فلسطين من خلال شعبها المعطاء الذي قدم الكثير من التضحيات الجسام، ولازال يقدم على مذبح الحرية والتحرير والاستقلال، كانت، ولا تزال، وستبقى منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، على الرغم من كل محاولات الالتفاف عليها، والاحتواء ومحاولة تهميش دورها التاريخي، ولكن تلك المحاولات باءت بالفشل، وستبوء أي محاولات جديدة غيرها بالفشل؛ لأن الثورة الفلسطينية ممثلة بالإطار الشرعي "م.ت.ف" خاضت العديد من المعارك على مدار أكثر من نصف قرن من أجل أن يبقى القرار الوطني الفلسطيني مستقل وغير تابع ومأجور بيد أحد كائناً من كان!. يّطُل علينا في هذه الأيام أخبار عن "مؤتمر "الشتات الفلسطيني"، المنوي عقده في 25-26 الشهر الجاري، في المدينة التركية اسطنبول؛ وكان المفروض أن يكون التنسيق لهذا المؤتمر من خلال دعوة الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وهذا لم يحصل مما يعُد خروجا عن وحدة الصف الفلسطيني"، ويصبح مؤتمراً للتشتيت، والتفريق وزيادة الانقسام، وليس للتجميع ويأتي هذا المؤتمر ضمن "حسابات حزبية ضيقة تضرب وحدة الصف، وتُضعف فرص إنهاء الانقسام، وتعمل على إيجاد بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية، وكان من المفترض لو أرادوا الإصلاح والخير لفلسطين والمصلحة الوطنية الفلسطينية، لكانت وجهت الدعوة بالتنسيق مع دائرتي اللاجئين والمغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية ذات الصلة بالشتات الفلسطيني مما يساهم في بناء أسس تلاحم وطني يعزز الصمود الفلسطيني، ويفُعِله على مستوى الوطن والشتات"، والغريب في الأمر أن تتم هذه الدعوة لعقد هذا المؤتمر، في الوقت الذي يتم فيه عقد العديد من اللقاءات، والحوارات، التي ضمت الفصائل الفلسطينية في بيروت، وموسكو، للتحضير المشترك لتشكيل المجلس الوطني الفلسطيني، الذي يضم كافة مكونات الطيف السياسي الفلسطيني"؛ وكان من الأُولى أن يكون أي مؤتمر في إطار وحدوي مشترك تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، ويكون الإعداد له في إطار التنسيق المشترك، في أطر المنظمة، بحيث يعكس القرار الوطني الفلسطيني المستقل، الذي لا يرتهن للأجندة الخارجية، التي هي نفسها عملت على تفتيت الدول العربية، باسم الربيع العربي (الدموي)، ونشر حالة الفوضى الخلاقة والشرق أوسط الجديد فيها، خدمة للاحتلال الإسرائيلي، والأطماع الاستعمارية، والاقتصادية في المنطقة العربية..؛ ومن المعروف أن أكثر من نصف الشعب الفلسطيني يقيم في دول الشتات، في كافة أصقاع الأرض، وعلى الرغم من المعاناة التي يعانون فيها في الغربة في دول الشتات، إلا أنههم متمسكون بحقوقهم الوطنية، وأولها حق العودة، ويمتلكون مقومات نضالية وإمكانيات كبيرة تحتاج لمزيد من التنظيم والتنسيق والتنمية لها، من خلال دوائر منظمة التحرير، والسفارات الفلسطينية في الخارج، لتكون أداة فعالة لنشر الوعي بالقضية الفلسطينية، وحقوق شعبنا، ولتمثل أدوات ضغط إلى جانب الجاليات العربية، والإسلامية في الشتات، لنصرة شعبنا، والتصدي لحملات التضليل الشرسة التي يقودها اللوبي اليهودي الصهيوني، الذي يسيطر على مراكز القرار السياسي، والاقتصادي، والإعلامي في العالم، مع العمل على تدعيم مشاركتهم في القرار السياسي، وحماية حقوقهم الوطنية، وحقهم في العودة والتعويض، والدفاع عن قضيتهم وحقوقهم في تحرير أراضيهم والعودة إليها، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس؛ لأن دور منظمة التحرير لم ولن يقتصر على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأراضي السلطة الوطنية، بل يمتد دائما ليشمل الفلسطينيين في جميع أماكن تواجدهم، وإبراز هويتهم الوطنية، وليس مصادرتها لحسابات فئوية دينية لمصالح حزبية ضيقة تضر بمصالح شعبنا؛ مما يتطلب من الكل الوطني والإسلامي إدانة المؤتمر، والقائمين عليه، والدعوة لمقاطعته، وعدم المشاركة فيه، من أجل عدم تكريس الانقسام الفلسطيني، ولحماية القرار الوطني الفلسطيني المستقل، ولحماية المرجعية المعترف بها دوليا للشعب الفلسطيني، وهي منظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، والرفض المطلق لكل المحاولات الهادفة لتخطي وتهميش منظمة التحرير الفلسطينية، مع الضغط السياسي من القيادة الفلسطينية من خلال العلاقات الدبلوماسية الطيبة التي تقيمها مع تركيا، وقطر للتراجع عن دعم أي عمل أو مؤتمر يتخطى دور منظمة التحرير الفلسطينية ويعمل على تهميشها!!؛ أو يحاول إنشاء إطار بديل للمنظمة"، لأن المنظمة من خلال شعبها الفلسطيني البطل ستقاوم بكل قوة جميع الأجندات الخارجية التي تعمل على ضرب القضية الفلسطينية، أو استغلالها، لأن مؤتمر اسطنبول محاولة جديدة لشق وحدة الصف الفلسطيني ونقل حالة الانقسام السياسي من داخل الوطن إلى خارجه، برعاية تركية، قطرية، تحت اسم "فلسطينيون في الشتات"، وكان الأفضل من تلك الدول العمل على تقريب وجهات النظر للمصالحة؛ ومن ثم الذهاب إلى وحدة فلسطينية، فلسطينية داخلية... إن من يدعم مؤتمر اسطنبول يسعى إلى تفتيت وضرب الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني، بمؤتمر لا يخدم القضية الفلسطينية"، ويأتي لاستغلاله كورقة للمتاجرة والمزاودة بها، بسبب الخلاف الإقليمي التركي الإيراني، بسبب سوريا، والذي بدأ يأخذ أشكالاً جديدة لامتلاك الورقة الفلسطيني.

في ظل ما سُمي: (المؤتمر السادس لدعم الانتفاضة)، الذي يختتم أعمالهُ اليوم الأربعاء في طهران بإيران ويأتي للاحتواء والتبعية واستكمال فصول المؤامرة على منظمة التحرير الفلسطينية، من أجل سحب البساط منها ومن قرارها الوطني الفلسطيني المستقبل!! وتأتي في المؤتمر تصريحات الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبد الله شلح، التي هاجم فيها السلطة الوطنية الفلسطينية، وهي تصريحات تدلل على التبعية ومحاولة إرضاء إيران فارس، وهي تصريحات مرفوضة تماما وتعبر عن سقوط سياسي وأخلاقي غير مبرر؛ وهذه التصريحات غير مسؤولة وتأتي في وقت تخوض فيه دولة فلسطين مواجهة حقيقة مع الاحتلال على الأرض، خاصةً أمام المؤسسات الدولية والأمم المتحدة؛ و كان الأجدر بشلح بأن لا يرهن نفسه لأي جهة غير فلسطينية، وبالتحديد إيران خاصة وأن المؤامرة الإقليمية تسير على قدم وساق، مما يساهم في إبقاء الانقسام ويحول دون إقامة دولة مستقلة، وبقاء الاحتلال الذي يسعى جاهدا لمنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف، مع العمل على الحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية صاحبة القرار الوطني المستقل، وحماية المشروع الوطني الذي يجري التآمر عليه من جهات عديدة، مستعملة أدوات فلسطينية غير مسؤولة لأن الانقضاض والانقلاب على منظمة التحرير يعني حدوث شرخ كبير في المشهد الفلسطيني اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً لا بل وحدوياً!،

ويتزامن ذلك كله مع بروز ما يسمى مشروع دولة غزة وتسميتها جغرافياً، وهذا ولن يكون دولة في غزة بدون القدس، والضفة الفلسطينية، فكل المؤتمرات التي هدفها المؤامرة على شعب فلسطين مصيرها الفشل، وهي مؤتمرات تشتيت لمن في الشتات وهي مشبوهة ومرفوضة ولن تمُر، ومصيرها الفشل وستبقى منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.