أفاد "مسرى ميديا" – مركز إعلامي مختص بشؤون القدس والأقصى أن نحو 1132 مستوطنًا اقتحموا ودنسوا المسجد الأقصى المبارك منذ بداية الشهر الجاري، فيما توقع أيامًا عصيبة بانتظار المسجد فيما تبقى من الشهر.

وبحسب توثيق حديث أجراه المركز، وإحصائيات ميدانية من شهود عيان جمعها خلال اليومين الأخيرين بالتعاون مع عدد من الإعلاميين المقدسيين، فقد اقتحم المسجد الأقصى من تاريخ 2/10 وحتى 17/10 نحو (1132) مستوطنًا وعنصرًا احتلاليًا.

وأوضح أن الاقتحامات جاءت على النحو التالي 1029 مستوطنًا ومن أفراد ونشطاء الجماعات اليهودية، بالإضافة إلى 18 عنصرًا من عناصر مخابرات الاحتلال، ونحو 85 من طلاب الإرشاد اليهودي. 

ولفت إلى أن الاقتحامات جرت على مدار 11 يومًا في جميع الأيام من الأحد إلى الخميس، ما عدا الأحد مطلع الشهر 2/10، حيث أغلق باب المغاربة بالتزامن مع حلول رأس السنة الهجرية، وتمت على فترتين صباحية (7:30-11:00)، وبعد الظهر (13:30-14:30)، بحراسة مشددة من قوات الاحتلال. 

وأشار إلى أن الاقتحامات تزامنت مع ما يسمى بـ "موسم الأعياد اليهودية"، حيث اقتحم الأقصى بمناسبة "رأس السنة العبرية" نحو 257 مستوطنًا وعنصرًا احتلاليًا (يومي رأس السنة العبرية وما تبعه ما يسمى بصوم جدليًا: 3+4+5 /10/2016).

فيما اقتحم المسجد بمناسبة ما يسمى "عيد الكيبور" 313 مستوطنًا وعنصرًا احتلاليًا، فيما اقتحم حتى الآن بمناسبة ما يسمى "عيد العرش /المظلة" 134، في اليومين الأخيرين، علمًا أن هذا العيد يستمر حتى الأسبوع القادم. 

وقال "مسرى ميديا" إن هذه الاقتحامات تأتي في ظل تشديد الحصار والخناق على المسجد الأقصى، وزيادة التواجد العسكري على أبوابه، والتضييق وإعاقة حركة المصلين للوصول والدخول إليه، وإجراء حملات اعتقال وإبعاد طالت عشرات المقدسيين وعددًا من أهل الداخل الفلسطيني.

وأضاف أنها تأتي أيضًا في ظل ملاحقة النشطاء وإغلاق مزيد من المؤسسات التي تعنى بالتوعية بأهمية التواصل الدائم وشد الرحال الى المسجد، وعزل مدينة القدس المحتلة وأحيائها عن المسجد، وإغلاق الضفة المحتلة على مدار أيام، وكذلك قطاع غزة.

وأوضح أن كل ذلك هي محاولات وممارسات احتلالية لعزل المسجد الأقصى عن محيطه البشري الذي يمده بالمصلين بالمئات يوميًا والآلاف أحيانًا أخرى.  

وبين أن اقتحامات المستوطنين اتسمت على مدار الشهر كله بمحاولات متكررة لإداء طقوس تلمودية، وتنوعت تيارات الاسرائيليين الذين اقتحموا، من مستوطنين و"حريديم" وعلمانيين، وظهر جليًا لباس المقتحمين في كثير من الأحيان اللباس الكهنوتي الخاص بـ "المعبد". 

وتوقع "مسرى ميديا" أن يشهد الأقصى مزيدًا من التصعيد في الاقتحامات، وذلك بالاعتماد على الأرقام المذكورة، وبالنظر لما تتناقله وسائل الإعلام الإسرائيلية اليمينية ونشطاء "الهيكل"، وكذلك الدعوات المتصاعدة لاقتحامات واسعة في غضون ما تبقى من هذا الشهر، بالتزامن مع عيد "العرش"، وما يمكن أن تعتمده الحكومة الإسرائيلية من رد فعل على قرار "اليونيسكو" الأخير.

وأضاف أنه بحسب ما ذكره وزير الزراعة الإسرائيلي "اوري أريئيل" بأن الرد الأوفى على قرار "اليونيسكو" يجب أن يكون مزيدًا من السيادة والسيطرة والوجود اليهودي على "جبل الهيكل"، ومع الأخذ بعين الاعتبار التضييق والحصار الإعلامي على المسجد ومحيطه، وما يرافق ذلك من محاولات قصوى لعزله، فإن هذه المعطيات، تنذر بأيام عصيبة وصعبة جدًا بانتظار الأقصى.