل هذا التوتر إلى محيطها، انطلاقاً من ان الأمن مسؤولية الشرعية اللبنانية في نطاق المخيمات، وأن الفلسطينيين المقيمين في هذا البلد يخضعون للقوانين اللبنانية.

وكشف ان الطرفين عبر الأجهزة الأمنية لكل منهما سيستمران في التعاون لمنع أية محاولات إرهابية في أي منطقة لبنانية، انطلاقاً من التزام لبنان والسلطة الفلسطينية بمكافحة الإرهاب على انواعه، بما في ذلك تسليم المطلوبين الفلسطينيين وتوقيف العناصر الإرهابية المندسة.

 

  • الوكالة الوطنية للإعلام: جولة أفق واسعة بين جعجع وعباس

استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء أمس في مقر إقامته في فندق الحبتور في بيروت رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي قال عقب اللقاء:"إن طابع اللقاء هو رسمي ولكن الجانب غير الرسمي كان طاغياً باعتبار أن الرئيس عباس هو صديق، وأنا لا أعرف كيف نشأت هذه الصداقة بيننا، فهناك بعض الأشياء التي لا يُمكن تفسيرها في الحياة، ربما صداقتنا نشأت جراء التناغم في المواقف أو التواصل المستمر".

وأضاف:"لقد أجرينا جولة أفق واسعة بدأت من لبنان مروراً بفلسطين وصولاً الى الوضع المؤسف في سوريا الذي يُدمي القلب، فضلاً عن وضع المنطقة ككل".

ورداً على سؤال، رأى جعجع أنه "لسوء حظ فلسطين نشأت مجموعة قضايا أو بالأحرى مآسٍ بدءاً من العام 2010 وحتى الآن أزاحت كل الاهتمام عن القضية الفلسطينية ودفعت بالاهتمام العربي والغربي والدولي باتجاه القضايا الأخرى، فإذا نظرنا فقط الى ما هو حاصل في سوريا من حجم الدمار والخسائر البشرية، لوجدنا أن عدد ضحايا الحرب السورية في السنوات الستة الأخيرة بات يفوق عدد الشهداء الذين سقطوا نتيجة الصراعات العربية-الاسرائيلية على مدى سبعة عقود، ومن هذا المنطلق ان القضية الفلسطينية هي في وضع صعب ودقيق للأسف، ولكن بوجود قيادة مثل قيادة أبو مازن والفريق المرافق له أعتقد أنهم سيتمكنون من إدارة الأزمة على أفضل ما يكون الى حين الانفراج في المنطقة ليعود الاهتمام والتركيز ينصبّان على القضية الفلسطينية التي لا أخاف عليها لأنها قضية حق وواقع وتاريخ، ومهما حصل من تطورات غير مستحبة لن يتمكن أي شيء من محو الحق والواقع والتاريخ، ومهما حاول العالم التملُّص من الحلول لن يبقى سوى حل وحيد هو حلّ قيام دولتين، وعاجلاً أم آجلاً سنصل الى هذا الحلّ وستنشأ دولة فلسطينية وسنقوم بزيارتكم فيها بإذن الله".

وعن موقفه من نقل السفارة الأميركية الى القدس، أجاب جعجع:" نحن ضد أي خطوة ممكن أن تؤثر على حلّ الدولتين وهذه الخطوة تأتي في هذا السياق لذلك نحن لا نؤيدها".

 

  • الديار/اللواء/النهار/ الوكالة الوطنية للإعلام: عباس اتصل بالراعي.. فماذا قال له؟

تلقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي اتصالاً من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي أثنى على "مواقف غبطته الداعمة للقضية الفلسطينية ولحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم ووطنهم".

كما شكر عباس للراعي "زيارته للأراضي المقدّسة التي تركت الأثر الطيب، ليس في نفوس المسيحيين وحسب، وإنّما في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني، لما حملته من رسائل محبة واحترام لحق وكرامة الإنسان".