نفس الفوضى الخلاقة التي كانت تتصدر المشهد السياسي آنذاك الوقت، ونفس الظروف العصيبة التي كانت تحيط بالشهيد الرئيس أبو عمار رحمه الله قبل حصاره وهدم جدران المقاطعة عليه وقتل بعض مرافقيه والمتضامنين معه برصاص قناصة جنود الإحتلال الإسرائيلي في العملية العدائية التي حملت أسم السور الواقي قبل إغتياله وتصفيته ببضعة أشهر، ونفس الشخصوص اللذين كانوا يحيكون ويغزلون خيوط المؤامرة وخرجوا عليه في مسيرات العام ٢٠٠٤م وهو يدافع عن شعبه في حصار قاسي، ونفس العواصم العربية التي مارست الضغوط لصالح رجل أمريكا، ونفس التحريض لقادة العدو والإعلام الإسرائيلي على الرئيس الشهيد رحمه الله، ونفس ونفس ونفس .... الخ .

وهذا هو التاريخ يعيد نفسه بسرعة أكثر وضوحاً، ليُكشف الستار عن معالم المؤامرة التي أوشكت بدايتها تستهدف شخص الرئيس أبومازن وتحرض عليه بشكل يثير الشبهة، وكلنا نشاهد الإنسجام الممنهج في التحريض الإعلامي خاصةً من المواقع الإخبارية الإلكترونية ومن فضائية ما تسمى الكوفية هذه البوق الملعون الذي يتساوق مع الإعلام الإسرائيلي ممثل بالقناة ٢ والقناة ١٠ ، وكذلك موقف عواصم بعض الدول العربية التي تتعامل بمكيالين وتتملق للرئيس في مراسم الإستقبال وتطعنه من الخلف بتقوية أصحاب المشروع المشبوه أمنياً وأخلاقياً وسياسياً ضده،نعم أعزائي القراء ها هو التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى ويفضح المشروع الخياني الذي يهدف إلى إحلال مشروع الوطن البديل والكونفدرالية بديلاً عن "فلسطين القضية والقدس واللاجئين" .
والله إننا نستشعر الخطر على حياة الرئيس وعلى المشروع الوطني الفلسطيني بالكامل، وندعوا الله القدير أن يرد كيد الكائدين، ونثق بعد الله بشعبنا العظيم الذي لا ولن يسمح أن تمر مثل تلك المؤامرة التي يحاولون تمريرها بإستغلال حاجات شعبنا بفتح معبر أو تسهيلات أو معونة غذائية مغموسة بالدم، ونحن هنا إذ نراهن على وعي شعبنا وإرادته الوطنية التي ستجعله يقول كلمته الفصل في أي لحظة وسيجهض المؤامرة قبل ولادتها، فشعبنا العظيم يمتلك من النضج السياسي ما يمكنه من حماية شرعيته ومشروعه وقضيته العادلة وإن تطلب الأمر الخروج إلى الساحات والميادين في تظاهرات سلمية ليسمع صوته للعالم ويقول كلمة الحق في وجه الباطل ويجدد العهد لشرعيته وينصر قضيته العادلة.