"ان حركة الجهاد الاسلامي تعتبر الدفاع عن الجمهورية الاسلامية الايرانية بمثابة الدفاع عن الاسلام".

قائل الكلام أعلاه لا نستغرب لجوءه الى تشليح القضية الفلسطينية لبيعها في سوق الجواري!. فهذا الذي جند نفسه على رأس حركة الجهاد الاسلامي للدفاع عن ايران قد صدق مع نفسه في كلمته المدفوعة الأجر، المقطوعة من قوائم خطابات التبعية والاستزلام، عندما قال: "هذه السلطة ليست لنا" وهذا صحيح بالنسبة للمتكلم الدكتور عبد الله رمضان شلح، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي التي كنا نتمنى سماع صوت ضمير وطني من قياداتها وكوادرها، ترحم ذاتها من هذا الإنسلاخ اللامفاجىء عن الجسد الفلسطيني.

صدق شلح فالسلطة الوطنية ليست له، ولا لحماس التي ناصرته في الهجوم على السلطة ومنظمة التحرير من طهران، حيث قصفا معا المشروع الوطني الفلسطيني، والممثل الشرعي والوحيد، والسلطة الوطنية بصواريخ الاتهامات الباطلة، فيما حركته تطأطئ رأسها لحماس في قطاع غزة التي تفكك صواعق اي صاروخ يطلق على دولة الاحتلال من قطاع غزة، وتفك رقبة كل من يخرج على تعهدها بمهادنة دولة الاحتلال، حتى لو كان من (حركة شلح)!.

لأن السلطة الوطنية للشعب الفلسطيني، للوطنيين الفلسطينيين المؤمنين بانتمائهم لوطنهم فلسطين ولأن شلح يعتبر نفسه جنديا في جيش الدفاع عن طهران، فان قوله "ان هذه السلطة ليست لنا" هو تعبير عن مستوى انغماس هذه الحركات وسقوطها في المؤامرة الإقليمية على المشروع الوطني الفلسطيني، ونقصد هنا بالتحديد، المؤامرة على منع اي تجسيد مادي وعملي للهوية الوطنية الفلسطينية، فهذه الأذرع الميكانيكية التي تسمي نفسها حركات جهاد ومقاومة إسلامية، مسيرة بريموت كونترول القوى الإقليمية، التي تسعى لأخذ القضية الفلسطينية ورقة مساومة، وتسعى لمحاربة خصومها بشباب ورجال فلسطين، وتعمل على فتح ميادين المعارك والجبهات هنا على أرضنا، للإبتزاز وإثبات الوجود لا أكثر، وتحرص على ألا تخسر، لأن الخاسر هم أبناؤنا المضللون في حماس والجهاد، ولأن الدمار واقع على بيوتنا، ولأن المستنزف هي مقدراتنا ومكونات مستقبلنا، وركائز دولتنا.

ماذا تفعل صواريخ شلح الإيرانية في غزة؟!، لماذا لا يطلقها على دولة الاحتلال، ويفك الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة؟ ويجبر المستوطنين على الهروب المستوطنات فيما يسمى غلاف غزة ما دام مؤمنا بالمقاومة المسلحة؟! فيقضي بذلك على أحلام إسرائيل بالأمن، ويخرب عليها سياستها في الاستيطان، فعلى حسب ما تنشره وسائل اعلامه واعلام الزهار انهما يملكان اسلحة خارقة! أم انها مخصصة لخرق الكيانية الوطنية الفلسطينية، واختراق الجبهة الداخلية الفلسطينية، وتفجيرها في صراعات، كلما إقتربت مركبة المشروع الوطني من الهدف، تماما كما فعلوا بعملياتهم التفجيرية التي إستغلتها دولة الاحتلال - ومن يدري فلعلها كانت معلومة مسبقا لديه فسكت عنها لإتخاذها ذريعة - لإعادة الأمور الى نقطة الصفر.

سيبلغ الساعون ما بين طهران واسطنبول اهدافهم، ويرجعون الى (وكالاتهم) وفي جيوبهم ملايين الدنانير، لكنهم سيخرجون من البيت الفلسطيني بـ (خفي حنين) لأنهم طمعوا بمستقبل شخصي، وهم يعلمون ان المجد يمنحه الشعب الذي يفترض انهم اليه ينتمون، فالدفاع عن أرض فلسطين وشعب فلسطين، والإلتزام بثوابت هذا الشعب، والاخلاص والصدق في العمل بروح الجماعة على تحرير الوطن، وإعلاء مصالحه العليا فوق الاعتبارات والمصالح الحزبية والفئوية، وحماية ظهر قائد حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، رئيس الشعب الفلسطيني محمود عباس، الذي يعتبره الصهاينة اخطر فلسطيني على وجودهم، هو التعبير الحقيقي والتجسيد المثالي لأن يكون المرء مؤمنا مسلما، أما الغدر بالرئيس ابو مازن وهو الثابت على الثوابت في خط المواجهة الأول، وصاحب القلب الشجاع في معركة الحفاظ القرار الوطني الفلسطيني المستقل، والمحارب النبيل في ميادين القانون الدولي، من أجل وضع فلسطين على خارطة العالم، فهذا الغدر في عرف الإسلام وقيمه ومبادئه (يا سيد شلح) خيانة وكفر بالوطنية، ومن يكفر بوطنيته من اجل طمع بعلبة (كافيار طهراني) مذهبة، بطعم مذهبي، او حتى علبة (حلقوم اسطنبولية) فضية فانه في حكم الشعب كافر بنعمة الانتماء لفلسطين.

يعتقد شلح ومعه الزهار ان الطريق الى دمشق تمر عبر طهران، وهم لا يريدون دمشق الا لأنها عرفت الفلسطيني الوطني، وفرزته عن آخر متقلب تأخذه مصالح الجماعة على حساب مصالح شعبه، لقد جربت دمشق هؤلاء المرضى بداء الولاء لجماعة الاخوان ومشتقاتها ولفظتهم، واعتذرت عما فعلته مع الفلسطينيين الوطنيين الأصحاء.

في مؤتمر القمة العربية في مدينة سرت الليبية قبل انهيار ليبيا، قال الرئيس ابو مازن موجها كلامه لمن يحاول اخذ الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وقودا لماكينته الداهمة اقليميا: "لن اسمح لأحد باستخدام شعبي في حروبه الخاصة. اما اذا كنتم قد عقدتم العزيمة على حرب تحرير حقيقية فأنا وشعبي سنكون معكم ".. فهل سيأخذ شلح والزهار ملايين شعبنا في قطاع غزة الى حروب طهران في المنطقة؟!