لست بحاجة إلى شريط مسجل لتسمع لعبد الباسط أو ماهر المعيقلي، بل لست بحاجة إلى الذهاب لبلادهم لتُصلي خلف من بقي حيًا منهم، فهناك من تأخذك في غزة لسياحة قرآنية في مساجد القاهرة والشام إلى مساجد الحجاز وبغداد، بصوتها الندي الذي يتقن تقليد أصوات تسعة من قراء العالم العربي والإسلامي.
ولا يكاد المستمع يفرق بين تلاوة أشهر القراء والطفلة شذا أثناء تلاوتها للقرآن الكريم في الإذاعة المدرسية والحفلات التي تقام بمدرستها، فهي تستطيع تقليد تلاوات كبار قراء القرآن الكريم، بالإضافة إلى المؤذنين المصريين والسعوديين والمبتهلين والمنشدين الإسلاميين المشهورين.
الطفلة شذا يسري أبو سلمية (13 عاماً) من شمال قطاع غزة، تتقن بحنجرتها الذهبية أصوات أكثر من تسعة قراء للقرآن من مختلف أرجاء العالم الإسلامي بخمس قراءات، مع موهبة في الإنشاد وأذان الصلاة.

اكتشاف الموهبة
بدأت موهبة شذا بالظهور منذ الصغر، أثناء مشاركتها في الإذاعات المدرسية وحفظ عدد من الأجزاء بمسجد الحي الذي تعيش فيه، وقد اكتشفت موهبتها الصوتية مدرستها وهي بالصف الثالث الابتدائي، والتي حثتها على الالتحاق بدورات التلاوة والتجويد.
وتقول خلال حديثها : "أبي يتقن القراءة بصوت القارئ عبد الباسط عبد الصمد، وكان يتلو أمامي كثيراً، فتشجعت على تقليده وكنت أجلس بجانبه لاستمع منه وأقلده بالحركات، حتى تمكنت من تلاوة بعض الآيات في الإذاعة المدرسية، الأمر الذي لفت انتباه مدرستي وشجعتني على مواصلة هذا الطريق".
تضيف " بدأت أستمع تلاوات القارئ عبد الباسط عبد البسط حتى ترسخ صوته في ذهني، ومن ثم اتجهت لتقليد ثمانية من القراء، حتى أصبحت أتقن قراءاتهم، فعندما أقرأ بأصواتهم يظن المستمع أنهم الذين يقرؤون وليس أنا".

أمنية
وتبين الطفلة التي تدرس الصف الثامن الأساسي: أن أمها في الصغر كانت تستمع إليها وهي تقلد القارئ عبد الصمد، متمنيةً أن يكون لابنتها أشرطة للقرآن توزع مثل أشرطته.
وتردف بقولها: "أحافظ على ورد يومي لسماع المجودين والمرتلين من القراء، مرددة وراءهم من أجل الإتيان بنفس الصوت، فتقليد الأصوات موهبة من الله، وتحتاج إلى تدريب وممارسة".
ومن القراء الذين تجيد الطفلة القارئة تقليدهم (عبد الباسط، المنشاوي، الطبلاوي، ياسر الدوسري، فارس عباد، سعد الغامدي، خالد الجليل، محمود الحصري، ماهرالمعيقلي).

مواهب متعددة
ولا تقتصر موهبة الطفلة أبو سلمية على تقليد أصوات أشهر قراء القرآن الكريم فحسب، حيث إنها تمتلك حنجرة ذهبية بالإنشاد، فهي تقلد عدداً من المنشدين العرب والفلسطينيين المشهورين، والذين ينشدون للقدس وللقضية الفلسطينية؛ بالإضافة إلى موهبة رسم اللوحات الفنية والشخصيات بكل احترافية ودقة.

طموح
وتطمح القارئة الصغيرة بإصدار شريط خاص بها لتلاوة المصحف الشريف كاملاً بالأصوات التي تقن تقليدها، بالإضافة إلى حلمها بتمثيل فسلطين بقراءة القرآن الكريم في المحافل الدولية.