بقلم: ماهر حسين

تربيت وعشت على أن الفلسطيني فلسطيني بغض النظر عن دينه أو أصله أو مكانه ...تربيت وعشت على أن العربي كذلك فلا فرق بين هذا العربي وذاك ...وتربيت وعشت على إحترام الإنســـان فالإنســــان هو مخلوق الله عز وجل ولا يهمني  لونه أو عرقه أو دينه وطائفته طبعا".

بالنسبة لي ...فلسطين أكبر من التقسيمات

فلاح ومدني ..مخيم ومدينة ...غزة وضفة ..القدس والضفة ..عرب إسرائيل وغيرهم ..عائدين ومواطنين ..شمال ووسط وجنوب وغرب وشرق ...فلسطين اكبر من ذلك .

بل حتى أكون اكثر وضوحا" فلسطين اكبر من كل التنظيمات ..فلسطين اكبر من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحتما أكبر من حمـــاس ومن والجبهات ومن كل الأحزاب  .

ففلسطين بحاجة للجميع فنصرتها واجب وطني وقومي وإنساني والاحزاب والجبهات والحركات كلها لخدمة فلسطين وليس العكس .

إن كل تنوع ديني في فلسطين بغض النظر عن عدد أبناء هذا الدين وأتباعه  هو مكسب لفلسطين .. هو تنوع حضاري وتراثي  وديني جميل ويعبر عن خصوصية فلسطين الدينية باعتبار قدسية المكان لدينا  نابعة من  الديانات الثلاث  ..إن هذا التنوع الديني الذي يشمل المسلم والمسيحي واليهودي  والسامري  و الموحدين الدروز مثالا لا حصرا" هو إثراء لفلسطين والحفاظ على هذا الإرث الديني المتنوع واجب .

 واجب وطني وقبول التنوع والتعددية الدينية هو تعزيز لهوية  الشعب الفلسطيني  وأرى بأن العمل على تعزيز الهوية الوطنية يكون بالحفاظ على التعايش والقبول بالإختلاف والتباين والتنوع  وتعزيز مشاركة الكل الوطني في قضايا الوطن وهمومه هو مهمة للجميع وعمل مطلوب من الجميع سلطة واحزاب ومنظمات وبالطبع حكومة .

بالنسبة لي وبلا تردد ...

فلسطين جامعة وليست مفرقة .

فلسطين حافظة للجميع  من كل الديانات ومحفوظة بإذن الله بشعبها .

فلسطين مقدسة للكل باعتبار التاريخ وباعتبار الإرث   وهذا لا يعيب فلسطين ولا يجعلها محل صراع وفقط كما يريد البعض لها بل على العكس هذا قد يجعل فلسطين منارة للعالم وتعبير عن قدرة الديانات على التعايش .

لهذا نحن نطالب بدولة فلسطينية ...لا نقول مسيحية أو اسلامية .

دولة فلسطينية .

وفي هذا السياق لا يمكن لنا أن نقبل بأن يكون الصراع بيننا وبين إسرائيل هو صراع  ديني وعلى هذه الخلفية نقـــول سياسيا" وأخلاقيا" بأننا لسنا طرفا" في تحديد  طبيعة إسرائيل فهم أحرار في تحديد نوع  دولتهم التي اعترفنـــا بها سياسيا"   ..لديهم مؤسسات ولديهم جهات تقرر فإذا أرادوا الدولة أن تكون اشتراكية عظمى ديمقراطية يهودية شيوعية بيروقراطية علمانية  فهذا شأنهم ولا علاقة لنا بالأمر .

 نحن من طرفنـــا فقط نقول بأننا أصحاب حق والشرعية الدولية معنــــا  ونحن طلاب سلام عادل وشامل للجميع ومطلبنا هو  الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية لنعيش بسلام مع كل الجيران وليعم السلام ان شاء الله المنطقة بأسرهـــا .

لماذا كل ما سبق في المقـــال ...

كل ما سبق  هو ثوابتي التي تربيت عليها والتي جعلتني أقول بأن أجراس كنائسنـــا أذان .

كل ما سبق هو ثوابتي التي جعلتني أعتبر رفع الأذان في الكنائس هو حدث طبيعي ومتوقع  فهم جزء أصيل من هذا الشعب ومن ثقافته ومن تاريخه ومن حضارته ومن معركته للوصول الى الحرية والإستقلال والسلام .

وكيف لا ترفع الكنائس الأذان ونحن فينـــا ..

جورج ونايف وإدوارد وحنان وإميل وجبرا وووو

وكيف لا نكون كذلك ونحن فينا ...

 جهاد ورمزي ويعرب ووووو